محمد بن زايد: محمد بن راشد تاج راسي وسناد عزمي

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أهدى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قصيدة بعنوان «أخوي محمد»، وضمت وصفاً رائعاً ونبيلاً لمفهوم الأخوة بينهما، كما شملت حكمة عالية وتنويهاً بقيمة العضد والسند القوي الحكيم في تقلبات الزمان ولياليه وأيامه.بدأ سموّه قصيدته تلك بحكمة متبصرة وواعية خبيرة بالحياة وبطرق مواجهة صعابها، فقال: تقبل الأيام بحمول ثقال                               وتنثني وان صادفت منكب صملبين دورات الليالي والنزال                               ما يفوز الا من يعاضد رجل يشير سموّه، في أبياته الآنفة الذكر وابتدأ بها قصيدته الجميلة هذه إلى معنى قرآني ورد في قصة موسى عليه السلام، حين طلب من ربه أن يشد عضده بأخيه، وسموّه هنا يقتبس الحكمة البالغة والفهم العميق نفسيهما، لأهمية الأخ الذي يعاضد في وجه تقلبات الأيام والليالي ودوراتها التي تفاجئ المرء أحيانا بما لا يحتسبه، فلا يفوز كما يقول سموّه في إطار مواجهة الحياة المستمرة إلا من له أخ يعاضده، فما بالك لو كان أخاه الذي يعاضده هو محمد بن راشد.ذلك المعنى يؤكده سموّه في أبياته اللاحقة/ حين يتحدث أولا عن أنواع الرجال وطرائق مواجهتهم للحياة، وكيف يصبر بعضهم فيغلب الصعاب ويفوز، وكيف يتولى بعضهم وينهزم، وكيف يبدو آخرون عارفين عالمين متبحرين، فيما يصلح الشأن والحال، فيقول سموّه: والرجال أنواع والوقفه سجال                               حد يرهبها وحد منها يفلوحد لو ما قلت له.. صاير تعال                               عارف المدخل وعارف من دخلوعارف اجلال المعاني م الهزال                               في أراضي المعرفة عقله بهل يبين سموّه بعد استعراض صفات ذلك الرجل العضد العارف بدروب الحياة، القادر على قهرها، الذي لا يهاب شيئاً ولا ينثني ولا ينكسر، أن ذلك هو أخوه محمد الذي يوم أن يقول فإن قوله يطابق فعاله، والذي هو منار للعلم شمل علمه بسناه كل العالم، فيقول: ذاك اخوي محمد اللي يوم قال                               كلمته ما تنثني (قول وفعل)طوع الصعبات لين العود مال                               وانطوت في قبضته طي السجليا منار العلم لي ما عنك فال                               ضوء علمك في سما العالم شعل يتحدث سموّه بعد ذلك عن علاقة التعاضد الوثيقة بينه وبين أخيه المتصف بكل صفات القوة والعزم، وكيف أنه يقتدي به وكيف يقدره تقديراً سامياً، فيشبهه بأنه تاج على رأسه، في دلالة رمزية على الأخلاق السامية التي صنعت العلاقة والمودة بين الرجلين العظيمين اللذين يكرسان كل جهدهما، لحماية بلدهما في وجه كل الأخطار، وتنميته وازدهاره وتطويره والمحافظة على وحدته وحوزة ترابه، ويمضي سموّه مشيدا بأخيه وعضده وبمناقبه الكريمة التي جعلته نعم السند وجعلته سيفا للدولة: نقتدي بك يوم لازيا في ضلال                               صار في القمة لنا وسم وعزلسيدي ياسناد عزمي بكل حال                               والصعود وياك جنبنا الفشلإن لقيت ليه على الصعب احتمال                               مدة ايدك خلت الكايد سهلوالله انك يوم صكات الحبال                               سيف يمنى حدك رهيف النصلتاج راسي عز في سود الليال                               عزوتي وان غلق للشيمه سبلكم للدولة نقل كتفك وشال                               إن خلص فرضك تليته بالنفل والاستعارة الأخيرة في البيت الآنف الذكر رائعة من سموّه، فهو يصف أخاه وعضده ومسانده بأنه ذلك الذي لا يكتفي بالواجب في حق الدولة بل يزيد بالتنفل، وكما هو معروف ما يتعدى الواجب ويزيد عليه ويكمله.يتحدث سموّه، بعد ذلك، عن الحكمة من الوحدة والتعاضد، وضرورة أخذ العبر من المتفرقين، وأنهم يفتدون بلدهم بكل غال ونفيس ولا يحسبون حسابات الجهل الخاطئة التي يحسبها من لا يقدرون نعمة الأوطان المستقرة، وهم كما يقول سموّه في الأبيات اللاحقة، يورثون حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه بالروح والمال لأولادهم، وجيلا بعد جيلا يترسخ ذلك، ويسأل الله أن يحفظ البلاد وأن ينعم على شعبها فيقول: من ينادي للأمم لا لانفصال                               يدرك الحسنات في لم الشملفي عمار ديارنا نضرب مثالvنحن ما نحسب حسابات الجهلمن رسمها قبل ما يبني ع (الرمال)                               يا أخو محمد له ايرد الفضلنفتديها بكل حال وكل مال                               مجدنا بالروح والدم انكفلومن يحسب ديارنا لقمة حلال                               إن شهرنا سيوفنا ما تنوصلعهدنا لعيالنا ما به انتشال                               وعهدهم إلنا بعد ما ينتشلكل يوم نشوم للنيف الطوال                               دولة بافعال اهلها نحتفلع العهود اجيال تتوارث فعال                               في بناها لا تكل ولا تملوللندا ما فيه (يمكن) و(احتمال)                               كل ما تكبر به الشده بسلوالهدف لو هو بعيد في الوصال                               تلحقه لعزوم لو عنها بتليحفظ الله بلادنا من شين فال                               ينعمون شعوبها في طيب ظل بعد ذلك يدعو سموّه لجيش هذه البلاد الذي يقاتل في سبيل رفعة وطنه وشعبه، وينوّه في ذلك الإطار بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، الذي يقول إنه لا توفيه القصائد ولا الجمل اللغوية حقه، لوقفاته الصارمة الراسخة كالجبال، ثم يعود ليعلن بكل تواضع أنه تشرف بالمعاني والكلام الذي قاله في وصف عضده وأخيه، ويستخدم عبارته الجميلة التي بدأ بها في مطلع القصيدة والقائلة: لا يفوز إلا من يعاضد رجل.

مشاركة :