نموذج متفرّد في العلاقات

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا نموذجاً متفرداً لما يمكن أن تكون عليه العلاقات بين الشرق والغرب، في أبعادها الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وقد وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس الماضي، بأنها «ثابتة وقوية وقائمة على الاحترام المتبادل والمصالح الوطنية المشتركة للشعبين الصديقين» مؤكداً سموه أن «فرنسا دولة صديقة وشريكة لدولة الإمارات منذ عقود طويلة خلت». ويرى المراقبون أن العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، والتي تشكلت لبناتها الأولى على يد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، استطاعت أن تتطور على جميع الأصعدة، لتتحول إلى مستوى الشراكة الفعلية، مما يجعل الإمارات شريك فرنسا الموثوق به، وفق تعبير صحيفة «لوفيغارو» الباريسية، عبر علاقات وصفها قصر الإليزيه بأنها «وثيقة ومنتظمة ومتنوعة»، خصوصاً في ظل توافق عميق بين البلدين في الرؤية للمصالح المشتركة، ولمسارات علاقات الاحترام بين الدول والشعوب والحوار بين الثقافات والالتزام بقيم السلام والتعاون والقانون والشرعية الدوليين. ويشير المراقبون إلى أن فرنسا تنظر بإعجاب كبير لمشروع دولة الإمارات الحضاري الذي يجعل منها فضاء متقدماً للتنوير الفكري والثقافي إقليمياً ودولياً، وواحة للأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين جميع مكوناته، وبلداً متقدماً ينظر إلى مستقبله بكثير من التفاؤل، وفاعلاً أساسياً في مكافحة الإرهاب والتطرف، وفي دعم الجهود الإنسانية من أجل إرساء قيم العدالة والإخوة والمساواة بين الأمم والشعوب. شراكة وتكامل ومثلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدولة الأسبوع الماضي، حلقة متميزة في سلسلة التواصل السياسي المتينة بين البلدين، والتي أعادتها وسائل الإعلام الباريسية إلى «حجم رهانات فرنسا على علاقات مع الإمارات»، والتي يمكن التأكيد على أهميتها الاستثنائية من خلال خمسة لقاءات جمعت بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند بين 2012 و2016، كمــــا قام وزير الخارجية الحالي جان إيف لودريان بما لا يقل عن عشر زيارات للإمارات حين كان وزيراً للدفاع. وبينما تعتبر الإمارات ثاني شركاء فرنسا التجاريين في الخليج بعد السعودية، بمبادلات تجارية بينهما بلغ حجمها 4.7 مليارات يورو عام 2016، وشمل مجالات متنوعة من صناعات الطيران (تسلمت شركة طيران الإمارات حتى الآن مئة طائرة إيرباص 380) إلى الكماليات.

مشاركة :