قال الأمين العالم السابق لجامعة الدول العربية عمر موسى الجمعة في حوار لفرانس24 بمدينة طنجة المغربية إن العالم العربي بحاجة إلى نظام إقليمي جديد، مشيرا إلى فشل الجامعة العربية في حل الأزمات مصدره فشل هذا النظام نفسه. واعتبر أن مصر تواجه صعوبات ضخمة للغاية سببها تراكم الأخطاء لحوالي السبعين سنة. يشارك عمر موسى، الأمين العالم للجامعة العربية من 2001 لغاية 2011، فعاليات منتدى "ميدايز" في مدينة طنجة (شمال المغرب) والذي يتناول قضايا الاقتصاد والجيوسياسية. وفي حوار مع فرانس24، تطرق وزير الخارجية في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، إلى قضايا المنطقة العربية الراهنة، والتحديات المقبلة التي تواجهها، مشددا على ضرورة الخروج من الأزمات والصراعات التي تزيدها تشتتا وحروبا. ما هي رؤية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية (بين 2001 و2011) للعالم العربي وهو يتشقق من كل جهة وبكل مكان؟ العالم العربي في أزمة كبيرة، ربما لم يمر بها من قبل، على الأقل في تاريخه الحديث. ولكن كل أزمة لها حل، والأمر يتطلب تعاونا وتقاربا عربيا للتوصل لهذا الحل، ولا يحتاج لفرقة. مثلا في سوريا، ورغم كل الضحايا والخسائر والصعوبات واللاجئين والنازحين، هنالك اليوم توافق في الآراء على أنه لا تقسيم في (سوريا) وأنها ستبقى دولة واحدة. وما من مواطن عربي أو حزب أو دولة أو منظمة إلا ولا يرى أن في وحدة سوريا وبقائها شيء مهم لنا جميعا. ولكن الواقع يفرض حقيقة مخالفة، إذ أن الانقسام والأزمات، في الخليج والشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا، باتت كبيرة ومتنوعة؟ نعم، هناك اختلاف، ولكن نرى اليوم العواقب الكارثية لهذا الانقسام، والتي أدت إلى السيناريو الذي نعيشه في العراق وسوريا واليمن. بالإضافة إلى التهديد الذي يحوم بلبنان والبحرين. فالمسألة خطيرة جدا. ونعلم جيدا أن ما يسمى الربيع العربي بدأ في المغرب العربي، بتونس، ما يدل على أننا كلنا في نفس الموقع والموقف، ونريد الخروج من هذا إلى رحاب القرن الحادي والعشرين. فنحن لا نريد أن نخرج من هذه الأزمة لنعود إلى ستينات القرن الماضي، بل نسعى إلى حياة جديدة تتماشى مع القرن الـ21. نريد أن نتطلع للمستقبل، يعني تنمية اقتصادية وتعليم جيد ونظرة إلى المستقبل، خصوصا أن سبعين في المئة من كل الشعوب العربية شباب. وهذا التطلع ليس أمرا مستحيلا لأن دولا أخرى وشعوبا أخرى حققت نجاحا... عمر موسى: العام العربي بحاجة إلى نظام إقليمي جديد© علاوة مزياني هل من سبيل للخروج من الأزمة الخليجية، بين قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ثانية؟ هناك وساطة كويتية يقوم بها أمير البلاد، وأعتقد أن هذه الوساطة مسألة أساسية وحيوية للغاية. أقصد أن الأزمة الخليجية ستحل عن طريق هذه الوساطة. وأنا كمواطن عربي مصري، أوافق الوساطة الكويتية. هل تؤيد موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من هذه الأزمة، والذي يدعم الرياض ضد الدوحة؟ أنا أرى على الدوام أن العلاقة المصرية – السعودية مسألة رئيسية وإستراتيجية في حياة وأمان الوطن العربي، وأن هناك تحالفا إستراتيجيا تاريخيا ضروريا بينهما يجب أن يستمر. وبالتالي فإن دور هاتين الدولتين الكبيرتين مهم، خصوصا في ظل الكوارث التي يمر بها العالم العربي. ويجب أن نعمل على أن تنجح الوساطة الكويتية. الأمر قد لا يكون سهلا، ولا أقول إن الحل سيأتي غدا، وإنما العملية نفسها يجب أن تأخذ وقتها ونرجو ألا يطول هذا الوقت قبل أن تهدأ الأمور في العالم العربي كله. هل برأيك سياسة قطر الخارجية تضر بجيرانها وبالعرب؟ هناك احتجاجات كثيرة على سياسات تتعلق بتهديد استقرار المنطقة، وأيضا ما يجري بشأن وجود ونشاط منظمات إرهابية كثيرة. وأعتقد بأن هذا لب النقاش الذي تتحدث فيه الكويت. ومن الضروري التعامل بجدية في هذا الأمر الذي يهدد استقرار عدد من الدول العربية. ولكن لا أريد أن أدخل في أي حديث تفصيلي ولا ذكر أي من هذه الدول، تاركا الأمر للوساطة الكويتية. الرئيس السيسي يواجه انتقادات شديدة فيما يتعلق بسياسته الداخلية أو الخارجية على حد سواء، فهل ترى أن مصر في الطريق الصحيح؟ من المعتاد أن يكون هناك انتقاد لأي سياسة. هذه مسألة طبيعية، وإنما النقاش يجب أن يكون موضوعيا. النقطة الثانية أن مصر تواجه صعوبات ضخمة للغاية منها الهيكلية وغيرها. وهذه الصعوبات سببها تراكم الأخطاء لحوالي سبعين سنة، فأي حكم أو حكومة أو سلطة أو عهد يواجه مثل هذا التحدي الخطير ضروري من أنك تعترف له ببعض العذر في إجراءات أو سياسة معينة... يجب أن تكون متفهما. وأيا كان رئيس الجمهورية في تلك الفترة [التي تولى فيها السيسي الحكم] كان سيضطر لاتخاذ إجراءات صعبة. وطبعا نحن اليوم في مصر عندنا شيء مهم وهو الدستور، واحترام الدستور ينجي البلاد من أمور كثيرة وأضرار كبيرة. ما هي التحديات الجوهرية التي تواجهها مصر؟ أولا، تحدي الإرهاب، ثم محاربة الفساد، وثالثا الفقر، هذا العدو الأكبر لمصر. ومصر دولة غنية، قادرة على تخطي كل هذا. وبالتالي السياسات الرشيدة هي التي تؤدي إلى مواجهة هذه التحديات. ما رأيك في أمور الجامعة العربية وهي فاشلة في الخليج وفي سوريا وفي مناطق أخرى من العالم العربي؟ النظام العربي نفسه فشل، والجامعة العربية تأثرت بهذا الفشل. وأنا دائما أتحدث عن نظام إقليمي جديد بعدما ننتهي من هذه الفوضى. وما رأيك بطبيعة العلاقات بين المغرب والجزائر؟ لو أن المغرب والجزائر على ود وتواصل، لكان الوضع في البحر المتوسط وفي جنوب أوروبا قد تغير. ولذلك فأنا آمل في أن الأمم المتحدة ستنجح، وأن يتوافق الكل في إطار مشكلة الصحراء. علاوة مزياني نشرت في : 10/11/2017
مشاركة :