لا شك في أن القدرة الجنسية تتأثر لدى مرضى القلب، وكثيرون منهم يخشون ممارسة الجنس خوفاً من تدهور أحوالهم أو تعرضهم للوفاة أثناء الوصال. تتراجع الحياة الجنسية عند مرضى القلب في شكل لافت، وقد بيّنت البحوث المتعلقة بهذا الأمر أن السبب يكون عادة بدافع ذاتي وليس بدافع جسدي، نابع من الخوف والقلق والاكتئاب. ويمكن التأكيد لهؤلاء أن مخاوفهم في غير محلها، فالتحريات والبحوث التي أجريت حول هذا الموضوع جاءت مطمئنة، وخلاصتها أن ممارسة الجنس لا تشكل أي خطورة على صحة القلب، اللهم إلا في الحــالات المـــتقدمة جداً من مــرض الشريان التاجي. ويستطيع مرضى القلب ممارسة الحب عندما يشعرون بالتحسن الكافي في وضعهم الصحي. وعموماً، يستطيع مريض الجلطة القلبية أو المريض الذي خضع لجراحة في القلب أن يعود إلى ممارسة النشاط الجنسي بعد أربعة إلى ستة أسابيع. ويتوجب على مريض القلب أن يأخذ في الحسبان بعض العوامل أثناء الممارسة، مثل اتخاذ التدابير المناسبة للتخفيف من القلق والتوتر، وتفادي الوجبات الثقيلة قبل المعاشرة، واتخاذ أوضاع مريحة غير مجهدة للقلب، والامتناع عن أخذ أي منشطات أو محفزات جنسية من شأنها أن تسرّع دقات القلب، ووضع الأدوية اللازمة لتركين الذبحة الصدرية في متناول اليد. وإذا أخذنا بأقوال الناطق باسم جمعية أطباء القلب الألمان هيربرت بروك، فإن كل مريض في القلب يستطيع صعود السلالم من دون مشكلات كبرى يمكنه القيام بالوصال بأمان وبسهولة، من دون أي خطر.
مشاركة :