جدد الرئيس محمود عباس شروطه للمصالحة مع حركة «حماس»، ودعا إلى قيام «سلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد»، علاوة على «التمكين الكامل للحكومة». وأكد عباس أمس خلال مهرجان نظمته حركة فتح» التي يتزعمها في مدينة غزة لإحياء الذكرى 13 لاستشهاد «القائد الرمز» ياسر عرفات، للمرة الأولى منذ عام 2007، أنه «لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة». وحشدت «فتح» في مهرجانها في ساحة السرايا وسط مدينة غزة بعنوان «الوحدة والدولة» عشرات الآلاف من أنصارها في استعراض لقوتها وشعبيتها أمام غريميها حركة «حماس» وزعيم «التيار الإصلاحي» في «فتح» النائب محمد دحلان، الذي نظم أنصاره الخميس الماضي مهرجاناً مماثلاً. وجاء مهرجان «فتح» في وقت عززت «حماس» ودحلان علاقتهما عقب تفاهمات القاهرة الأخيرة، فيما تتعثر خطوات المصالحة بين «حماس» وعباس نظراً إلى أن الأخير يرفض حتى الآن إلغاء العقوبات المفروضة على الغزيين قبل ستة أشهر، ويشترط نزع سلاح الحركة، التي سيطرت على القطاع منفردة منذ هزيمتها قوات السلطة الفلسطينية وطردها من القطاع عام 2007. واستعار عباس في خطاب مسجل كلمات من أشعار الشاعر الفلسطيني الراحل العظيم محمود درويش، وقال إن «فلسطين التي حاولوا أن يخرجوها من دائرة التاريخ والجغرافيا، منذ عام 1917 عادت بتضحيات أبناء شعبنا من الشهداء والجرحى والأسرى لتقول أنها باقية، فكانت تسمى فلسطين وستظل تسمى فلسطين، وإن الشعب الذي نكبوه وشردوه واقتلعوه من أرضه ودياره، لا يزال يتمسك بحقوقه، فالهوية الوطنية الفلسطينية راسخة وثابتة». وأشار عباس إلى أنه يعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والقوى الدولية المعنية، من أجل «التوصل إلى اتفاق سلام»، مشترطاً أن يكون السلام «وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، على أساس حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين». وشارك في المهرجان ممثلون عن مختلف الفصائل ووزراء ونواب وشخصيات وطنية واعتبارية، فيما نشرت وزارة الداخلية التي تقودها «حماس» مئات رجال الشرطة والأمن لتأمينه، وأغلقت عدداً من الطرق المؤدية إلى السرايا. واستنكر عشرات الصحافيين منعهم من قبل أمن «فتح» من تغطية المهرجان ومنح تلفزيون فلسطين الحق الحصري في الدخول والتغطية، فضلاً عن الاعتداء عليهم بألفاظ نابية، وطالبوا الحركة بتقديم اعتذار لهم عن الاعتداءات الجسدية واللفظية. واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، المفوض العام للحركة في القطاع أحمد حلس خلال المهرجان، أنه «ما أشبه اليوم بالبارحة. من حاصروا ياسر عرفات يعيدون اليوم المسلسل نفسه بالتآمر على خليفته الرئيس عباس، لكن نقول مثلما فشلوا مع أبو عمار سيفشلون مع الرئيس عباس، لأننا شعب يدرك ما يريد ولا يمكن أن تنحرف وجهته» في إشارة إلى دحلان، الذي كان حليفاً لعباس. وشدد حلس على أن «المصالحة خيارنا الوحيد، ولها وجهة واحدة هي السير للأمام، ولن نعود لمربع الانقسام، وسنمضي في طريقنا نحو تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية، وسنتجاوز العقبات وسنذللها بإرادة شعبنا وحرصاً على مصالحه». ونيابة عن الفصائل، قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية وليد العوض إن «مسيرة المصالحة تتقدم ولا يزال المواطنون ينتظرون أن يتلمسوا ثمارها، فالإرادة الحقيقة لإنهاء الانقسام حاضرة لدى الجميع». وأكد العوض أن «أخطاراً كبيرة تتهدد قضيتنا في ظل ما تشهد المنطقة من تغيرات متلاحقة».
مشاركة :