نخط أحلاماً ونسعى إلى تحقيقها بجعلها أهدافاً ونفخر بذلك.. تشذبنا الحياة وتعلمنا المنعطفات الكثير الكثير وتصقل الشخصيات. نكتسب صفات كثيرة خلال رحلتنا هذه، وأجملنا هو من تصقل التجارب جوهره الأصلي لا أن تخفيه تحت أقنعة تجعلنا غرباء حتى عن أنفسنا. قال لي أحد الناجحين مرة: «ما أوصلك إلى هنا ليس بالضرورة يبقيك هنا؛ بل على العكس، قد يردّك خطوات وخطوات إلى الوراء ويحجب عنك طريق النجاح». لم استوعب الحكمة جيداً إلا من خلال تجارب قاسية صقلتني وعلمتني الدرس، وما زلت طالبة في هذه الحياة! فقد تحقق أهدافاً كثيرة بعنادك وإصرارك والاستماع لصوتك والعمل بصمت، لكن كل تلك المهارات حتما ستحددك إن وصلت لمرحلة قيادة فريق، حيث يكون الاستماع هو حسن الكلام، والمشاركة للصوت الأعلى، والمرونة وتباطؤ الخطوات شيء أساسي لتطوير من معك ليسيروا على درب رسمته وبقيادتك أنت. وهكذا في العلاقات والارتباط، قد تكون وتيرتك السريعة وقراراتك المتقنة ما جعلك تصل إلى ما أنت عليه من نجاح؛ لكن إن لم تدرك سرعة وتيرة من معك فلن تكملوا الرحلة معاً! دقتك ورغبتك في إدراك الكمال أوصلتاك إلى قمة استحققتها وبجدارة، لكنهما سيعرضانك لفشل حتمي عندما تمنع أطفالك، أحباءك، من تحب، من أن يخطئوا ويتعلموا من خطئهم! لا أطلب منك أبداً أن تتنازل عن أفضل ما فيك لإرضاء أحدهم، ولكنني أوصيك خيرا بجواهر أهداك الله إياها واكتسبتها من تجارب الحياة، اتقن استخدام اسلحتك جيداً في مكانها الصحيح متسلحا بحكمة: جهاد النفس هو أقسى أنواع الجهاد؛ والرشد والحكمة هما أفضل العطايا. رولا سمورrulasammur@www.growtogether.online
مشاركة :