أقامت كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة محاضرة علمية ثقافية عن مشروع نيوم وعلاقته الفعلية بصناعة السياحة والضيافة، وذلك في صالة النشاط بمبنى الكلية أول من أمس (الأربعاء)، قدّمها عضو هيئة التدريب في قسم السياحة علي اليوسف، الذي تحدث في مطلع المحاضرة عن المشروع في نبذة تعريفية مُفصلة، وقال إن المشروع التنموي الحضاري الضخم يقع في شمال غربي المملكة على ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة، وبمساحة تبلغ 26.500 كيلومتر مربع. ثم انطلق ليتحدث عن أهمية المشروع من الناحية السياحية، وقال إنه يتميز بوجود مقومات جذب طبيعية، وهي ساحل البحر الأحمر الغني بالشعب المرجانية بطول 460 كيلومتراً، وجبال بارتفاع 2500 متر، ودرجات حرارة منخفضة، وهذه العوامل تُعد من دوافع السفر المهمة للمستهلك السياحي. وتطرق اليوسف إلى العلاقة الطردية بين النقل السياحي المتطور الذي سيكون في المشروع، من القيادة الذاتية، والطائرات من دون طيار، ودورها في زيادة حركة النشاط السياحي، وبالتالي زيادة معدل الإنفاق للمستهلك. وتحدث اليوسف عن أهمية الطاقة البديلة وعلاقتها بالسياحة المستدامة، وأهمية هذا الأمر في وصول صناعة السياحة في المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وأهم هذه المصادر الطاقة الشمسية والرياح. وعن الروبوت الآلي، أكد اليوسف أن هذه تُعد نقلة تكنولوجية في عالم صناعة الضيافة، إذ إنها ستتيح مزيداً من الأفكار الإبداعية للعاملين في المنتجعات السياحية والفنادق، لأنها ستريحهم من العمل الروتيني الذي يستهلك طاقتهم، وبالتالي سيتفرغون للإبداع، والمستفيد الأكبر من ذلك هو المستهلك السياحي، وكنتيجة نهائية زيادة إيرادات وتحسين الناتج المحلي وانتعاش الاقتصاد. وعن تسرب الأموال للخارج من السياح السعوديين، قال اليوسف خلال المحاضرة: «مشكلة التسرب الاقتصادي تُعد من أكبر المعضلات التي تواجه صناعة السياحة المحلية، وبلغة الأرقام ينفق السعوديون في الخارج البلايين، بسبب عدم رضاهم عن الخدمات السياحية المُقدمة في الداخل، ولكن بعد (نيوم) لا عذر لهم، إذ يوجد كل ما يتعلق بنمط السياحة الترفيهية وعلى أعلى المستويات، وبالتالي سيكون هناك إنفاق سياحي محلي، وبقاء البلايين في بلدنا، وهذا ما نريده منذ فترة طويلة، ونحلم به كمهتمين بالشأن السياحي». وأكد أن المشروع وفرصه الوظيفية الواعدة في انتظار الشباب السعودي المؤهل.
مشاركة :