معامل البيرة اليدوية الصنع تشق طريقها في لبنان

  • 11/11/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

معامل صغيرة تعد الجعة يدويا تلقى رواجا في هذا البلد موفرة للمستهلكين خيارا واسعا. على شاطئ منطقة البترون في شمال لبنان لا يخفي جميل حداد غبطته من النجاح المتزايد لمصنعه الصغير "كولونيل" الذي اسسه العام 2014. ويقول هذا الرجل البالغ 34 عاما وهو يشرف على التحضيرات الاخيرة قبل مهرجان للبيرة يقام سنويا في حديقة حانته "نسجل نموا هائلا سنة بعد سنة". في العام 2017 وبعدما فتح حانة على الشاطئ قرب مصنعه للجعة سجلت شركته نموا بنسبة 45%. ويوضح "عندما بدأت العام 2014 كنت خائفا. فهل سيتجاوب الناس مع هذا المفهوم؟ فهو جديد ومختلف ويخرج عن التقليد". في البداية كان طموحه متواضعا: بيرة واحدة من نوع لاغر الذي يألفه اللبنانيون المعتادون على مذاق بيرة المازا الشهيرة. ويضيف بحماسة "بعد ذلك فوجئت (..) وادركت ان الكثير من الذين كانوا يأتون كانوا على دراية بأنواع مختلفة من البيرة. اما الذين لم يكونوا على دراية فكانوا منفتحين وارادوا الاطلاع" على هذا المفهوم. وتشهد معامل البيرة الصغيرة التي تركز خصوصا على المذاق والنوعية، نجاحا متعاظما في العالم ولا سيما في بريطانيا والولايات المتحدة. سوق محلية ضيقة في دول الشرق الاوسط المسلمة والمحافظة بغالبيتها، استهلاك الكحول محدود. الا ان لبنان يتميز عن جيرانه بتحرر اجتماعي اكبر وعدد كبير من المسيحيين. فقد استهلك هذا البلد البالغ عدد سكانه نحو اربعة ملايين نسمة، 29 مليون ليتر من البيرة العام 2016 مع هيمنة ماركة "المازا" على ثلاثة أرباع السوق على ما تظهر دراسة لبنك لبنان والمهجر. وهذا يظهر ان المستهلكين متواجدون باعداد كبيرة ولا سيما في بيروت. إلا ان التحديات تبقى كبيرة امام هذه المصانع الصغيرة التي عليها ان تستورد كل المكونات تقريبا من الجنجل وهي نبته صغيرة تعطي هذا المشروب طعمه، الى الزجاجات في بلد لا يضم اي مصنع للزجاج. ولدت البيرة اليدوية الصنع في لبنان العام 2006 مع مصنع "961 بير" الذي يستمد اسمه من رمز الهاتف الدولي في لبنان. وكانت البدايات صعبة الا ان هذه الجهود آتت ثمارها. ويقول اياد راسبيه المدير التجاري لـ"961 بير" لدى ادارته كشكا للشركة خلال مهرجان للبيرة في بيروت "نحن مصنع البيرة الصغير الوحيد في المنطقة الذي يصدر انتاجه". ويوضح وهو يقدم كأسا من البيرة الحمراء المنتج الرئيسي للشركة "نصدر ست الى سبع حاويات شهريا الى اوروبا والبرازيل والولايات المتحدة يضاف الى ذلك الشرق الأوسط والشرق الأقصى". ونظرا الى ان الشركة تركز على الصادرات التي تشكل 85% من مبيعاتها حسب راسبيه، لم تكن حصة "961 بير" من سوق البيرة في لبنان إلا 5% في العام 2016 حسب بنك لبنان والمهجر. ويؤكد راسبيه "نريد ان نطور وجودنا في السوق المحلية التي تشهد توسعا. عندما نتحدث عن بيرة يدوية الصنع بات هناك ادراك وفهم لها". "جديد ومثير" وتعول شركة "برو إنك" الصغيرة لصناعة البيرة في حي بدارو الرائج في بيروت، على نمو السوق ايضا. وهي تقدم في حانتها مجموعة واسعة من البيرة المصنعة يدويا. وتصنع البيرة في المكان كما تظهر خزانات الالمنيوم الكبيرة التي تشكل جزءا من الديكور. ويقول عمر بكداش صاحب "برو إنك"، "السوق تتوسع بسرعة كبيرة. الناس يريدون ان يجربوا انواعا جديدة وانماطا ومذاقات جديدة". وقد عمل هذا الرجل الاربعيني اولا في شركة "961 بير". في حديقة "برو إنك" يجلس هشام شعار البالغ 28 عاما الذي يأتي الى هذه الحانة مرتين في الاسبوع. ويقول "هذا المفهوم جديد ومثير للاهتمام" معربا عن حماسته لتطور البيرة اليدوية الصنع في لبنان في السنوات الاخيرة. ويضيف "من اعتاد شرب بيرة المازا سئم منها وبات يرحب بانتشار مصانع البيرة الصغيرة الجديدة هذه". في البترون يحلم جميل حداد بأن يتمكن من صنع بيرة مع جنجل يزرع في لبنان. ويتوقع ان تتطور سوق معامل البيرة الصغيرة في لبنان "خلال السنوات الخمس والعشر المقبلة". ويضم لبنان حفنة من هذه المصانع الان إلا انه يعتبر ان السوق تتسع "لـ 10 الى 15 معملا صغيرا آخر على الأقل".

مشاركة :