حوار - هناء صالح الترك: كشف الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر عن أن الكلية تعمل على استكمال الخطوات النهائية لطرح برنامج الماجستير في الأديان وحوار الحضارات، إضافة إلى برامج الدكتوراه في تخصصات التفسير وعلوم القرآن والفقه والأصول والأديان وحوار الحضارات، وذلك في إطار المساعي الحثيثة للكلية نحو استكمال برامج الماجستير والدكتوراه في كافة التخصصات بعد أن قطعت شوطاً كبيرًا في هذا الصدد. وقال د. الصديقي، في حوار مع الراية : إن الكلية عملت على تحديث برامج أكاديمية جديدة لمرحلة البكالوريوس، هي برنامج القرآن الكريم والسنة وبرنامج العقيدة والدعوة، بالإضافة إلى برنامج الفقه وأصوله، كما أن هنالك العديد من البرامج بصدد الإنجاز للسنوات الأكاديمية المقبلة، حيث تم وضع اللمسات الأخيرة فيما يتعلق ببرامج مستحدثة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه. وأضاف أن هناك برنامجين حالياً في الماجستير، هما برنامج الماجستير في التفسير وعلوم القرآن الكريم، وبرنامج الماجستير في الفقه وأصوله، موضحاً أن الكلية بصدد الخطوات النهائية .. قائلاً: إننا على يقين من أن برامج الدراسات العليا ركيزة من الركائز الأساسية للتقدم العلمي، لأنها المحضن الذي تتشكل فيه الكوادر البحثية القادرة على تحليل مشكلات الواقع وتقديم الحلول لها، مع استشراف المستقبل وتحديد احتياجاته وفق أسس علمية تنأى بأصحابها عن الارتجال والعشوائية، ومن هنا تحرص جامعة قطر كل الحرص على استكمال المنظومة الأكاديمية للدراسات العليا في جميع التخصصات، وتطويرها وتوسيع دائرة القبول فيها .. وإلى تفاصيل الحوار: في البداية .. حدثنا عن أهم إنجازات الكلية للعام الأكاديمي 2017 - 2018 بالنسبة لبرامج الكلية؟ حاليا تم تحديث الأقسام العلمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأصبحت الكلية تضم ثلاثة أقسام بدلاً من قسمين، هي قسم القرآن والسنة، قسم الفقه والأصول وقسم العقيدة والدعوة، ولكل قسم رئيس يمثله مسؤول عن برنامج أكاديمي معين.وكم يبلغ عدد الطلبة في الكلية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير؟ كلية الشريعة تضم الآن 1300 طالب وطالبة على مستوى البكالوريوس ومرحلة الدراسات العليا الماجستير.وماهي تطلعاتكم بالنسبة لبرامج الماجستير والدكتوراه؟ إننا على يقين من أن برامج الدراسات العليا تعد ركيزة من الركائز الأساسية للتقدم العلمي، لأنها المحضن الذي تتشكل فيه الكوادر البحثية القادرة على تحليل مشكلات الواقع وتقديم الحلول لها، مع استشراف المستقبل وتحديد احتياجاته وفق أسس علمية تنأى بأصحابها عن الارتجال والعشوائية، ومن هنا تحرص جامعة قطر كل الحرص على استكمال المنظومة الأكاديمية للدراسات العليا في جميع التخصصات، وتطويرها وتوسيع دائرة القبول فيها. يسعى برنامج الماجستير في الفقه وأصوله لإعداد حملة بكالوريوس العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية ليصبحوا متخصصين وباحثين ذوي كفاءة عالية مزودين بالمعارف الفقهية والأصولية والمهارات العقلية والبحثية والقيم الخاصة برحابة الفقه الإسلامي وأصوله من خلال بيئة تعليمية تفاعلية منهجية. ويهدف البرنامج إلى وصل القديم في التراث الفقهي والأصولي بالمعاصر بحيث يمكن للطالب التعامل مع مصادر التشريع الإسلامي وحسن توظيفها في معالجة المستجدات بالإضافة إلى تطوير العقل الفقهي والأصولي بما يضمن القدرة على التحليل والنقد والاستنتاج والمقارنة والترجيح، إلى جانب المساهمة في إجراء البحوث لتقديم الحلول العملية للقضايا المعاصرة ذات الصلة بمجالات العلوم الشرعية الفقهية والأصولية ورفد المجتمع بأصحاب الخبرات والكفاءات في المجالات الحياتية لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين. أما بالنسبة لبرنامج الماجستير في التفسير وعلوم القرآن فتتمثل رسالته في تعميق البحث العلمي الدقيق في مجال فهم القرآن الكريم وتفسيره بما يعمل على توسيع آفاق البحث لدى الدارسين وإعداد دعاة أكفاء متعمقين في فهمهم لأصول التفسير ومتخصصين في علوم القرآن وبالتالي مزودين بثقافة مسلحة بثوابت العلم والمعرفة، تقوى على التصدي لمستجدات الثقافة المعاصرة وتلبي احتياجات المجتمع الوظيفية والبحثية. ويسعى البرنامج إلى تعميق مهارات البحث في التفسير وعلوم القرآن وتكوين باحثين ودارسين فاعلين اجتماعيًا وثقافيًا في مجال الدراسات القرآنية وفي كتب التفسير، بالإضافة إلى تأصيل التكامل المعرفي بين التراث العربي والإسلامي وتعميق الدراسات المقارنة في التفسير لتعزيز الحوار والتواصل مع العلوم والمعارف الأخرى.وكم يبلغ عدد الخريجين في برنامجي ماجستير الفقه وأصوله، وبرنامج التفسير وعلوم القرآن؟ تخرج من برنامج ماجستير الفقه وأصوله 13 طالبًا و5 طالبات، ومن برنامج التفسير وعلوم القرآن 9 طلاب و6 طالبات، وبذلك يكون عدد الخريجين والخريجات في ماجستير الفقه 18 طالبًا وطالبة وفي برنامج التفسير 13 طالبًا وطالبة.ما جديد الكلية على صعيد طرح برامج للدكتوراه؟ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بصدد طرح 3 درجات دكتوراه في القرآن وعلومه، الفقه وأصوله، وتحالف الحضارات، وحاليا انتهينا من إعداد البرامج ومراجعتها وتدقيقها وأرسلت إلى المحكمين وتم إجازتها ونحن بانتظار موافقة إدارة الجامعة على هذه الدرجات العلمية والتي أرى أنها من الأهمية بمكان أن تنجز وأن تطرح قريبًا إن شاء الله.وماذا بالنسبة لوحدة الدراسات والأبحاث التي تم إنشاؤها مؤخرًا؟ وحدة الدراسات والأبحاث في الكلية أصدرت الآن كتابًا حديثا، تولد من المؤتمر الذي عقد في العام الماضي بعنوان : الإرهاب في الوطن العربي تداعيات الداخل وإكراهات الخارج، والآن الكلية بصدد توفيره على موقعها وموقع جامعة قطر، ويمكن للراغبين الاطلاع عليه والاستعانه به ورقيًا، فالموضوع درس دراسة موضوعية ودقيقة وقائمة على الأمانة العلمية بحيث تم بيان إكراهات الخارج وتداعيات الداخل بشكل علمي رصين.وماذا عن أبرز الفعاليات التي تعتزم الكلية تنظيمها الفصل المقبل؟ ستعقد الكلية في شهر مايو المقبل مؤتمرا تحت عنوان الدراسات القرآنية في الغرب، سيركز على الدراسات الغربية حول القرآن الكريم، وهو من الموضوعات المهمة التي ينبغي للمراكز والجامعات الإسلامية في أوطاننا أن تهتم بهذه الدراسات الغربية للقرآن الكريم، لأن للغرب نظرة خاصة به وتتعلق هذه النظرة بالمنطلق الفكري الذي يقول إن القرآن نزل في بيئة معينة نتيجة لأهداف حصلت آنذاك، وبالتالي ينظرون للقرآن كأنه شبيه بالعلوم النظرية الموجودة في الغرب، يحاولون أن يطبقوا المنهاج الغربي الخاص بعلومهم النظرية على القرآن الكريم. ومن هنا فإن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية تسعى من خلال باحثيها أن تتقابل مع هؤلاء وأن تتحاور معهم وان يتبادلوا الفهم حول ما ينبغي ان يطبق على القرآن الكريم اثناء دراسته، لا ما يقومون به من التزامهم واخذهم بمناهج وأساليب وطرق والتي أرى أن غالبها لايتفق أو يتواءم مع دراسة القرآن الكريم فاللقاء بيننا وبين هؤلاء أصحاب الاتجاهات الغربية فيه تدارس وتبني وفهم بوجهة نظرنا مقابل وجهة نظرهم بالمنهجية العلمية المقبولة لدينا ولديهم. ومن جانب آخر، تسعى الكلية من خلال المؤتمر للفت أنظار المؤسسات الدينية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى ضرورة فهم مايقوم به الآخرون في دراسة وبحث وتنقيب في القرآن الكريم.منذ فترة طرحت الكلية بالتعاون مع اللجنة القطرية لتحالف الحضارات وكرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات ووزارة الخارجية جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات .. حدثنا عن هذه الجائزة ومحاور البحث؟ الكلية بالتعاون والتنسيق مع الشركاء طرحت جائزة قطر العالمية لحوار الحضارات وهذه الجائزة تمس جانب حوار الحضارات والالتقاء بالأديان في حوارها وممارسة القضايا الواقعية والمعيشية وتم الإعلان عنها على مواقع الكلية وجامعة قطر ووزارة الخارجية وإحدى الشبكات العالمية، وبإمكان الباحثين المشاركة وكتابة أبحاثهم بثلاث لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية وشملنا اللغات الثلاث كونها جائزة عالمية والكلية لله الحمد لديها أساتذة يتحدثون هذه اللغات. ولقد دأبت دولة قطر على إيلاء الأهمية القصوى للتعايش بين الناس، بغض النظر عن اختلافاتهم المذهبية والثقافية والدينية، إيمانًا منها أن الأصول العامة في الإسلام من أكبر ما حصلت عليه الإنسانية من وسائل لدعم التقارب والحوار والتعايش والوحدة، لأنها في مجمل نصوصها قصدت إلى حفظ ما يحفظ النوع البشري ويدعم بقاءه وازدهاره وتطوره، وتتجلى النعمة والمنحة العظيمة في المقومات الأساسية التي وضعها في مجال الفهم والتفاهم بين الأفراد والشعوب على اختلاف أديانها وأعرافها وبيئاتها. حرصت وتحرص جامعة قطر واللجنة القطرية لتحالف الحضارات في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 التي دعت لرعاية ودعم حوار الحضارات والتعايش مع الأديان والثقافات المختلفة على المعالجة العميقة لكل القضايا المعيقة للتنمية والازدهار والاستقرار والخروج بمشروع رؤية شاملة ومتوازنة مدونة ومعتمدة في برامجها العملية في التربية والتعليم والفتوى والإعلام والثقافة والعلاقة مع الآخر والعمل الجدي، على تكوين نخب وأطر ذات كفاءة عالية لتدريس قيم الحوار وثقافة التسامح والتعايش والسلم والسلام، بل العمل على تكوين كفاءات قادرة على صياغة وعي جديد وفقًا للواقع المتجدد وفي إطار الأصالة والثوابت ليتحسس الجيل الجديد قيمة الأمن الفكري والاجتماعي وضرورة التعايش السلمي في المجتمع الإنساني بل في الكون الأعم ليشمل ذلك الطبيعة ومكوناتها، وفي هذا الإطار يعلن كرسي الإيسيسكو لتحالف الحضارات بجامعة قطر عن جائزة دولية للعام الجامعي 2017-2018 وتتمثل في أحسن بحث مؤلف يقدم في الموضوع.إلى أي مدى يتم مشاركة طلاب الكلية بالبحث العلمي والأنشطة؟ تسعى الكلية دائما إلى حث الطلاب على عمل وإعداد الأبحاث العلمية بإشراف الأساتذة، ومن المتوقع أن تعقد الكلية الشهر المقبل نشاطاً طلابياً على مستوى رفيع لقادة المستقبل، وتقوم فكرة الفعالية على محاكاة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
مشاركة :