تناولت لأكثر من مرة موضوعًا يهتف بضرورة تبطيل إغلاق المحلات حين النداء بأوقات الصلاة وأثرها السلبي في تعطيل مصالح عامة الناس فعظمة الركن الثاني من أركان الإسلام لم تبطل الحياة أثناء وبعد النداء لمواقيت الصلاة حتى الانتهاء منها ولم يرد أيُّ دليلٍ لا من الكتاب ولا السنة النبوية حتى نقول أننا نسير على هديِهِ أو نطبّقهُ حسب الشريعة فنحن للأسف نُطبِّق بدعة تواردت إلينا من شدة التديُّن فأغلقنا على الجميع وسلبنا منهم استكمال بعض المهام الضرورية وكأننا نقول للواقف اجلس و للماشي توقف وللجائع لا يوجد أكل إلا بعد الصلاة فكيف يُصلِّي الجائع بخشوع بعد أن يجد المحلات مُغلقة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ” إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاء “. دين الله يسر ولكن عسَّرَهُ هؤلاء الذين ظنوا أن في أمر الناس للصلاة في وقتها بالإجبار والإكراه حسنة .!نحتاج تحجيم الضرر الذي حلّ علَّك تقتنع بأن للضرورة أحكام وليس فقط في الإجبار فالمجتمع يتكون من أطفال وبالغين وكبار سن ونساء وليس الكل واجبة عليه الصلاة فالصغار والمسنُّون يحتاجون إلى انقضاء وهل يُعقل أن يفترشن النساء الممرات أمام المحلات حتى ينتهي وقت الصلاة ويفتح ذلك المحل هذا لو قسنا حقاً بأنه بعد الإغلاق سيذهب كل العمال للجامع حتى يُصلُّوا ؟! لأن البعض يبقى داخل المحل فما هو الهدف من التوقف لإقامة صلاة الجماعة والعبد سوف يحاسب لوحدة لا بالمصلين الذين يصطفُّون معه!؛ الصلاة جماعة مستحبة لكنَّها واجبة على الفرد ولا مفرّ من ذلك ؛ علينا أن ندرك أننا اعتدنا على الانصياع دون أن نقيس هذه الضِّرار علينا ، فلمَ نحن فقط المنشقون عن الدول العربية المسلمة أم أنَّ عنوان عقيدتنا التشدد؟!؛عندما نقفل على الناس الدكاكين والمستشفيات والمحطات والحاجات الماسَّة والضروريَّة يعني أننا وصلنا إلى مرحلة من الغُلوّ في أن نُصَوِّم المجتمع خمس أوقات لمدة ساعة كي يصلي الجميع، فقبل النداء للصلاة بدقيقة دعونا ننظرر إلى تخبط الناس في الشوارع وكأنَّه على عجلةٍ في اللحاق للمحل الفلاني قبل أن يُغلق فيضطر السائق إلى رفع السرعة حتى يصل له قبل إغلاقه وبعض المحلات تُغلق على الناس داخل المحل حتى ينتهون من الصلاة وكأنهم في حبس فهل هذا منطق أن تتدافع العربات وتشتري بسرعة وتغلق إضاءة المحل ويُطرد الذين يرغبون بالشراء وهل يُعقل أن يتكرّر هذا المنظر في اليوم خمس مرات ؟! لم كل هذا فالهدف السامي هو تلبية حاجة الناس الماسَّة فأين تجلس هذه المرأة التي لا تجب عليها الصلاة دائماً وأطفالها أين تضعهم هل تدخلهم المسجد حتى يشاهدوا منظر المصلين ؟!الإجبار في إقامة فريضة الصلاة بالقمع كان حاضراً فقد سجلت التصرفات السيئة لبعض من رجال الحسبة الذين كانوا يمارسون احتسابهم بضرب المسلمين والغير مسلمين لإقامة الصلاة وهذه الفئة هي التي شوَّهَت الإسلام رغم أن الأنبياء لم يمارسون ذلك حينما نشروا رسالتهم لا بالضرب وإجبار الناس بالقوة وإنما استهدفوهم بالفكر والإقناع وكانت خير وسيلة لنشر الإسلام وإقامة الصلاة لله بدون إكراه أو ضَغطٍ من أيّة داعية .فينبغي علينا أن نعي بأنَّ هؤلاء ليسوا خيرًا من الرُّسل في حَمل العقيد وإيصالها للأجيال القادمة، فقد لطَّخها المتشددون ورياح الصحوة الذين أضرُّوا بمصالح المجتمع في إقفالهم كل شيء إلزاما حتى يتحقق الشيء لله وكيف نعلم أنه تحقق بشكل صحيح فالصلاة التي ذكرت في القرآن أن يترك فيها البيع فقط صلاة الجمعة وتسبقها خطبة ثم صلاة فلمَ التحريف والتعميم في كل الصلوات ؟!علينا أن نفعل خاصية التعايش مع الغير مسلمين المتواجدين بيننا حيث أنهم يشكلون نسبة معينة في المجتمع فالغير مسلم ترك بلده ليحقق منفعة لنا والدين الإسلامي أنصح وأسهل مما تشوَّه من قبل المعتوهين بالتشدد الذين ابتدعوا هذه البدعة .الرأيكتاب أنحاءنورة شنار
مشاركة :