ماذا يحدث في لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم؟ حالة فريدة في التعاطي مع إضراب عدد من الحكام، ومشاكل تعصف بهم وصلت الى مرحلة «المصاخة»، وكأن هناك «عزيزو» مرمي في مبنى الاتحاد. مشكلة تم استغلالها كما درجت عليه العادة في مسائل عدة في ظل إيقاف طال أنشطة الاتحاد كافة، دولياً وآسيوياً وعربياً وخليجياً. تأملنا خيرا في اختيار مجلس ادارة الاتحاد المنتخب حديثاً للحكم الدولي السابق غازي القندي رئيسا للجنة الحكام بالاستناد الى خبرته، وانتظرنا منه أن يلعب دوراً في لم شمل الحكام وانهاء اضراب عدد منهم من دون شروط، لكن الأمور باتت أكثر تعقيداً. نحن ضد أي تصرفات غير مسؤولة تضر بالصالح العام في الاتحاد، كتصفية حسابات قديمة عبر إبعاد أعضاء في لجنة الحكام من دون وجه حق، والتعدي على أعضاء في مجلس الإدارة، واستعمال لغة التهديد والوعيد، وتوجيه الاهانات والدخول في صراع فوري مع لجنة الحكام السابقة، والتهديد بطرد وإيقاف عدد من الحكام في حال عدم الانصياع للأوامر، وهو ما يعرض المسابقات المحلية لاضراب قد يشمل الغالبية الساحقة من «قضاة الملاعب» اعتراضاً على تصرفات غير مسؤولة. القندي، الذي تأملنا به خيرا لانهاء الأزمة، لم ينجح في التعامل مع المشكلة بطريقة صحيحة، ولم يشفع له كونه ممثلاً لنادي الكويت وان لا احد يستطيع محاسبته، وهو أمر مرفوض حتى من قبل ناديه الذي لم يعترض، بل أنه دعم قرار مجلس إدارة الاتحاد بإيجاد بديل له. هذه نقطة تسجل لإدارة «العميد» التي قدمت المصلحة العامة على الشخصية. ما يحدث مع الحكام المسجلين في الاتحاد والمنقسمين الى معسكرين، واحد مستمر في إدارة المباريات، وآخر اعلن اضرابه لأسباب مختلفة، لا يعدو عن كونه مسألة شخصية متعلقة في وجود حكام محددين مطلوبة «رؤوسهم». فشلت المجالس الموقتة كافة والاتحاد المنتخب في اصلاح ذات البين والوصول الى صيغه توافقية لعودة الحكام كافة من دون شروط و«ليّ ذراع». الثقة كبيرة في حكمة الحكام بالعودة الى ممارسة دورهم، ولهم كل التقدير والاحترام، فالشارع الرياضي يعلم مدى الظلم الذي يتعرضون له من خلال حرمانهم من الترشح للمشاركة في إدارة المباريات الدولية والآسيوية والخليجية، بسبب الإيقاف الظالم، وعدم تقديرهم في ما يتعلق ببدل الانتقال والمخصصات المالية التي يتقاضونها نظير إدارتهم للمباريات أسوة بزملائهم في دول مجلس التعاون، وما يتعرضون له من تشكيك في النزاهة والتهجّم غير مبرر من لاعبي عدد من الفرق. الحكم الكويتي يحتاج فقط الى الثقة والدعم والرعاية والتشجيع والتقدير المادي والمعنوي من الأطراف كافة حتى ينهض من جديد ويساهم في بناء الكرة كونه أحد الأضلع المهمة في مشروع تطوير اللعبة. لا نريد ان نشكك في الولاءات، لكن ثقتنا كبيرة في الحكام لجهة تغليبهم مصلحة اللعبة على مصالح ومطالب شخصية ضيقة قد تطيل من زمن الأزمة.
مشاركة :