استفاق اللبنانيون البارحة، لا سيما مستخدمي محرّك «غوغل» العالمي على مفاجأة رَسَمَت البسمة على شفاههم تلقائيّاً، عندما طالعتهم صورة للفنانة الراحلة صباح، مع خلفية لقلعة بعلبك وفرقة رقص بزي فولكلوري خاص بالدبكة اللبنانية.فبمبادرة من قِبل هذا المحرك الأشهر على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، قام «غوغل»، منتصف ليل الجمعة 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بتغيير شعاره المعروف، بعد أن استبدل به صورةً للراحلة صباح تحيةً لها في الذكرى التسعين لولادتها.وحسب ابنة شقيقة الفنانة الراحلة كلودا عقل، فإنّ أحد المسؤولين في «غوغل» اتصل بها منذ نحو الشهرين يُعلِمها بنية الشركة التي ينتمي إليها تكريمَ الفنانة الراحلة بمناسبة عيد ميلادها التسعين الذي يصادف 10 نوفمبر.وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتفاجأ بالطبع بما جرى؛ فقد اتصلت بي الشركة العالمية والمعروفة مسبقاً، لتضعني في أجواء المبادرة التي ينوون إقامتها لخالتي، طالبين مني بعض المعلومات عنها للاستفادة منها في عملية تنفيذ مبادرتهم»، وأضافت: «أخبرتُهُم باختصار عنها، وركّزت على حبها الكبير لقلعة بعلبك، التي أحيت على مسارحها أجمل أعمالها الفنية، وفرحت كونهم أخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار بحيث شكّلت أعمدة هذه القلعة الرومانية خلفية للصورة التي وُضِعت لها على المحرك المذكور».وبدت الراحلة صباح حسب الصورة التي رُسِمت لها خصيصاً في المناسبة، وهي ترتدي زيّاً مطرزاً وقد عَلَت الابتسامة ثغرها، وهي التي عُرفت بتفاؤلها وحبها للحياة.وأشادت عقل بهذه المبادرة، فدوّنت تحت الصورة التي نقلتها عن المحرك «غوغل» عبر الصفحة الرسمية للفنانة الراحلة صباح: «صباح وأجمل عيد الـ90 مع (Google)... (حبيت ملّي وعبّي الصفحة اليوم بصور صباح، وأملّي الدنيا فيها وبأخبارها وصورها) لأنّها تستحق هذه المحبة وهذه اللفتة الكريمة من أهم موقع عالمي. وألف شكر لكل شخص تواصل معنا من قبلهم».وأكدت كلودا عقل التي رافقت الراحلة صباح في أيامها الأخيرة، أن كمية كبيرة من الفيديوهات المصورة تلقتها عبر الصفحة الإلكترونية الخاصة بصباح، أعدها أشخاص من مختلف بلدان العالم، بعد أن شاهدوا صورتها على محرك «غوغل» العالمي، قائلة: «البعض تحدث بالهندية، وآخرون بالإنجليزيّة والتركية والعربية وغيرها يروون خلالها أخباراً عن صباح النجمة التي لا تنطفئ على الرغم من رحيلها».ورأت أنه، وعلى الرغم من بعض الأخطاء في المعلومات التي تضمنتها تلك الفيديوهات المصورة، فإنها تبقى دلالة أكيدة على الحب الذي يكنّه الناس لصباح في مختلف دول العالم.وقالت: «شعرت وكأن الدنيا لن تسعني بعدما تلقيتُ كل هذه الفيديوهات عنها، كما لفتني اهتمام الصحافة الأجنبية بهذا الحدث، إذ كتبَتْ عنها صحيفة (التايمز) البريطانية مقالةً خاصةً بالمناسبة، بقلم جوزيف هينكس تحت عنوان (شعار جديد لغوغل احتفاء بمسيرة حياة الفنانة اللبنانية صباح)»، وكذلك صحف عربية ولبنانية.والمعروف أنّ صباح (واسمها الحقيقي جانيت فغالي) وُلدت في 10 نوفمبر من عام 1927، وتوفِّيَت في 26 من الشهر نفسه من عام 2014. شاركت في السينما المصرية، ولها عدد كبير من الأفلام التي تعتبر إحدى نجماتها، ذلك بالإضافة لعدد كبير من الأغاني، وهي تُعتَبَر من أهم رموز الفن العربي وعمالقة لبنان وقد دخلت موسوعة «غينيس» كأكبر إرث فني في التاريخ.لها 83 فيلماً بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد على 3000 أغنية بين مصرية ولبنانية. وتعتبر ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم في أواخر الستينات تغني على مسرح «الأولمبيا» في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية، وذلك في منتصف سبعينات القرن العشرين، كما كانت أول من وقفت على مسارح عالمية أخرى كـ«أرناغري» في نيويورك و«دار الأوبرا» في سيدني، و«قصر الفنون» في بلجيكا، وقاعة «ألبرت هول» في لندن، وكذلك على مسارح «لاس فيغاس» وغيرها.
مشاركة :