استشرف مجلس الاستهلاك الذي اجتمع ضمن أعمال الدورة الثانية لمجالس المستقبل العالمية، مستقبل السلوكيات والتوجهات الاستهلاكية المستقبلية للأفراد والمجتمعات. وناقش المجلس ضمن أعماله أبرز التغيرات المتوقعة على السلوكيات الاستهلاكية في المجتمعات المحلية، ضمن ثلاثة أبعاد تتمثل بتغير توجهات المستهلكين ووتيرة هذه التغيرات، ودراسة الأنماط الاستهلاكية الجديدة والتغيرات التي تحدثها على العرض والطلب وتأثيرها على سلاسل الإمداد، والتطور التكنولوجي في ضوء الوتيرة السريعة لتطور قطاع التكنولوجيا، والتوجه بشكل متزايد نحو استراتيجيات التحول الرقمي من قبل المؤسسات والحكومات. وسلط المجلس الضوء على تطور قطاع التقنيات الحيوية، والدور الذي يسهم به في تطوير أنماط الاستهلاك البشرية، وذلك من خلال الاستفادة من الكائنات البيولوجية لصناعة مواد استهلاكية وعلاجية تنمو ذاتياً، حيث تجمع هذه المواد أفضل الخصائص الطبيعية والعلمية، بالإضافة إلى دورها في تخفيف الضغط عن الممارسات الإنتاجية الحالية، إلى جانب تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد ضمن قطاع التجزئة من خلال تحسين المحاصيل الزراعية والمواد الداخلة في الصناعات الدوائية. وأشار المشاركون في «مجلس الاستهلاك» إلى أن تطبيقات التقنيات الحيوية الجديدة من شأنها التأثير بشكل كبير على السلوكيات الاستهلاكية للأفراد والمجتمعات، حيث من المتوقع أن تؤثر نتائجها على مختلف جوانب الحياة اليومية من المتطلبات الغذائية للأفراد، إلى تطوير المنتجات المستخدمة في البناء، وصولاً إلى مجالات إنتاج الطاقة. كما استعرض المجلس المسار الزمني المتوقع نحو اعتماد الأدوات البيولوجية، وذلك في أعقاب نجاح عدد من المؤسسات العالمية في الوصول إلى تركيبة أحماض نووية من شأنها المساهمة في الوصول إلى تطبيقات تُحسن المحاصيل الزراعية وتقدم عدداً من المنتجات الدوائية المتطورة.
مشاركة :