بيروت (أ ف ب) - يحتدم الصراع على البوكمال احد آخر جيوب الجهاديين في سوريا والتي افاد المرصد السوري لحقوق الانسان مساء السبت ان تنظيم الدولة الاسلامية استعاد السيطرة عليها، فيما اتفق الرئيسان الروسي والاميركي على ان الحل العسكري متعذر في سوريا التي يعصف بها نزاع مستمر منذ اكثر من ست سنوات. في موازاة ذلك، بدأت القوات العراقية السبت هجوما على آخر جيب للجهاديين في الصحراء الغربية للبلاد على الحدود مع سوريا. واعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة البوكمال بشكل كامل، وقوات النظام (السوري) والمقاتلون الموالون باتوا في محيط المدينة على بعد كيلومتر او كيلومترين من أطراف المدينة"، مضيفا ان ذلك تم "نتيجة الكمائن والهجمات بالعربات والعبوات المفخخة". وتقع البوكمال على الجانب السوري من الحدود مع العراق وتشكل آخر معقل مهم لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. وكان الجيش السوري اعلن الخميس استعادة كامل مدينة البوكمال الا ان التنظيم المتطرف شن الجمعة هجوما مضادا واستعاد السيطرة على نحو نصف مساحتها. وفي وقت سابق السبت، افاد المرصد السوري ان الجهاديين استعادوا السيطرة "شبه الكاملة" على المدينة. في العراق، قال قائد "عمليات تطهير الجزيرة وأعالي الفرات" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله ان "قطعات قيادة عمليات الجزيرة المتمثلة بفرقة المشاة السابعة وفرقة المشاة الالية الثامنة والحشد العشائري تعبر نهر الفرات وتسيطر على جسر الرمانة وتحرر ناحية الرمانة بالكامل". وأكد كذلك "تحرير قرى البوعبيد، البوفراج، البوشعبان، الباغوز، الربط، البو حردان، العش، ختيلة، دغيمة، والقطعات تصل إلى الحدود العراقية - السورية". وأضاف ان القوات العراقية "مازالت مستمرة بالتقدم". والرمانة قريبة من منطقة القائم، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والذي استعادته القوات الأمنية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر. ويأتي هذا التقدم بعد ساعات من شن "حملة واسعة" تستهدف تحرير راوة التي تعتبر آخر بلدة لا تزال بيد المتطرفين الاسلاميين. دبلوماسيا، قال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية تعليقا على البيان المشترك لترامب وبوتين الذي نشر على هامش قمة منتدى آسيا والمحيط الهادىء في فيتنام، ان البيان يترجم "التزاما بالتوصل الى مصالحة سياسية وعملية سلام". واوضح المسؤول الاميركي انه في الامد البعيد يمكن ان يترجم الحل الى "تقاسم سلطة (بين طوائف) كما حدث في العراق". والبيان المشترك الروسي الاميركي يأتي بعد تقهقر كبير لمسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في الاسابيع الاخيرة في سوريا حيث فقدوا السيطرة على غالبية المدن والقرى التي كانت بيده. وباتت الحكومة السورية تبسط سلطتها اليوم على 52 بالمئة من الاراضي السورية. واضمحل وجود المعارضة السورية تقريبا بعد ان فقدت العديد من معاقلها. وتتركز مختلف فصائلها حاليا في محافظة ادلب شمال غرب سوريا المحاذية لتركيا. لكن لا يزال يتعين التوصل الى حل سياسي للنزاع الذي اوقع اكثر من 300 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين. -"تفاعلات معقدة"- والنزاع السوري الذي اندلع في 2011 اثر قمع السلطات تظاهرات احتجاجية، ازداد تعقيدا مع مرور السنين مع تدخل دول اجنبية ومجموعات اسلامية متطرفة في بلاد ازدادت انقساما. وفي حين تدعم روسيا الحكومة السورية فان الولايات المتحدة تدعم مجموعات مسلحة كردية تقاتل المتطرفين الاسلاميين. واعتبر المسؤول الكبير في الخارجية الاميركية ان سوريا "فيها التفاعلات المعقدة نفسها" الموجودة في العراق. وقال انه في نهاية المطاف "سيكون هناك وجود علوي وتمثيل سني" مشيرا ايضا الى مشاركة الاكراد العراقيين في الحكومة الاتحادية ببغداد. ومنذ 2011 فشلت كافة المبادرات الرامية الى التوصل الى انهاء الحرب في سوريا خصوصا بسبب الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد. ولرسم ملامح حل دائم للنزاع تم ارساء الكثير من "مناطق خفض التصعيد" عبر سوريا اثر مفاوضات بين رعاة دوليين لاطراف النزاع. وتسري هدنة تم التفاوض بشانها بين روسيا والاردن والولايات المتحدة في جنوب سوريا منذ تموز/يوليو 2017. واعلنت عمان السبت ان المنطقة اصبحت رسميا منطقة خفض تصعيد. في الاثناء يستمر القتال لطرد المسلحين الجهاديين من اخر معاقلهم سواء في سوريا او العراق. وبعد تقدم كبير في 2014 وسيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق، يشهد تنظيم الدولة الاسلامية هذه الايام انهيار "خلافته" في البلدين حيث فقد تقريبا كافة المدن التي كان سيطر عليها. وكان التنظيم المتطرف سيطر في العام المذكور على نحو نصف سوريا وثلث العراق واعلن "الخلافة" على الاراضي التي احتلها، لكنه فقد اليوم 97 بالمئة من تلك الاراضي.Maya GEBEILY © 2017 AFP
مشاركة :