أشار رؤساء تقنية المعلومات في قطاع البنوك والخدمات المالية إلى تزايد قناعاتهم بأن طرائق إجراء الأعمال التقليدية والكيفية التي يقدّمون من خلالها عروضهم لن تكون قادرة على الصمود في المستقبل، وذلك وفقاً لاستطلاع «جارتنر» لأجندة رؤساء تقنية المعلومات 2018، والتي شملت 3160 من كبار رؤساء تقنية المعلومات من 98 بلداً حول العالم في قطاعات الأعمال الرئيسية، بما في ذلك 354 من العاملين في البنوك والخدمات المالية.«باتت عمليات التحوّل الرقمي وما يتصل بها من تقنيات -مثل واجهات برمجة التطبيقات (APIs)- تحظى بأهمية كبرى في قطاع البنوك مقارنة بالقطاعات الأخرى»، وفقاً لبيت ريدشو، نائب الرئيس التنفيذي في جارتنر، الذي أضاف: «من الواضح أن المؤسسات العاملة في قطاع البنوك والخدمات المالية باتت على دراية تامة بأن الطرائق الحالية لإجراء أعمالها لن تصمد أمام التوجهات المستقبلية، وأضحى من الواجب عليها إجراء التطويرات اللازمة قبل فوات الأوان». الأهداف الأولى للأعمال أشارت نتائج الاستطلاع -في ما يتعلق بأولويات الأعمال- إلى أن الأعمال الرقمية أو التحول الرقمي بات على سلم الأولويات في قطاع البنوك (جاء في قمة أولويات 26 % من المشاركين في الاستطلاع، وذلك مقابل 17 % فقط في القطاعات الأخرى). وجاءت أهداف تنمية العائدات وزيادة الحصة السوقية في المرتبة التالية (25 % من المشاركين، يليها القضايا التي ترتبط بزيادة الأرباح 12 %، والتركيز على العملاء 11 %). كما أشار الاستطلاع إلى أن رؤساء تقنية المعلومات في البنوك ومؤسسات الخدمات المالية يولون أهمية كبرى لإجراءات العولمة لأعمالهم (7 %)، إلا أن ذلك لا يحظى بالأولوية في القطاعات الأخرى، حيث لم يظهر ذلك في قائمة الأولويات العشر لباقي القطاعات. ووفقاً للاستطلاع، عبّر المشاركون عن أن التوسع الجغرافي للأعمال يحظى بأهمية، فيما إذا كان من السهل التوسع بالأعمال عبر مساحات جغرافية كبيرة، من خلال الاستعانة بوسائل نقل الأموال رقمياً، وفي حالات السعي للتوسع نحو الأسواق الناشئة. التقنيات الأهم لتحقيق النجاح عند الإجابة على السؤال: «ما المناحي التقنية التي تعتقد بأنها الأهم لتحقيق التميز لمؤسسة عن باقي المؤسسات وبالتالي تحقيق النجاح (أو تحقيق الأهداف المرجوة)؟» جاءت تقنيات ذكاء الأعمال «BI» وتحليل البيانات على رأس القائمة لرؤساء تقنية المعلومات في قطاع البنوك بنسبة 26 %، وتلا ذلك تقنيات التحول الرقمي والتسويق الرقمي بنسبة 25 %، كما جاء ترتيب التقنيات الأخرى كالتالي: - الذكاء الاصطناعي «AI»، حيث أشار المستطلعة آراؤهم إليها كوسيلة للتميز عن الآخرين (8 % للبنوك)، وهذه النسبة جاءت أعلى من القطاعات الأخرى (5 %). - واجهات برمجة التطبيقات «APIs» حصلت على نسبة 4 %، كما حظيت جهود التحول إلى منصة واحدة أو عدة منصات على 3 %. على الرغم من أنها نسبة متواضعة، فإنها تحظى بأهمية، لا سيما أنها لم تظهر لدى باقي القطاعات في قائمة التقنيات العشرة الأهم. - تحديث الإجراءات التقليدية جاءت في قائمة العشرة الأوائل، ولم تظهر لدى القطاعات الأخرى. - تقنيات إنترنت الأشياء «IoT» جاءت في قائمة العشرة الأوائل لدى القطاعات الأخرى (6 %)، إلا أنها لم تظهر في قطاع البنوك. - تقنيات البلوكشين لا تظهر في قطاع البنوك (جاءت في المرتبة 20 في قطاع البنوك والخدمات المالية). الإنفاق الأعلى على التقنيات الجديدة جاءت عمليات الإنفاق الإضافية المخطط لها في المراتب الأولى للتحول الرقمي والتسويق الرقمي ضمن قطاع البنوك، حيث حصلت على نسبة 22 % مقارنة بباقي القطاعات بنسبة 12 % فقط. أما الإنفاق على التقنيات السحابية، فجاء في المرتبة الرابعة ضمن قطاع البنوك، والمرتبة الثانية لباقي القطاعات لكن بالنسبة المئوية نفسها بحسب نتائج الاستطلاع (13 %). وهناك إقبال كبير على تقنيات السحابة العامة ضمن قطاع البنوك، لكن القوانين الناظمة وثقافة تجنب المخاطر تقف عائقاً أمام ذلك. أما بالنسبة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فهناك اختلاف طفيف في نتائج الاستطلاع بالنسبة المئوية المطلقة بين قطاع البنوك والقطاعات الأخرى، لكن مع اختلاف كبير من حيث القيمة النسبية (7 % مقابل 4 %؛ أي الضعف تقريباً).;