من الظواهر المهمة التي تشهدها الساحة الفنية، وتحديدا المسرحية، إعادة عرض بعض الاعمال برؤية مختلفة، سواء من خلال مخرج جديد وممثلين جدد، او من خلال قراءة جديدة للمخرج نفسه الذي يتعاون مع فريق التمثيل نفسه، فيضيف ويعدل ويغير وفق ما يراه الاصلح بعد التجربة الأولى التي وقعت في بعض الأخطاء، وهذه الظاهرة صحية تماما وتدل على الوعي الذي يمتلكه المخرج تحديدا. وربما يكون الفنان عبدالعزيز الحداد الأكثر اشتغالا على النص الذي يقوم بإخراجه أو تمثيله، خاصة في أعمال المونودراما التي يقدمها في أكثر من رؤية فنية، معتبرا أن العروض السابقة كانت بروفة وتحضيرا للعرض الذي يحتمل في كل مرة رؤية مختلة ومتطورة. وخلال رحلته الفنية قدم الحداد قراءات مختلفة وأكثر نضجا للعديد من الأعمال التي أخرجها وألفها. ويمكننا أيضا الإشارة إلى تجربة الفنان أحمد مساعد الذي أخرج مسرحية «السوق»، للفرقة الوطنية التي أنشأها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قبل سنوات وتوقف عطاؤها بعد ذلك، وبعد العرض الأول الذي حضره النقاد والفنانون، استمع المخرج أحمد مساعد إلى العديد من الآراء التي رأى أنها إيجابية وتدعم عمله عند الإعادة، ولا شك أن استماع المخرج للآراء، خاصة من النقاد، يشكل حالة من الشجاعة لا يملكها إلا الفنان الواثق من نفسه والذي يحرص على تطوير أدواته الفنية.عبدالمحسن الشمري
مشاركة :