أعرب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون عن قلقه، «لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد إعلانه استقالة حكومته السبت الماضي من خارج لبنان»، مطالبا بـ«ضرورة جلاء هذه الظروف»، ومذكرا بـ«الاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها». وجاء موقف عون خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا سفراء دول مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن، وهم السفراء: الروسي الكسندر زاسبكين، الصيني وانغ كاجيان، الفرنسي برونو فوشيه، البريطاني هوغو شورتر، الولايات المتحدة الأميركية اليزابيت ريتشارد، المانيا مارتن هوث، الإيطالي ماسيمو ماروتي، نائب ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة فيليب لازاريني، سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن وممثل جامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح. وأفادت الوكالة الوطنية للأنباء الرسمية في لبنان إن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية وزع بعد انتهاء الاجتماع المعلومات الرسمية الآتية: عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على السفراء أعضاء مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن، «موقف لبنان من التطورات الأخيرة بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالة الحكومة من الخارج، والملابسات التي رافقت هذا الإعلان، ومنها ظروف بقاء الرئيس الحريري خارج لبنان». وأعاد الرئيس عون التأكيد على أن «بت هذه الاستقالة ينتظر عودة الرئيس الحريري والتأكد من حقيقة الأسباب التي دفعته الى إعلانها». وفي هذا السياق، عبر الرئيس عون عن قلقه «لما يتردد عن الظروف التي تحيط بوضع الرئيس الحريري وضرورة جلائها»، مذكرا أعضاء المجموعة بـ«الاتفاقات الدولية التي ترعى العلاقات مع الدول والحصانات التي توفرها لأركانها». وطمأن السفراء الى «وعي القيادات اللبنانية وتضامنها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان وحرصها على تعزيز الوحدة الوطنية، وقد ساعد ذلك في المحافظة على الاستقرار الأمني والمالي في البلاد». وتحدث لازاريني منوها باسم الدول الأعضاء في المجموعة بـ«الجهود التي بذلها رئيس الجمهورية لضبط الأوضاع التي نشأت بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته»، مؤكدا «تأييد الدول الأعضاء لموقف الرئيس عون من كل جوانبه». وشدد على أن «المجموعة الدولية تدعم سيادة لبنان واستقلاله وأهمية الوحدة الوطنية فيه». ثم تحدث السفراء أعضاء المجموعة فردا فردا، فأكدوا لرئيس الجمهورية «التزام بلدانهم بالموقف الموحد للمجموعة»، منوهين بـ«طريقة معالجة الرئيس عون للأزمة وموقفه منها»، وجددوا «تأييدهم للبنان ودعمهم له واستعداد بلدانهم للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة للأزمة الراهنة». من جهة ثانية، استقبل الرئيس عون القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسينيور ايفان سانتوس وأطلعه على «موقف لبنان من التطورات المرتبطة بظروف إعلان الرئيس الحريري عن استقالته من الخارج»، وطلب منه «إبلاغ المسؤولين في الكرسي الرسولي الموقف اللبناني». وأجرى الرئيس عون بعد ذلك سلسلة لقاءات مع سفراء الدول العربية المعتمدين في لبنان أبلغهم خلالها «الموقف من التطورات التي استجدت بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته». وفي هذا الإطار استقبل عون القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت وليد بخاري، وأبلغه أنه «من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الحريري»، مطالبا بـ«عودة رئيس مجلس الوزراء الى لبنان». ثم التقى الرئيس عون تباعا، سفير الإمارات العربية المتحدة حمد عبدالله الشامسي، سفير مصر نزيه علي النجاري، سفير الأردن نبيل المصاروة، سفير قطر علي بن حمد المري، وسفير سورية علي عبد الكريم علي.
مشاركة :