رحم الله الأمير منصور وجبر مصيبة والده مقرن بن عبدالعزيز

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

فلا تبكين في إثر شيء ندامة إذا نزعته من يديك النوازع!! جبر الله مصيبتكم - أبا فهد - وغفر لأبنكم الفاضل منصور، وما من شك أن فقد الأبناء مُحزن ومؤلم جدًا يَدُكُ هضاب القلوب دكًا.. ولا سيما المفاجئ منه، تبقى آثاره مُقِيمَة في طوايا النفوس مدى العمر، وقد بشر الله الصابرين والراضين بأقدار الله في محكم كتابه العزيز الحميد حيث قال: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا إصابتهم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . ففي مساء يوم الأحد 16-2-1439هـ تزامن أفول شمس الأمير الحبيب منصور بن مقرن بن عبدالعزيز عن الدنيا مع غروب شمس هذا اليوم الأحد على إثر تحطم طائرة مروحية، هو وعدد من مرافقيه وبعض من رؤساء الدوائر والمصالح الحكومية أثناء عودته بعد تفقده لبعض المشروعات والمراكز الحكومية، فهي رحلة عمل استطلاعية مرورًا بسفوح تلك الجبال المواكث المكسوة بالخضرة وجمال الطبيعة بمنطقة عسير، ولكنها الأقدار تجري على كل من انتهى رصيده الزمني من أيام الدنيا، وكل ذلك بمشيئة الله جل ثناؤه، فالسعيد من يرحل بزاد من التقى: ولا خير في الدنيا لمن لم يكن له من الله في دار المقام نصيب ولقد عُرف عنه -رحمه الله- التواضع الجم والإخلاص في العمل، والاستجابة لمطالب المواطنين، ودعم الجمعيات الخيرية التي تُعنى بالأيتام والأرامل والمساكين، ولا غرو فإن الأمير منصور -أبو سعود - تربى تربية صالحة وترعرع في أحضان والديه متأثرًا بهما كرمًا وأدبًا وحِنكة، ومعرفته بأحوال الناس على مختلف طبقاتهم الاجتماعية والعلمية، فحسن السياسة في إدارة الأعمال من علامات التوفيق، وسعادة الإِنسان، وتخليد الذكر الطيب له على تعاقب الملوين: فأغرس من الفعل الجميل فضائلا فإذا رحلت فإنها لا ترحل ولقد تسنم مناصب عالية حيث عُين مستشارًا في ديوان سمو ولي العهد، ثم مستشارًا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير، وأخيرًا نائبًا لأمير منطقة عسير، فهو رجل متفانٍ في إنجاز أعماله مقدرًا الصغير والكبير، ومن كانت هذه صفاته استعذب الناس ذكره، ودعوا له بالمغفرة من رب العالمين، وطيب الإقامة في جدثه إلى أن يأذن المولى بنهوض جميع الخلائق ليوم الحساب، ونرجو من المولى أن يجبر مصيبة حبيبنا والده الكريم الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولك أيها القارئ الكريم أن تتصور حال ابنه سعود وابنته إيمان وهما يكرران السؤال عن والدهما أمام والدتهما المفجوعة بعد غياب إلفها عنها، فأجرضتها غصة فلم تجب سوى تذراف دمعات حراء - كان الله في عونها: وكل قرينة لا بد يومًا سيشعب إلفها عنها شعوبُ! تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وألهم ذويه ووالديه وأعمامه الكرام وعقيلته أم سعود والأسرة المالكة عمومًا، ومحبيه الصبر والسلوان. ** ** - عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف

مشاركة :