الإمارات تقود اختبارات العالم للثورة الصناعية الرابعة

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: عبير أبو شمالة شهد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، انطلاق أعمال الدورة الثانية لمجالس الأجندة العالمية التي تعقد برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» بدبي يومي 11 و12 نوفمبر، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي. وأكد محمد عبد الله القرقاوي الرئيس المشارك لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية، أن دولة الإمارات في مقدمة دول العالم التي بادرت بالاستعداد للثورة الصناعية الرابعة والتعامل مع التحولات التي يتوقع أن تحدثها هذه الثورة على مختلف نواحي الحياة.وقال إن دولة الإمارات سباقة في التحرك لوضع استراتيجية لتبني الثورة الصناعية الرابعة وتشكيل مجلس لها، والتحول إلى مختبر عالمي مفتوح لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتشكيل حكومة تنسجم مع متطلباتها من خلال تعيين وزراء للذكاء الاصطناعي والعلوم والصناعات المتقدمة والأمن المائي والغذائي.قال القرقاوي خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لفعاليات منتدى مجالس المستقبل إن التغيير غير المسبوق الذي ستحدثه الثورة الصناعية الرابعة في القطاعات، ونماذج الأعمال المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفعالية تعلم الآلات سيضاعف حجم النمو السنوي لاقتصاد الدول ويرفع من كفاءة القوى العاملة بنسبة 40% بحلول عام 2035.وأضاف إن من المتوقع أن يبلغ اقتصاد التنقل الذاتي 7 تريليونات دولار، فيما يتوقع أن يساهم إنترنت الأشياء وحده بنسبة 10 إلى 15 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات العشرين المقبلة، في حين سيساهم التغيير في زيادة كفاءة الطاقة عالمياً.وأشار إلى أنه من المتوقع ظهور قوى اقتصادية جديدة وارتفاع المنافسة التجارية العالمية التي تحددها القدرة التنافسية المبنية على التطور التكنولوجي والقدرة على الابتكار.ورحب وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، بالمشاركين في الدورة الثانية للاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية، والتعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكداً أن تجربة دولة الإمارات في استشراف المستقبل، تجعل منها المنصة المثالية لاستضافة نخبة مستشرفي المستقبل الذين يجتمعون على مدى يومين لرسم ملامح مستقبل العالم ووضع الحلول المناسبة لمواجهة التحديات المستقبلية، والعمل على تحويل مفاهيم الثورة التكنولوجية إلى أجندة عالمية مشتركة. مستقبل أفضل للإنسانية وأضاف قائلاً إنه وفي ظل ما توفره الثورة الصناعية الرابعة من فرص، سنشهد إجابات لأسئلة المستقبل التي تم طرحها وكذلك حلولاً لأهم المواضيع التي ستؤثر في تطور ونمو المجتمعات خلال السنوات المقبلة من خلال 35 مجلساً تجمعها أجندة مشتركة محورها رسم مستقبل أفضل للإنسانية. وأشار إلى أن اجتماع مجالس المستقبل العالمية في دبي اليوم يشغل الاهتمام العالمي، كون المستقبل مسؤولية عالمية وأخلاقية مشتركة، لافتاً إلى أن ما تحمله لنا سنوات المستقبل المقبلة من تطورات تميزها السرعة يعد مرحلة انتقالية على مشارف الثورة الصناعية الرابعة التي استشرفها المفكر العالمي البروفيسور كلاوس شواب.وأكد أن الثورة التكنولوجية ستمثل مرحلة رئيسية في تطور العالم، وستكون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة والبيانات محركات رئيسية لها تندمج فيها العوالم الواقعية والرقمية والبيولوجية بما يؤثر في الإنسان في كافة نواحي الحياة والتنمية والتطور والأنظمة والحكومات.وشدد في كلمته على مواصلة عولمة المعرفة التي تم التوصل إليها في الدورة الأولى من اجتماعات مجالس المستقبل العالمية، كونها تمثل مسؤولية أخلاقية ينبغي مشاركتها مع الجميع، في عالم أصبحت فيه البيانات والتكنولوجيا تسّهل الانتشار الواسع للمعرفة وتشكل منصة افتراضية للمستقبل. تطوير الأداءوقال إن هذه المعرفة توفر فرصاً غير مسبوقة للتمكين الفردي والجماعي وتفعيل تقديم خدمات جديدة للمواطنين وتطوير الأداء والكفاءة الحكومية في جميع المجالات كالتعليم الافتراضي وخفض تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة والنمو لتحقيق سعادة الإنسان. وأضاف قائلاً إن: «النتائج التي سيتم التوصل إليها خلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية ستمكننا من الاستعداد للمستقبل في ظل التغيرات العالمية المتسارعة التي تعم فيها مفاهيم وتغييرات تؤثر فينا كمواطنين عالميين وتمكننا من تحويلها إلى فرص إيجابية لمصلحة الإنسانية».وأوضح أن«البلدان الناجحة تمكنت من تطوير نفسها عن طريق التغيير والتطوير والتنفيذ العملي في المجالات الحيوية، الأمر الذي يحتم علينا إجراء تغييرات يتعاظم معها إحساس الحكومات والمؤسسات والأفراد بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة»، منوهاً بالجهود التي يقودها المنتدى الاقتصادي العالمي لتشكيل مستقبل الأجيال المقبلة. إلهام العالموثمَّن البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، الشراكة الاستراتيجية للمنتدى الاقتصادي العالمي مع حكومة دولة الإمارات، وجهودها في دعم مساعي المنتدى ومجالس المستقبل الرامية لصياغة عالم أفضل للجميع.وتوجه شواب بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، على دعمه العظيم والمتواصل لأهداف المنتدى وعلى الشراكة التي ازدادت قوة مع الوقت، لتفرز أكبر لقاء عصف ذهني للمستقبل تحتضنه دبي.وقال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية إن«دولة الإمارات تواصل إلهامنا وإلهام العالم ككل بتكريسها الموارد والجهود للاستفادة من أبرز الجوانب الإيجابية للتقنيات الأكثر تطوراً لصياغة مستقبل بشكل بناء»، وأشاد بمبادرات دولة الإمارات الرائدة والسباقة لتأسيس مجلس للثورة الصناعية الرابعة واستحداث وزارات هي الأولى من نوعها في العالم مثل وزارة الذكاء الاصطناعي ما يعكس قوة الإيمان بالقوى الإيجابية للتقنيات الحديثة والمتطورة.وأكد أن مجالس المستقبل العالمية تجمع أفضل العقول والخبرات العالمية من كافة القطاعات من الحكومات والأكاديميين وقطاعات الأعمال لفهم وصياغة مستقبل الثورة الصناعية الرابعة بما يخدم صالح العالم، ما يجعل لهذه الاجتماعات روحها وطبيعتها الخاصة.خرائط التحولوقال إن المنتدى قرر إتاحة خرائط التحول التي وضعها المنتدى للجمهور في إطار أهداف عولمة المعرفة لتعزيز مشاركة أوسع من الجمهور في صياغة مستقبل أفضل للجميع.وأكد على أهمية وجود منصات دائمة للتنسيق والتعاون بين صناع القرار والقطاع الخاص لوضع نظم وأسس حول هذه التقنيات لضمان نجاحها في خدمة الجميع، خاصة في ظل التطور المذهل والسريع في معطيات الثورة الصناعية الرابعة التي تم طرحها والحديث عنها لأول مرة في الإمارات، وقال إن أغلبية الأفكار التي سيتم طرحها على صناع القرار العالميين في دافوس في يناير المقبل ستولد وتتم صياغتها هنا في الإمارات.وتعقد حكومة دولة الإمارات الدورة الثانية لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية يومي 11 و12 نوفمبر2017، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» الدورة الثانية لاجتماعات مجالس المستقبل العالمية ومشاركة أكثر من 700 من العلماء ومستشرفي المستقبل من 75 دولة، والذين يجتمعون في 35 مجلساً لبحث ملفات مهمة وقطاعات حيوية ووضع حلول عملية للتحديات المستقبلية.

مشاركة :