هكذا تُردّ الروح لكليب يا شيخ تميم

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا ينكر عاقل أن المخاطر التي تواجهها المنطقة تمثل تهديدا وجوديا بكل معنى الكلمة، وبالتالي ليس مسموحا أن تكون هناك بعض الابواب مفتوحة او مواربة لتهب منها ريح السموم على دول”مجلس التعاون” لأن ما يضير إحداها يصيب البقية بمقتل، وهذه الحقيقة يجب ألا تغيب عن بال أحد في الاقليم كي لا نقع في المحظور، وعندها لن تنفع المكابرة او رمي اللوم على هذا وذاك، عندما لا ينفع الندم. لا شك يدرك الجميع ان أي رهان خليجي على طرف خارج “مجلس التعاون” مآله الفشل والمزيد من المخاطر، لأنه يفتح الطريق لاستكمال المتربصين بنا مخططاتهم، وأولهم اسرائيل التي لا تعيش إلا على الانقسام وانعدام الامن في الدول العربية، والسعي الحثيث الى تقسيمها. المتربص الشرير الآخر هو ايران التي منذ قيام نظام الملالي في العام 1979 تعمل على زعزعة الامن، ونشر الفتن الطائفية، وزرع الخلايا التخريبية، وبناء الميليشيات الارهابية، أكانت على شاكلة “حزب الله” الذي يمارس الارهاب علانية، ويتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية، والخليجية تحديدا، او العصابات الطائفية في العراق التي لم تخف أطماعها لا في الكويت ولا المملكة العربية السعودية، او الاخوان المسلمين و”القاعدة” و”داعش” و”النصرة” إذ لم يعد خافيا على احد من يحتضنها ويدربها ويمولها، وجميعها تستهدف الوصول الى عواصم دول”مجلس التعاون” لاقامة الدولة التي تريد. تلك الدولة لا شك لن يكون فيها اي مكان لبيوت الحكم، حتى الذين وقفوا معها في البداية، او اعتبروها “ثورة على الظلم”، ولهذا اي استمرار للأزمة الحالية هو ضرب لمناعة الامن القومي الخليجي. من هنا كل خطوة باتجاه إعادة اللحمة الى الصف الخليجي لها اهميتها، ولذلك اكبر الخليجيون وفرحوا كثيرا في التاسع من سبتمبر الماضي حين اتصل امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، واعتبروا ذلك بداية نهاية فصل حزين من العلاقات بين الدول الشقيقة. على هذا الاساس وعملا بقاعدة ان لكل امرىء من اسمه نصيب، ولان تميم تعني في اللغة العربية الرجل الكامل الخَلْق والخُلُق، لذلك فان مبادرة الخطوة الاولى من سمو الشيخ تميم بن حمد ستؤكد تلك القاعدة، فلماذا لا تكون الخطوة الاولى من سموه وهي توفر عشرة آلاف خطوة تحدث عنها الى قناة “سي بي سي” الاميركية قبل اقل من اسبوعين. لو جاء ذلك بمبادرة من قطر عبر وفد رفيع المستوى برئاسة اميرها يبدأها بزيارة للكويت التي يضطلع صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد بدور تاريخي في مبادرته لحل الأزمة حفاظا على وحدة البيت الخليجي، ويصطحبه على طائرته الخاصة الى المملكة العربية السعودية واشقائه في الامارات والبحرين ومصر لانتهت الازمة، ولا شك ان ذلك سيوفر الكثير على دول”مجلس التعاون” ويفوت الفرص على المتربصين الذين يقرعون حاليا طبول الحرب، ما يجعلنا بحاجة ماسة لتطبيق المثل العربي القديم” انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب” لا ان يكون احدنا معتمدا على غريب يعرف انه يتحين الفرص للانقضاض عليه. نحن اليوم في العام 2017 ولسنا في العام 494 ايام الجاهلية الاولى حين قامت حرب البسوس من اجل ناقة واستمرت 40 عاما، حينها لم يرض الزير سالم بقبول دية أخيه كليب وقال:” ما يرضيني هو ان ارجعوا لي كليب حيا”، والذين يحرضون على أحياء كليب اليوم هم أصحاب الأطماع التاريخية، أي إيران ومن يدور في فلكها واذنابها المستفيدون من استمرار الأزمة،وزيادة تصدع البيت الخليجي الواحد، ولهذا فان الانظار تتجه حاليا الى الشيخ تميم بن حمد كي يضطلع بمسؤوليته الأخوية ويتخذ تلك الخطوة لان ايران المحرضة على إعادة روح كليب من اجل اعادة ملك كسرى ليست أكثر من محتضر يهذي اثناء سكرات الموت. نقلاً عن: t.co/T5kUPFKWFk

مشاركة :