علماء ألمان يطورون مواد جديدة لرصف الطرق تستطيع معالجة الحفر عند ظهورها تلقائيا وساحة الاختبارات التي تم إنشاؤها في مدينة كولونيا تكلف حوالي 13 مليون يورو .العرب [نُشر في 2017/11/10، العدد: 10808، ص(24)]أفكار جديدة لطرقات أكثر أمنا برلين – يبدو أن الحفر الموجودة في الشوارع والطرق المرصوفة قد تصبح شيئا من الماضي بفضل مواد جديدة يطورها العلماء لرصف الطرق وتستطيع معالجة الحفر عند ظهورها تلقائيا. ويرى المهندس الألماني باستيان فاكر وهو أحد هؤلاء العلماء أن صيانة الطرق من الموضوعات الشيقة. ويختبر العلماء الألمان في منطقة تجارب جديدة واسعة بالقرب من مكتب فاكر في مدينة كولونيا، مواد جديدة للرصف أطول عمرا وأكثر أمنا للسيارات. وأطلقوا على ساحة الاختبارات اسما معقدا يمكن اختصاره بكلمتي “دورا باست” وتكلف إنشاؤها حوالي 13 مليون يورو (15 مليون دولار) وتحتوي على طريق ممتد بطول كيلومتر حيث يمكن استخدامه لاختبار كل المواد الحديثة الخاصة بعمليات رصف وصيانة الطرق. ويعمل الخبراء الألمان حاليا على تطوير مجموعة من الوسائل لمعالجة الطرق التي تنتشر فيها الحفر، بما في ذلك تطوير مواد للرصف قادرة على إصلاح نفسها باستخدام ألياف الصلب. وهناك مشروع آخر لبناء جسور ذكية مزودة بوحدات استشعار لتسجيل عمليات التشقق التي يتعرض لها الجسر بصورة فورية. وقال ستيفان هويلر، رئيس المشروع، إن مركز الاختبارات الجديد مطلوب بشدة، ويجب تطوير الطرق بصورة سريعة في ظل تزايد الاستخدام والتغير المناخي اللذين يؤديان إلى تدميرها بسرعة. وأضاف “يمكن أن نرى استمرار حالات الطقس بالغ السوء لفترات أطول”، بحيث تستمر موجات الحرارة المرتفعة المفاجئة لستة أسابيع وليس لثلاثة أو أربعة أيام كما هو الحال، لذلك يجب على المهندسين إيجاد حلول لهذه المشاكل اليوم وليس خلال 30 عاما. وحتى الآن تتقدم الأبحاث المتعلقة بالطرق وكيفية تعاملها مع التغيرات المناخية ببطء. وفي بعض الحالات تستغرق المبتكرات 30 عاما حتى تدخل حيز التطبيق الفعلي. ولكن العلماء بالقرب من مدينة كولونيا يحاولون تسريع وتيرة الأبحاث والتطوير في هذا المجال. ومن أكثر الأفكار المطروحة إثارة استخدام سخانات كهربائية مشابهة للمواقد المنزلية بهدف تسخين الجزيئات المعدنية الموجودة في مادة البتومين المستخدمة في تغطية سطح الطريق المرصوف. وعند تشغيل السخان الذي سيكون بشكل أو بآخر عبارة عن مغناطيس كبير، على سطح الطريق، سترتفع درجة حرارة الجزيئات لتتقارب وتلتحم مع بعضها البعض وتختفي التشققات التي ظهرت في الطريق. وفي الوقت نفسه يجري علماء في هولندا والصين حاليا تجارب واختبارات على مواد رصف قادرة على إصلاح الحفر والتشققات في الطرق ذاتيا أيضا. وكانت إحدى شركات الإنشاء في هولندا كشفت العام الماضي عن خطة لرصف الطرق في مدينة روتردام باستخدام الزجاجات البلاستيكية المعاد تصنيعها، باعتبارها بديلا صديقا للبيئة. وتمتاز هذه الطرق المبتكرة بأنها تحتاج إلى صيانة أقل من طرق الإسفلت التقليدية، مع قدرة أكبر على تحمل درجات الحرارة العالية التي تتراوح بين 40 و80 درجة مئوية، وعمر افتراضي أطول ووقت أقل للتجهيز ووزن أخف، فضلا عن إمكانية تجهيز أسهل للأنابيب تحت الأرض.
مشاركة :