تماسكت أسواق النفط، أمس، لتظل مستقرة بدعم من تخفيضات الإنتاج وقوة الطلب، وهو ما أدى إلى تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق، لكن احتمال زيادة الإنتاج الأميركي كبحت الأسعار. وبحلول الساعة 12:20 بتوقيت غرينتش أمس، بلغ خام القياس العالمي مزيج برنت 63.92 دولاراً للبرميل. وبلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57.07 دولاراً للبرميل، متراجعاً عشرة سنتات، لكنه يظل غير بعيد عن ذروته في عامين ونصف العام التي سجلها هذا الأسبوع عند 57.92 دولاراً للبرميل. وجاءت الأسعار المرتفعة نتيجة للجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا لتقليص الفجوة بين العرض والطلب في السوق من خلال كبح الإمدادات، بالإضافة إلى قوة الطلب وتصاعد التوترات السياسية. وقال بنك غولدمان ساكس: أسعار النفط صعدت بقوة خلال الأسبوع الأخير… وكان أحدث محفز لهذا التحرك الصعودي هو التصاعد الحاد للتوترات الجيوسياسية مطلع الأسبوع، ومن قبل وجدت موجة الصعود دعماً في تنامي الثقة في تمديد «أوبك» (لاتفاق خفض الإنتاج) وقوة الطلب على النفط. غير أن بنك مورغان ستانلي حذر قائلا: هذا التحرك (الصعودي للنفط) قد لا يدوم طويلاً، مشيراً إلى أن إنتاج النفط الصخري قد يعود بشكل سريع نسبياً. كما حذر «غولدمان» من زيادة تقلبات الأسعار في الفترة المقبلة بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصاً بين السعودية وإيران الخصمين السياسيين والعضوين في «أوبك»، إلى جانب زيادة إنتاج النفط الأميركي. ومن المقرر أن تبحث «أوبك» سياسة الإنتاج خلال اجتماع يعقد في 30 نوفمبر، ومن المتوقع أن تمدد المنظمة تخفيضات الإنتاج لما بعد الموعد الحالي لانتهاء سريان الاتفاق في مارس 2018. ونقل تقرير اخباري سعودي عن وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي قوله إن منتجي النفط لن يواجهوا صعوبة كبيرة في اتخاذ قرار هذا الشهر بخصوص تمديد الاتفاق العالمي لخفض الإنتاج. وقال: «السوق تحتاج إلى بعض التصحيح.. لا أحد يتكلم عن عدم تمديد الخفض، ولكن يجب أن نتفق إلى متى». وأضاف: «أنا متفائل بالنسبة إلى عام 2018 ولمؤتمر «أوبك» المقبل، لأنه لن يكون هناك تحديات كبرى في قرارنا تمديد اتفاق الخفض». (سنغافورة، الخُبَر – رويترز)
مشاركة :