حوار - إبراهيم بدوي: أعلن سعادة فكرت اوزر سفير تركيا لدى الدولة عن زيارة فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة الثلاثاء المقبل، ليترأس برفقة أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الأربعاء المقبل اجتماع اللجنة العليا الإستراتيجية بين البلدين، والذي سيشهد توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم جديدة، لتعزيز التعاون المشترك. وأكد في حوار مع الراية مرافقة وفد وزاري رفيع المستوى للرئيس أردوغان يضم عدداً من الوزراء بينهم وزراء المواصلات والزراعة والسياحة والعدل، فيما يبدأ وصول الوفود التركية إلى الدوحة اليوم للتحضير ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجديدة ليصل إجمالي الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين إلى ٤٠ اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل كافة المجالات الحيوية. وقال: إن الدوحة هي المحطة الأخيرة في جولة الرئيس أردوغان التي بدأت بمدينة سوتشي الروسية وتليها الكويت. وكشف عن تدشين الخط البري قطر - تركيا عبر إيران قريباً بعد اتفاق الدول الثلاث، مؤكداً أهمية الخط البري الجديد في نقل السلع والبضائع بصورة أسرع وأقل تكلفة عن الخطوط الجوية أو البحرية. وقال: لا يحق لأي شخص أن يلوم مساعي قطر أو تركيا أو إيران لتوفير الاحتياجات الأساسية لأهل قطر فهو أمر إنساني غير قابل للجدل. وأكد أن تحذير وزارة الخارجية القطرية من تطبيع الحصار أو التقليل من حجم الأزمة صائب وفي محله، معرباً عن أسفه مما سببه الحصار من قطع لصلة الأرحام بين العائلات الخليجية الشقيقة، ومشدداً أنه لا يوجد صاحب ضمير في العالم يرضى بهذه الأوضاع لأهل الخليج.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: متى يصل الرئيس التركي إلى الدوحة وأبرز الملفات على طاولة اللجنة العليا للبلدين ؟ - يصل فخامة الرئيس أردوغان إلى الدوحة مساء الثلاثاء ١٤ نوفمبر لحضور الاجتماع السنوي الثالث للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين والتي شهدت اجتماعين سابقين في الدوحة وطرابزون، فيما يبدأ وصول الوفود التركية للتحضير ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم صباح اليوم ومن المقرر توقيع هذه الاتفاقيات يوم ١٥ نوفمبر بحضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأخيه فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.ما هي تفاصيل الاتفاقيات المقرر توقيعها خلال الزيارة ؟ - من المقرر توقيع ما يقرب من ١٠ إلى ١٤ اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين خلال الاجتماع المقبل في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية، والدفاعية، ومنها اتفاقية لحماية الاستثمارات وأخرى للتوأمة بين ميناء حمد وموانئ تركية، وغيرها من المجالات ليصل إجمالي الاتفاقيات إلى حوالي ٤٠ اتفاقية تشمل كافة مجالات التعاون الحيوية بين البلدين.إلى أين يتوجه الرئيس أردوغان عقب زيارته للدوحة ؟ - الدوحة هي المحطة الأخيرة في جولة الرئيس أردوغان التي بدأت بمدينة سوتشي الروسية وتليها دولة الكويت، ومنها إلى قطر وبالطبع سوف يتم بحث كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين خلال الزيارة إلى الكويت وفي مقدمتها الأزمة الخليجية الراهنة. الخط البري الجديدماذا عن الخط البري قطر- تركيا مروراً بإيران وأهميته لكافة الأطراف ؟ - تم الاتفاق بين الوزراء المعنيين في الدول الثلاث بالفعل وسيتم توقيع الاتفاق قريباً بين وزراء المواصلات في الدول الثلاث وليس خلال الاجتماع المقبل للجنة الإستراتيجية القطرية التركية والدافع الأساسي وراء هذا الاتفاق هو توفير الاحتياجات الأساسية للشعب القطري الشقيق. تدفق السلعما تأثير هذا الاتفاق على تدفق السلع التركية وأسعارها في السوق القطرية ؟ - كما تعلمون بعد الحصار، تم الإسراع في إرسال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية من الجانب التركي إلى أهل قطر والمقيمين، حيث إن أكثر من ٤٤٪ من المواد الغذائية في قطر كان يتم استيرادها من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عبر المنفذ البري الوحيد مع المملكة ومع إغلاق هذا المنفذ أصبحت هذه الكميات غير متوفرة بالأسواق القطرية ولذلك قامت وزارتا الاقتصاد والتجارة في البلدين بإنشاء غرفة عمليات سريعة لتوفير الاحتياجات الأساسية للسوق القطري وخلال أقل من ٤٨ ساعة استطعنا معاً توفير هذه الاحتياجات حيث أرسل الجانب القطري قائمة بالاحتياجات والمواد الضرورية حسب الأولويات وتم تأمينها بصورة سريعة عبر جسر جوي بين البلدين لتصل إلى أرفف المحلات والمتاجر الكبرى وكأن شيئاً لم يكن. التبادل التجاريما تأثير الخط البري الجديد على الأسعار وحجم التبادل التجاري بين البلدين ؟ - الخط البري سوف يوفر كثيراً من ناحية الوقت والسعر لأن الخطوط البحرية تأخذ وقتاً أكبر والخطوط الجوية تكلفتها أعلى ولا تناسب كافة الاحتياجات والبضائع لذلك فإنه مع انطلاقة الخط البري سيكون لذلك تأثير على خفض أسعار المنتجات وكما تعلمون فإنه مع الحصار وإغلاق المنفذ البري الوحيد مع المملكة العربية السعودية لم يعد أمام قطر أي خط بري آخر سوى مع إيران وسوف يساعد هذا الخط في تسهيل وصول البضائع والمنتجات التركية إلى دولة قطر الشقيقة. وارتفعت الصادرات التركية إلى قطر لثلاثة أمثال مستوياتها الطبيعية لتصل إلى 32.5 مليون دولار منذ بدء الحصار الجائر على قطر. وارتفعت هذه الصادرات خلال يونيو الماضي بنسبة 51.5% على أساس شهري، لتصل إلى 53.5 مليون دولار، واحتلت المواد الغذائية، والفواكه، والخضراوات، والمنتجات الحيوانية، والمياه، صدارة قائمة الصادرات التركية إلى قطر. حاجات إنسانيةبماذا ترد على من يلومون قطر على الاتجاه نحو إيران في توفير احتياجات شعبها الأساسية ؟ - هذه مواد غذائية واحتياجات يومية ليس فقط لإخواننا القطريين بل أيضاً للمقيمين، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة على أرض هذا البلد وهذه حاجات إنسانية ولا يحق لأي شخص أن يلوم قطر أو تركيا أو إيران على مساعيهم لتوفير هذه الاحتياجات الأساسية للشعوب فهو أمر إنساني غير قابل للجدل أو النقاش ولا يمكن أن نترك الناس تموت جوعاً وقطر اتخذت كافة التدابير لتأمين وصول هذه الاحتياجات إلى شعبها بالتعاون والتنسيق مع أشقائها في تركيا ونحن لم نقبل بهذه الأوضاع من البداية وموقفنا واضح بأن الحصار على قطر أو أي دولة هو عمل جائر ولا نرضى لأي من أشقائنا أن يتعرض لهذا الحصار ولو أن أي دولة من دول الحصار كانت في نفس الظروف التي تتعرض لها قطر لوقفنا إلى جانبها ودعمناها. الجهود التركيةما مستجدات الجهود التركية لحلحلة الأزمة في ظل تعنت دول الحصار ؟ - الجهود التركية مستمرة وعلاقاتنا طيبة مع الدول الخليجية ونواصل هذه الجهود عبر طريقين أولهما عبر علاقاتنا الثنائية المباشرة والثاني من خلال رئاسة تركيا لقمة منظمة التعاون الإسلامي حالياً وقد تعددت الزيارات التركية إلى السعودية والكويت وقطر وبذلنا جهداً ولكن ما علينا إلا البلاغ، والقرار في النهاية لدى الأطراف المعنية ونأمل حل الأزمة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لوقف المزيد من الأضرار لكافة الأطراف لأننا نؤمن بأنه لا رابح من هذه الأزمة. تطبيع الحصاركيف تنظرون إلى تحذير وزارة الخارجية القطرية من محاولة دول الحصار تطبيع الأزمة الراهنة ؟. - تحذير الخارجية القطرية في محله ويؤسفنا فصل العائلات الخليجية وسحب دول الحصار لمواطنيها من دولة قطر أو طرد مواطنين قطريين من دول الحصار وما ينطوي عليه من تمزيق أواصر القربى والدم بين العائلات الخليجية الشقيقة، وأعتقد أن أي شخص لديه ضمير حي لا يمكن أن يرضى بهذه الأوضاع ونأمل أن تنتهي سريعاً. تركيا مستعدة للمساهمة في تأمين المونديال حول التعاون الأمني لتأمين فعاليات مونديال قطر ٢٠٢٢، خاصة بعد استعراض تركيا لتجربتها في مواجهة الهجمات الإرهابية خلال مؤتمر أمن وسلامة الفعاليات الكبرى بالدوحة مؤخراً قال السفير التركي: عقب وقوع الحادث الإرهابي في محيط ملعب بشكتاش ديسمبر الماضي، تم عقد عدد من اللقاءات بين الجانبين لبحث التعاون في هذا المجال، وأبدى الجانب التركي استعداده للتعاون مع الأشقاء القطريين في الاستعدادات الأمنية لتأمين مونديال قطر ٢٠٢٢. قطر وتركيا تعززان التعاون الدفاعي حول تدابير تعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، قال السفير التركي: قطر وتركيا ترتبطان باتفاقية دفاع منذ عام ٢٠١٤ لتأسيس قاعدة تركية في قطر بهدف تعزيز القدرات الدفاعية لأشقائنا القطريين، وأيضاً تعزيز أمن المنطقة وليس العدوان على أي طرف وكانت الاتفاقية على جدول أعمال البرلمان التركي منذ ذلك الحين وفي يونيو الماضي تم التصديق عليها من قبل البرلمان ووقعها الرئيس أردوغان وأصبحت في حيز التنفيذ دولياً.
مشاركة :