هيئة استشارية هولندية الجمعة من أن حلف شمال الأطلسي يفتقر إلى التجهيزات للدفاع عن أعضائه من أي عدوان، وسط شكوك حول وحدته في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما قد يسمح لروسيا باستغلال نقاط ضعفه. وقال المجلس الاستشاري الهولندي للشؤون الدولية "هناك شكوك حول ما إذا كان الحلف الأطلسي سيتصرف بشكل مسؤول وبالإجماع عند الضرورة. هناك انقسامات داخلية في عدد متزايد من المجالات". وأضاف "إن الشكوك إزاء القيادة السياسية للولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، ترافقها مخاوف حيال وحدة الحلف". ويأتي التحذير في تقرير نشرته الأربعاء الهيئة التي تقدم الاستشارة لوزارة الخارجية والحكومة بشأن السياسات العامة. وقال المجلس في بيان "إن الحلف الأطلسي غير مجهز بالشكل الكافي لأداء مهمته الجوهرية وهي حماية أعضائه من العدوان من خلال ردع موثوق ودفاع مشترك". ويدعو التقرير الدول الـ29 الأعضاء في معاهدة شمال الأطلسي التي تأسست في 1949 في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لتقوية التماسك الداخلي والعمل على تحسين العلاقات على جانبي المحيط الأطلسي "مع بقاء الولايات المتحدة جزءا لا غنى عنه لأمن أوروبا". ومنذ تأسيس الحلف كانت الولايات المتحدة "عموده السياسي والعسكري"، لكن منذ تولي ترامب الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني "تراجع الدور القيادي" للأميركيين. ويستنتج التقرير أن أمن أوروبا مُهدد من "أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار" ومن عدم الاستقرار الحالي في الشرق الأوسط. وحذر التقرير الذي يحمل عنوان "مستقبل الحلف الاطلسي وامن اوروبا" من ان مناطق مثل البلطيق لا تتمتع بحماية كافية حاليا، وان روسيا يمكن ان تستغل نقاط الضعف تلك. ويقول التقرير من أن الوحدات العسكرية المنتشرة على الجانب الشرقي للحلف في دول مثل ليتوانيا وبولندا "يتعين تعزيزها بشكل كبير" وأن على الحلف الاطلسي أن يفكر في نشر نوع من الألوية المتناوبة. كما دعا أيضا لإزالة العراقيل البيروقراطية للسماح للوحدات والمعدات العسكرية بالتحرك بسرعة أكبر بين الحدود عند الضرورة، بإقامة ما وصفه التقرير بـ"شنغن عسكري" في إشارة إلى نموذج منطقة السفر المفتوحة بين 26 دولة أوروبية. وتتزايد المخاوف بشأن التهديد الذي تواجهه المناطق الشرقية للحلف منذ ضم روسيا للقرم في 2014. ويقوم الحلف حاليا بتعزيز قدراته على مواجهة روسيا في إطار أكبر عملية تحديث له منذ الحرب الباردة. وأيد وزراء دفاع دول الحلف الأربعاء إقامة مركزي قيادة لحماية أوروبا. ووافقت الدول الأعضاء أيضا خلال اجتماع في بروكسل على زيادة استخدام الأسلحة والتكتيكات الالكترونية في العمليات العسكرية. ولدى الحلف حاليا سبع مراكز قيادة و6800 عنصر بعدما كان له 33 مركزا و22 ألف عنصر زمن الحرب الباردة. واستمر تقليص هذه البنية منذ 2002 لكن الأزمة الاوكرانية أدت إلى تبدل في الموقف في مواجهة روسيا ودفعت الحلف إلى نشر كتائب في دول البلطيق وبولندا. ولاحظ دبلوماسي أوروبي لم يشأ كشف هويته أن إقامة مركزي قيادة جديدين "تعني زيادة العديد" لافتا إلى أنه "أحد الموضوعات" الاشكالية. وسيشرف المركز الأول الجديد على المحيط الأطلسي لضمان سلامة الطرق البحرية بين الولايات المتحدة وكندا من جهة وأوروبا من جهة أخرى. وعلق الدبلوماسي الأوروبي بالقول "من الواضح أن شمال المحيط الأطلسي هو احدى المناطق الاستراتيجية (بالنسبة إلى الحلف) بسبب كثافة الحركة البحرية وحركة الغواصات". وستكون مهمة المركز الثاني الذي وصفه الدبلوماسي بأنه "قيادة خلفية" تسهيل ايصال التعزيزات العسكرية إلى الشرق. والشهر الماضي قال قائد القوات البرية الأميركية في أوروبا الجنرال بن هودجز إن "على الحلف أن يكون قادرا على التحرك في شكل أسرع من قوات روسيا الاتحادية إذا أردنا أن تكون قوة الردع لدينا فاعلة".
مشاركة :