تُجري أرامكو السعودية من خلال قسم تجميع البيانات الجيوفيزيائية أعمالاً ريادية للحصول على المعلومات السيزمية ثلاثية الأبعاد التي لا مثيل لها في جميع أنحاء العالم. وكشف مدير إدارة أعمال التنقيب، صالح المغلوث: “لدينا فهم جيد لطبيعة قاع البحر، إلا أنه كان ينقصنا معرفة تضاريسه، لذلك أجرينا هــذا المسح البحري الرائد لمساعدتنا على فهم التشكيلات الجيولوجية بشكل أفضل، ومعرفة الأماكن التي يجب الحفر فيها”. وحيرت طريقة صورة ثلاثية الأبعاد لتضاريس قاع البحر الأحمر المعقدة الجيولوجيين؛ فعلى مسافة قصيرة يمكن أن تختلف الأعماق من بضعة أمتار إلى بضع مئات من الأمتار. وإضافة إلى ذلك، يغطي الملح هذه المنطقة، مع وجود كربونات ضحلة في قاع البحر.كما تكمن الأهداف العميقة تحت طبقات من الملح متفاوتة السمك؛ ما يجعل إنجاز الأعمال السيزمية أمرًا صعبًا، ويُحدث خللاً في النتائج. كانت الحلول السيزمية متوافرة في هذه الصناعة، ولكن لم يبدُ أنَّ أيًّا منها قادر على التعامل مع السمات الفريدة والتعقيد الذي يتميز به البحر الأحمر. كما رُوجت بعض التقنيات الجديدة على أنها حلول ممكنة إلا أنها لم تخضع للاختبار. وكانت أرامكو السعودية بحاجة لاغتنام الفرصة؛ فالمسح السيزمي ثلاثي الأبعاد من شأنه أن يوفر بيانات مهمة، لا تُقدر بثمن لأعمال التنقيب. يقول تركي الغامدي، رئيس الجيوفيزيائيين في قسم تجميع البيانات الجيوفيزيائية: “كان المسح البحري والحصول على قياس الأعماق على قدر كبير من الأهمية في مفهوم المسح السيزمي. وقد ساعدنا ذلك على تحديد أفضل المواقع، وتمكنا من مباشرة العمل بشكل سريع. لقد جهزنا كل شيء إلا أنه كان ينقصنا الحل الصحيح والتقنية المناسبة”. اتُّخذ قرار تجريب أربع تقنيات محتملة، يمكن أن تغيِّر مسار الأعمال السيزمية العالمية. يقول عزيزور خان، المستشار الجيوفيزيائي في قسم تجميع البيانات الجيوفيزيائية: “كنا في حاجة إلى نهج جديد، لم يُستخدم من قبل. وعثرنا على أربع تقنيات محتملة، ولكننا كنا بحاجة لاختبارها؛ إذ إن هذه التقنيات لم تُختبر من قبل في مكان يماثل البحر الأحمر؛ لذا قمنا ببحوثنا، وبدعم من الإدارة وضعناها قيد الاختبار”. وبعد إجراء اختبارات وتحاليل دقيقة، استمرت قرابة العام، قدمت جميع التقنيات نتائج واعدة، ولكن تميَّزت إحداها بكفاءتها، وجودة بياناتها، ونعني بها النظام السيزمي البحري المستقل (ماس).
مشاركة :