لماذا تصرّ واشنطن على أن تكون RT عميلا أجنبيا؟

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تركت شروط واشنطن التعجيزية المفروضة علىRT أصداء واسعة في الأوساط الرسمية والإعلامية الروسية حتى رجح البعض أن تكون هذه الشروط السبب الحقيقي لإلغاء لقاء ترامب بوتين في فيتنام. الموعد الذي حددته وزارة العدل الأمريكية لـ RT America وحصرته في الـ13 من الشهر الجاري يؤكد بشكل لا لبس فيه نية واشنطن المتعمدة لتقييد نشاط RT، مما حمل مارغاريتا سيمونيان رئيسة تحرير شبكة RT ووكالة "سبوتنيك" الروسيتين على وصف الموعد الأمريكي للتسجيل بـ"اللاإنساني!". روسيا تعهدت وعلى أرفع المستويات بالرد الموازي على أي إجراء أمريكي قد يقيّد نشاط الإعلام الروسي في الولايات المتحدة، وهذا ما أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين في إحدى المناسبات مؤخرا، مطمئنا سيمونيان التي استفسرت لديه عن طبيعة الجواب الروسي على الممارسات الأمريكية. كل الصحفيين عملاء؟ صفة "العميل" التي تريد واشنطن إرغام RT على اكتسابها في الولايات المتحدة، تخلق للشبكة الإعلامية الروسية كمّا لا يحصى من المشاكل والعراقيل. فالتسجيل لدى وزارة العدل الأمريكية والاستحصال منها على هذه الصفة، سيعني لـRT قبل كل شيء، الإفصاح عن الأجور والرواتب والمكافآت التي تدفعها لموظفيها الأمريكيين وغيرهم، والكشف عن جميع بيانات موظفيها بما فيها أماكن إقامتهم وأرقام هواتفهم، في خرق صريح للقانون الروسي الضابط لحرمة البيانات الشخصية، ولحرية العمل الصحفي، وحتى المبادئ التي تتفانى واشنطن في حمايتها في شرقا وغربا. تحفظ RT على بيانات موظفيها، يأتي عملا بالتشريعات الروسية والأمريكية التي تضمن سلامة الصحفيين. فلو اعتبر أحد المتطرفين الموالين لجون ماكين على سبيل المثال، أن هذا الإعلامي أو ذاك العامل لدى RT قد صاغ مادة معادية لماكين، وكان على علم بعنوانه وبياناته، لصار الصحفي عرضة للخطر. الانتقائية التي تنتهجها واشنطن في التعامل مع وسائل الإعلام الروسية بيّنة للعيان، حيث لم تزعج الـ"بي بي سي" البريطانية مثلا، ولم تتهجّم على وسائل الإعلام الصينية الناشطة في الفضاء الأمريكي.إقرأ المزيدترامب يلغي لقاء بوتين بعد أن دعا إليه مرتين! فمما تحمله في طياتها صفة "العميل الأجنبي" التي تريدها واشنطن لـ RT أنها ستلصق بالشبكة الروسية صفة "المؤسسة أو الهيئة الأجنبية الناشطة في عمل سياسي داخل الولايات المتحدة لصالح جهة أجنبية، وبتمويل منها". هذه الصفة، يجمع الخبراء على أن الغاية الأولى والأخيرة من ورائها نابعة من مساعي فريق خاسري الانتخابات الرئاسية الأمريكية، "إثبات التهمة" على الإعلام الروسي "المشبوه" حسب ظنونهم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، وتفويز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون. المضايقات التي يتعرض لها الإعلام الروسي في الولايات المتحدة، اخترقت القضايا الهامة، وفرضت نفسها على اجتماعات كبار المسؤولين في روسيا خلال اليومين الماضيين، بما فيها مجلس الاتحاد الروسي الذي استمع أمس إلى أليكسي نيقولوف نائب رئيسة تحرير RT، حول ما تتعرض له الشبكة الروسية، والوقوف معه على طبيعة جواب موسكو على التحرش الأمريكي بإعلام الغير. أليكسي بوشكوف رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للسياسة الإعلامية، تعهد في أعقاب المداولات ذات الشأن بالرد بالمثل على أي محاولات لواشنطن لإقصاء RT و"سبوتنيك" عن الفضاء الإعلامي الأمريكي، وقال: "تتوفر لدينا حزمة كبيرة من الإجراءات التي بوسعنا اتخاذها تجاه الإعلام الأمريكي في بلادنا قبل إقصائه التام عن فضائنا الإعلامي، بل أرى أنه من الأجدر بنا اتخاذ الخطوات الاستباقية في هذا الاتجاه". السؤال الذي صار على ألسنة الكثير من المراقبين في روسيا وخارجها على وقع حرب الإعلام الضروس التي شنتها واشنطن: هل ستضطر الولايات المتحدة روسيا على انتهاج مسار الصين، وحجب الإعلام الغريب على أراضيها وإقصاء الفضاء المعلوماتي الأجنبي بما فيه "غوغل؟". المصدر: RT صفوان أبو حلا

مشاركة :