تحوّلت أعداد كبيرة من السيارات المتهالكة الموجودة وسط أحياء العاصمة الرياض إلى "مكبٍّ" للنفايات، خاصة تلك التي مكثت لسنوات طويلة دون أن تطولها يد الإزالة وتحديدا المركبات القابعة أمام الورش في المناطق الصناعية، ولم يفلح وجود تحذيرات ملصقة من قبل الأمانة على تلك السيارات التالفة، حيث أمهلت أصحابها عشرة أيام لإزالتها، إلا أن أيام المهلة انتهت من سنوات دون أن ينتبه لها مالك المركبة أو حتى مَن وضع الملصق. وكشفت جولة قامت بها "الاقتصادية" عن وجود أعداد كبيرة من المركبات المتهالكة في العاصمة، خاصة أمام الورش والمناطق الصناعية، حيث رصدت ازدحام حي الصناعية القديمة على طريق الخرج بسيارات تالفة ومهملة منذ فترات زمنية طويلة فتحولت مع مرور الوقت إلى مكب للأوساخ والنفايات. .. وأخرى وضع عليها ملصق الأمانة ولم تتم إزالتها. مركبة متهالكة تقبع أمام إحدى الورش في الصناعية القديمة. سيارة تالفة مضى عليها مدة طويلة دون أن تتحرك من مكانها. في الوقت الذي أكد فيه عدد من أصحاب الورش أن بقاء تلك المركبات مستمر منذ عدة أشهر، موضحين أن هناك العديد من المركبات التي أهملها أصحابها وطالت مدة بقائها سنوات حتى أصبحت ملجأ ووكراً للهاربين، إضافة إلى كونها مكبا للنفايات، على الرغم من وجود تحذيرات ملصقة على السيارات التالفة تعطي أصحابها عشرة أيام مهلة لإزالتها، وفي حالة عدم سحبها خلال المدة المحددة يتم سحبها مباشرة. وساهم بقاء المركبات المتهالكة في زيادة الازدحام المروري لمداخل الصناعيات ومخارجها، نتيجة إهمال أصحابها وتركهم لها وتقاعس أصحاب الورش عن إزالتها بعيداً عن النطاق العمراني. يأتي ذلك بعد أن أعلنت أمانة منطقة الرياض، أخيرا، عن إزالة أكثر من 2386 سيارة تالفة خلال الأشهر الستة الماضية من بعض أحياء وشوارع وطرقات وميادين مدينة الرياض، وذلك خلال الحملات المستمرة التي تقوم بها الإدارة العامة للنظافة، في كل أحياء مدينة الرياض. وينص النظام الصادر من مجلس الوزراء عام 1422 رقم 218، على وضع ملصق على السيارة لإشعار صاحبها لمدة عشرة أيام وفي حال عدم نزعه من قبل صاحب السيارة وإشعاره بعدم رغبته في أخذها تأتي الفرق المختصة لأخذ السيارة بالتعاون مع مراقبي البلدية وتنقلها إلى الحجز المخصص للأمانة وتبقى لمدة ثلاثة أشهر يحق خلالها لصاحبها المطالبة بها مع دفع الغرامات المستحقة، التي تصل بين 200-500 ريال، إضافة إلى تحمله تكاليف الحجز التي تبلغ 100 ريال، وتصل أحيانا إلى 150 ريالا، حسب حجم السيارة، وفي حالة بقاء السيارة في الحجز بعد مرور المدة الزمنية المقررة يحق للأمانة التصرف في السيارة بنزع لوحة الأرقام وإبلاغ المرور عنها وتسلم خطاب خاص من المرور بتسلمها ثم تقوم الأمانة بكبس السيارات وإرسالها إلى مصانع الحديد. وتشكل ظاهرة ترك السيارات على جنبات الطرق إضرارا بالآخرين ومخالفة؛ لذا تتم محاسبة أصحابها عليها، حيث يعيق وجود السيارات التالفة والمتوقفة داخل شوارع وأحياء المدينة أعمال النظافة ويشوه جمال العاصمة، وتستهدف الحملة التخلص من السيارات التالفة والمتوقفة وهياكل المعدات المنتشرة على جنبات الشوارع والطرقات وداخل الأحياء السكنية والميادين العامة بعد التنسيق مع الجهات الأمنية بهذا الخصوص. وتنتشر أعداد كبيرة من المركبات التالفة، التي لم تعد صالحة للاستخدام، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستفادة منها؛ نظراً لوقوفها لفترة طويلة وتهشم زجاجها وتعطل إطاراتها، حيث توجد بشكل مركز في بعض الأحياء السكنية وأمام الورش والصناعيات نتيجة إهمال أصحابها وعدم قيامهم بالتخلص منها أو بيعها كحديد سكراب، في الوقت الذي تدعو فيه البلديات أصحابها إلى التعاون لتعزيز جهودها في نظافة المدينة بعدم ترك السيارات التالفة على جنبات الطرق ووسط الأحياء السكنية، وذلك عبر التصرف فيها أو نقلها إلى المواقع التي خصصت لذلك، إضافة إلى تنبيه أصحاب المركبات التالفة قبل إزالتها بفترة كافية من خلال وضع ملصقات صغيرة توضع على المركبة قبل اللجوء إلى حجزها في المواقع المخصصة لذلك. وكانت أمانة الرياض قد دعت في بيان لها قبل أسبوع، جميع أصحاب السيارات التالفة إلى سرعة التحرك لسحب سياراتهم والاستفادة منها قبل انتهاء المدة المحددة، طالباً من الجميع الإبلاغ عن أي مركبة تالفة على هاتف طوارئ الأمانة (940) ليتسنى لها سرعة اتخاذ الإجراءات، حيث تنوعت أعداد السيارات التالفة، التي تم رفعها وإزالتها من شهر إلى آخر، وتأتي هذه الخطوة، حرصا منها على المنظر الحضاري العام من التشويه، إضافة إلى تسبب وجود السيارات التالفة في إرباك حركة السير. وتقوم البلديات بوضع تحذيرات مكتوبة على السيارات التالفة داخل الأحياء وإعطاء أصحابها مهلة مدتها عشرة أيام لإزالتها. وفي حال عدم سحبها خلال المدة المحددة تقوم بسحبها وإعطائها لمستثمر إدارة السيارات التالفة وبعد 90 يوما من تاريخ سحبها وعدم حضور صاحبها يصبح لـها حق التصرف فيها من أجل الحفاظ الدائم على المنظر العام لكل أحياء وشوارع مدينة الرياض من التشويه والتلوث البيئي. المقبل والدبيخي لا يردان .. ومتحدث المرور: اعذروني أجرت "الاقتصادية" اتصالات مكثفة باللواء عبد الرحمن المقبل مدير عام المرور، والعقيد علي الدبيخي مدير مرور منطقة الرياض، إضافة إلى المقدم حسن الحسن المتحدث الرسمي باسم مرور الرياض، للاستفسار عن دور المرور في التصدي لظاهرة انتشار السيارات المتهالكة، وهل يفرض عقوبات بحق الورش المخالفة التي تقوم بإيقافها في الشوارع ووسط أزقة الأحياء؟ إلا أن الصحيفة لم تتمكن من الحصول على رد رسمي منهم، في حين قال المقدم حسن الحسن المتحدث الرسمي لمرور الرياض: "اعذروني، أنا خارج السعودية".
مشاركة :