هنادي العُماني أول كفيفة تترافع في محاكم البلاد

  • 11/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مي السكري| فقدت نعمة البصر لتتعايش مع هموم موكليها المبصرين وأقرانهم من ذوي الإعاقة وتدافع عن حقوقهم ببصيرتها في قاعات المحاكم الكويتية، فلم تثنها إعاقتها البصرية عن إثبات ذاتها وتحقيق هدفها لنشر مفاهيم الحرية والعدل والمساواة وإنصاف المظلومين ورد الحقوق، بل أصرّت على مواجهة التحديات وكسر الظلام بإرادتها وعزيمتها أمام منصات القضاء لتنضم إلى قافلة المحاميات وتصبح أول عربية كفيفة حاصلة على رخصة مزاولة مهنة المحاماة بعد 12 عاما من المطالبة والانتظار وأول كويتية من ذوي الإعاقة البصرية تترافع في محاكم العدل. هنادي العماني قصة كفاح خرجت إلى النور لتصبح تجربتها مثالا للتحدي وحافزا لزملائها المكفوفين الذين أصرّوا على كسر الصورة النمطية وخوض معترك القضاء. العُماني أكدت في حديثها لــ القبس أن هيئة الإعاقة تمثّل الخصم في أغلب قضايا ذوي الإعاقة، مشيدة بالقانون الذي وصفته بالجيد، ولكن ينقصه التفعيل، حيث إن بعض مواده تحتاج إلى تعديلات والبعض الآخر يحتاج إلى إضافات في سبيل خدمة ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم. «إعاقتي لم تكسر ثقة موكلي وزملاء المهنة»، هكذا عبّرت العماني عن ردود فعل المجتمع في بداية دخولها الميدان، حيث تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض بسبب ظروف إعاقتها البصرية إلى أن ذاع صيتها في قضايا الأحوال الشخصية وقضايا ذوي الإعاقة، وترأست لجنة ذوي الإعاقة في جمعية المحامين الكويتية لتستلهم من العتمة شعلة أمل وتقود أعضاءها المبصرين لترشدهم وتنير آفاقهم بكفاءتها المعهودة. وقالت: «أصبح هناك وعي لدى المجتمع الخليجي عموما، والكويتي على وجه الخصوص، بشأن تقبل المحامي الكفيف في ساحات القضاء». وتابعت: في السابق كان هناك تخوّف لدى المجتمع من إسناد القضايا إلى محامين مكفوفين، نظرا الى عدم قدرتهم على التعامل مع القضايا بمختلف أنواعها، غير أنه وبعد نجاح تجربتي في كسب القضايا أصبحت مثالاً يحتذى به. وأضافت العُماني: بعد التخرّج في كلية الحقوق عام 1992 حاولت التدريب في أحد مكاتب المحاماة ولمست ترحيبا من قبل المحامين المدربين في البداية، ولكن بعد فترة تولّد لديهم شعور بالتخوّف من مواصلة مسيرتي معهم، مما دفعني إلى الابتعاد عن المجال لفترة من الزمن، مبينة «انه في عام 2011 قدّمت على رخصة مزاولة المهنة، وكان هناك تخوف من قبل جمعية المحامين لكوني كفيفة، إلا أن كفاءتي وقدرتي على التعاطي مع القضايا ساهمتا في تغيير الموازين وعززتا ثقتهم في إمكانياتي. وقالت العماني «كأي عاملة في مهنة المحاماة، لم تختلف حياتي العملية عن زملائي المبصرين، حيث أحرص على مناقشة القضية مسبقا مع المستشارين والباحثين القانونين في المكتب، ليتم إعداد ملف القضية المنظورة في اليوم التالي»، مثنية على تعاون القضاة وتفهمهم لظروف اعاقتها، إضافة إلى موافقتهم على دخول مرافقتها إلى القاعة لمساعدتها. وأوضحت أن المذكرة التي يتم تقديمها للقضاة تكون مطبوعة بطريقة المبصرين، بخلاف مذكرتها الخاصة المطبوعة بطريقة برايل، مشيرة إلى اعتمادها على ملكة الحفظ والفهم الجيد في المرافعات. تزكية المحامين وتحدثت العُماني عن ترشيحها في منصب رئيس لجنة ذوي الإعاقة كأول كفيفة في الشرق الأوسط تنال رئاسة لجنة قانونية في جمعية المحامين، مثمنة تزكية زملاء المهنة وأعضاء مجلس الإدارة لها لتسكينها في هذا المنصب، فضلا عن جهودهم في تذليل كل العوائق أمامها، من خلال قراءة المذكرات والمستندات والقوانين المطبوعة بطريقة المبصرين. ورش عمل واستعرضت العماني جملة من الإنجازات التي تحققت خلال فترة رئاستها للجنة، حيث شاركت في عدة ملتقيات وورش عمل لأول مرة خارج الكويت، إضافة إلى تنظيم ندوات عدة وزيارات ميدانية لجمعيات النفع العام المعنية بذوي الإعاقة وهيئة الإعاقة. وكشفت عن عدد القضايا التي استقبلتها اللجنة بخصوص ذوي الاعاقة والتي تراوحت بين 30 و40 قضية خلال ثلاثة أشهر تقريبا، أكثرها حول إعادة التقييم، لافتة إلى مبادرة اللجنة في جمع توقيعات أولياء أمور المعاقين للمطالبة بإلغاء اللائحة التنفيذية التي أصدرتها هيئة الإعاقة بشأن قانون المعاقين. وذكرت العماني أن مسيرتها العملية لم تخلُ من العقبات والصعوبات، مشيرة إلى عدم توفير القوانين والمراجع القانونية المطبوعة بطريقة برايل، فضلا عن عدم تهيئة بيئة المحاكم وظروف ذوي الإعاقة عموما، والمكفوفين على وجه الخصوص، إضافة إلى صعوبة التنقل بين الممرات والأروقة لعدم وجود علامات إرشادية. مواقف مؤثرة لم تنس هنادي العماني المواقف المؤثرة التي تعرّضت لها بداية عملها في مهنة المحاماة عام 2013 في قضايا الأحوال الشخصية، حيث كان لتجربتها الأولى أثر كبير في حياتها، مستذكرة مشاركتها زميلها في البحث عن دليل جديد لبراءة موكله من قضية جناية منسوبة إليه، وبالفعل قدم الزميل الدليل للقاضي، مما غير مجرى سير القضية التي انتهت ببراءة موكله. حلول وتسهيلات ثمنت العُماني جهود جمعية المحامين ولجنة ذوي الإعاقة على وجه الخصوص لتعاونهما على ايجاد حلول لقضايا المعاقين وتقديم كل التسهيلات في سبيل خدمة المعاق وضمان حقوقه، مشيدة بدور رئيس الجمعية ناصر الكريوين ونائبه شريات الشريان وأمين السر مهند الساير في مساعدتها على تبني قضايا ذوي الإعاقة والدفاع عن هذه الفئة. مترجمو إشارة في الجامعات طالب عدد من الصم بتعيين مترجمي لغة الاشارة في الجامعة والتعليم التطبيقي وزيادة عددهم، فضلا عن زيادة عدد الدورات التخصصية في التعليم التطبيقي، وفتح الدراسة في الخارج لطلبة الثانوي من فئة الصم.

مشاركة :