الصحافة تنتعش مع صعود نجم المنصات الرقمية المدفوعةاستطاعت بعض المنصات الرقمية أن تحقق انطلاقة قوية في تجربة الاشتراكات الشهرية المدفوعة، مثل ميديوم، التي منحت الكتاب المشاركين معها أرباحا سريعة ومفاجئة، لكن الرهان يكمن في استمرارية هذا النجاح واستقطاب المشتركين الجدد.العرب [نُشر في 2017/11/10، العدد: 10808، ص(18)]إيف ويليامز يزرع بذور المحتوى الجيد لحجز مكانه في السوق لندن - يتزايد استعداد القراء للدفع مقابل الصحافة الإلكترونية يوما بعد يوم، ومن المرجح أن يتحول إلى تقليد في سلوك المستخدمين الرقميين، بعد بروز منصات تدوين مثل “ميديوم” شجعت المدونين على توفير دخل مستمر من منشوراتهم، وكذلك تحقق دخلا لنفسها بعيداً عن الإعلانات. وبدأت شركة ميديوم منذ شهر أغسطس الماضي في السماح لمجموعة مختارة من المستخدمين، معظمهم من الأشخاص الذين كانوا ينشرون المحتوى بشكل متكرر على منصتها في الماضي، بوضع المحتوى الخاص بهم على المنصة مجانا، بينما طرحت برنامج اشتراك بقيمة 5 دولارات أو ما يعادلها بالعملات المحلية، يسمح للمشترك بأن يقرأ كل التدوينات المنشورة على المدونة خلال الشهر. بالإضافة إلى ذلك هناك مزايا جديدة تضاف للمشتركين أولاً وأيضاً نسخ صوتية مسموعة من أبرز المقالات. وتفاجأ بعض الكتّاب في الشهرين الأولين من البرنامج بأنهم بدأوا يجنون المال بشكل مدهش من منشورات قديمة لهم على المنصة، بعد أن تم وضعها في خانة الاشتراك وجعلها مدفوعة. وأعلنت ميديوم أنّ برنامجها للكتّاب مفتوح الآن للجميع، وفق ما ذكرت لورا هازارد اوين في تقرير نقلته شبكة الصحافيين الدوليين. وعند الانضمام إلى البرنامج، تمنح المنصة للكاتب خيار نشر القصة لأعضاء مديوم فقط (الذين يدفعون 5 دولارات أميركية في الشهر) والحصول على أموال على أساس المشاركة، حيث تظل القصة متاحة للمتابعين، ومكتشفة من خلال البحث، على صفحة ميديوم الرئيسية وتطبيقاتها. وقامت الشركة مؤخرا بتحويل الاشتراك غير المدفوع من “الوصول غير مسموح” إلى “مقننة”، وهذا يعني أنّ غير الأعضاء سوف يكونون قادرين على قراءة كمية محدودة من القصص المؤمّنة كل شهر.كل الأموال التي يجنيها الكتاب والناشرون في برنامج شراكة ميديوم تأتي من اشتراك العضوية الشهرية البالغ 5 دولارات وقال الرئيس التنفيذي للشركة إيف ويليامز “مثل أي سوق، نحن نزرع البذور أولا”.وأضاف “عادة تحتاج إلى توفير البذور قبل أن يكون لديك ما يكفي من الطلب، لذلك هناك شيء لجذب الناس. في المراحل الأولى، لا نحد من الدفعات للمشتركين. نحن نستثمر بمبلغ أكبر من إيرادات المشترك من أجل زرع البذور في السوق”. ووضعت الشركة بعض الإرشادات البسيطة للمحتويات فلا توجد مقالات غير مرغوب فيها، ولا طلبات للتبرع أو التعقيب، مثلا، كما تحاول الشركة حظر المحتوى المسيء، على الرغم من أنه لم يعرف بعد مدى دقة هذا التنفيذ ومدى استعداد ميديوم لفعل ذلك. وتمنع المنصة في المنشورات أو حسابات الأعضاء نشر محتوى يتضمن الدفاع عن التعصب أو التحيز ضد الأفراد أو الجماعات أو تعزيزه، بما في ذلك استخدام إدعاءات علمية أو زائفة لإساءة معاملة الآخرين أو تجريدهم من إنسانيتهم أو إضعافهم. وتحظر أيضا استخدام لغة بذيئة أو لغة الرسم بشكل مفرط لأغراض الصدمة أو التحريض، أو تمجيد العنف أو المعاناة أو سوء المعاملة أو الوفاة…، لاستهداف أو تخويف أو مضايقة الأشخاص الذين تم التعرف عليهم أو مجهولي الهوية. ولا تسمح أيضا بالتقصي عن الأشخاص، بما في ذلك عن طريق الكشف عن المعلومات الشخصية أو تجميع المعلومات العامة، أو استعراض الشركات أو المنتجات بطريقة تحريضية أو مسيئة، أو ادعاءات غير مؤكدة أو غير مثبتة أو إدعاءات وتقارير مضللة. وتحدث عدد من الكتاب عن تجربتهم في المنصة، وقال أحدهم في تغريدة على حسابه الشخصي في تويتر “كانت المبالغ أكبر بكثير مما اعتقدت”. وقالت متحدثة باسم ميديوم إن كل الأموال التي يجنيها الكتّاب في برنامج الشراكة مع ميديوم هي من مساهمات الأعضاء فقطـ”.منصة ميديوم تمنع في المنشورات أو حسابات الأعضاء نشر محتوى يتضمن الدفاع عن التعصب أو التحيز ضد الأفراد أو الجماعات أو تعزيزه مئة بالمئة من الأموال التي تذهب للكتاب والناشرين في برنامج شراكة ميديوم تأتي من اشتراك العضوية الشهرية البالغ 5 دولارات. من خلال برنامج الشركاء يمكن لمنشئي المحتوى المؤهلين نشر قصص مباشرة لكسب المال استنادا إلى عمق المشاركة من الأعضاء. وفي شهر سبتمبر وهو أول شهر لتوسیع برنامج شراكة ميديوم، حصل 83 بالمئة من الشركاء الذین نشروا قصة واحدة فقط علی الأقل علی أموال، وبلغ متوسط المبلغ المكتسب 93.65 دولار علی مدار الشهر. وكان المؤلف الذي حصل على أعلى مبلغ قد تلقى في سبتمبر 2.279.12، دولارا وكان أكثر منشور حصل على 1.466.68 دولار وكانت أكثر قصة حصلت على أموال جنت 1.599.83 دولار. وبالإضافة إلى برنامج الشركاء، تحصل المنصة على المحتوى الذي ترى أنه سيجذب الأعضاء، وتعمل مباشرة مع الكتاب والناشرين. وهذا يشمل بعض الكتاب رفيعي المستوى الذين أصبحوا أعضاء في المنصة، فضلا عن الناشرين الروّاد الذين يضعون اختيارات خالية من الإعلانات للأعضاء. وهذه هي “البذور” من الأموال الإضافية التي يشير إليها ويليامز. ولتحقيق هذه المبالغ من المال، على المنشورات الناجحة تحقيق قدر لا بأس به من الرؤية وفق المنصة، لكن ليس من الواضح تماما كيف يتم ذلك. ويرى البعض أن النتيجة المحتملة -سواء نجحت ميديوم أم فشلت- هي أن إيرادات المؤلف ستتضاءل؛ إذ لم يتم اتخاذ إجراءات عملية لزيادة عدد الأعضاء الذين يدفعون مقابل المحتوى في ميديوم، فرغم أن ميديوم فعلت أشياء مختلفة لجذبهم -بما في ذلك برنامج شريك لنشر الأخبار- فإن لا شيء سيتغير كثيرا في المدى القريب. حيث لم تعلن ميديوم عن عدد الأعضاء لديها على الرغم من أن متحدثة باسم المنصة قالت “هناك إشارات مبكرة إلى أن المحتوى يحول القرّاء”. وفي مؤتمر أونا في واشنطن مؤخرا سألت المقدمة مانوش زومورودي خلال لقاء ويليامز مع الجمهور، عن عدد الأعضاء الدافعين في ميديوم؟ لكن القليل فقط رفعوا أياديهم. وقال ويليامز في نفس الخطاب “كل من يدفع ثمن الأشياء، في نهاية المطاف، هو أكثر المستفيدين منها”.
مشاركة :