أربع منتخبات عربية تقارع الكبار في العرس العالمي

  • 11/12/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - تشهد نسخة كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا، مشاركة أربعة منتخبات عربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النهائيات، بعد ضمان المغرب وتونس تأهلهما السبت، لينضما بذلك الى السعودية ومصر. وكان العدد الأكبر للمنتخبات العربية في نسخة واحدة لكأس العالم ثلاثة، وسجل مرتين: مونديال 1986 في المكسيك (المغرب، الجزائر، والعراق)، ومونديال 1998 في فرنسا (المغرب، السعودية، وتونس). وغالبا ما كانت المشاركة العربية في كأس العالم توزع بين منتخب واحد (مصر في 1934، المغرب 1970، تونس 1978، الجزائر في 2010 و2014)، بينما شارك منتخبان في كل من مونديال 1982 (الكويت والجزائر)، و1990 (مصر والامارات)، و1994 (المغرب والسعودية)، و2002 (السعودية وتونس) و2006 (السعودية وتونس). تونس وتأهل المنتخب التونسي الى العرس العالمي بعد حصولها على نقطة من تعادله بدون أهداف على أرضه مع جاره الليبي السبت. ورفع المنتخب التونسي رصيده إلى 14 نقطة من ست مباريات في صدارة المجموعة الأولى متفوقا بنقطة واحدة على الكونغو الديمقراطية التي هزمت غينيا 3-1 في كينشاسا في التوقيت نفسه. وتأهلت تونس، التي يخلو سجلها من الهزائم في التصفيات، إلى كأس العالم أربع مرات من قبل وكانت أول دولة افريقية تبلغ النهائيات عام 1978 وحرمها محمد نشنوش حارس ليبيا بأدائه الرائع من خامس فوز في ست مباريات. وتصدى نشنوش لمحاولات يوسف المساكني وأنيس البدري وغيلان الشعلاني في أداء رائع للحارس الليبي. وقال نبيل معلول مدرب تونس "وفقنا الله وحسمنا التأهل رغم الضغط الكبير الذي سُلط على اللاعبين الذين كانوا خائفين من نتيجة المباراة". وأضاف المدرب الذي أعاد تونس لكأس العالم لأول مرة منذ ظهورها الأخير في المانيا عام 2006 "هذه ليست حقيقة امكانيات لاعبي المنتخب التونسي لكننا أسعدنا التونسيين بالتأهل إلى كأس العالم". وبدأت تونس، التي كانت بحاجة للتعادل فقط من أجل التأهل، بضغط شديد أمام 60 ألف مشجع باستاد رادس وكادت أن تفتتح التسجيل مبكرا عندما أطلق صيام بن يوسف تسديدة بعد عرضية من وهبي الخزري تصدى لها نشنوش في الدقيقة الرابعة. وصنع المنتخب التونسي سلسلة من الفرص فسدد الخزري من مدى بعيد فوق العارضة في الدقيقة 12 قبل أن يهدر لاعب ستاد رين الفرنسي فرصة أخرى عندما سدد خارج المرمى من داخل منطقة الجزاء. وكانت أول محاولة ليبية على المرمى بعد ربع ساعة من البداية بتسديدة من مؤيد اللافي مرت بجوار المرمى. وهاجمت تونس بكل خطوطها في الدقائق الأخيرة في محاولة لانتزاع النقاط الثلاث أمام جماهيرها لكن دون جدوى. وتجنبت ليبيا احتلال المركز الأخير في المجموعة بالتعادل الذي رفع رصيدها إلى أربع نقاط مقابل ثلاث لغينيا. وخاضت ليبيا كل لقاءاتها المقررة على أرضها في ملاعب محايدة بسبب الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي (الفيفا) على اقامة مباريات دولية في البلاد بسبب الأوضاع الأمنية هناك. وقال حمدي النقاز الظهير الأيمن لتونس "واجهنا ضغطا كبيرا.. قدمنا مباراة جيدة لكن لم يحالفنا الحظ في التسجيل رغم الفرص العديدة التي أتيحت لنا". "المهم حققنا هدفنا بالتأهل وأسعدنا الشعب التونسي بالتأهل لكأس العالم". وأقبل التونسيون بحماسة كبيرة على متابعة المباراة الأخيرة لـ "نسور قرطاج" في التصفيات الافريقية، حيث امتلأت بعض المقاهي قبل نحو ساعتين من موعد المباراة التي أقيمت على ملعب رادس. وحضر المئات من الرجال والنساء في المقاهي، الا ان الأجواء الحماسية تراجعت تدريجيا خلال المباراة مع تقدم الوقت دون تسجيل أي هدف، وغادر العديد من المشجعين الأماكن العامة بصمت. وأبدى التونسيون فرحتهم ببلوغ منتخب بلادهم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا، على رغم ان الفرحة نغصها التعادل سلبا مع ضيفه وجاره المنتخب الليبي. وفي العديد من أحياء تونس، بدت مظاهر الاحتفال خجولة، بحسب ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس. واقتصرت المظاهر غالبا على إطلاق العنان لأبواق السيارات ورفع الأعلام. المغرب ارتقى المنتخب المغربي لقمة المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة، بعد الفوز على مضيفه كوت ديفوار السبت 2- صفر ليعود المغرب للظهور في العرس العالمي لأول مرة منذ 1998 وللمرة الخامسة في تاريخه بعد طول غياب، فقد سبق له وأن خاض البطولة في سنوات 1970، 1986، 1994 و1998. وافتتح المغرب التسجيل في الدقيقة 25 عن طريق نبيل ديرار وأضاف مهدي بنعطية الهدف الثاني في الدقيقة 30 ليصعب الأمور على ساحل العاج التي كانت بحاجة للفوز لتجاوز المنتخب المغربي إلى صدارة المجموعة. وأنهى المغرب التصفيات على قمة المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة من ست مباريات مقابل ثماني نقاط لساحل العاج ليضمن الظهور في النهائيات لأول مرة منذ مشاركته الأخيرة عام 1998 في فرنسا. وبدأ المنتخب المغربي اللقاء بشكل جيد لكن ساحل العاج كانت صاحبة أول فرصة عندما أطلق غيرفينيو تسديدة حادت قليلا عن المرمى. وتدخل منير المحمدي حارس المغرب ليمنع كرة ماكس غرادل العرضية من الوصول إلى المهاجم سيدو دومبيا في الدقيقة 20 قبل أن يأخذ فريق المدرب ايرفي رينار زمام المبادرة. وأرسل الظهير الأيمن ديرار تمريرة عرضية استقرت في الزاوية البعيدة لمرمى الحارس سيلفان غبوهو ليضع المغرب في المقدمة ثم ضاعف المدافع بنعطية التفوق عندما تفوق على رقيبه ليحول بقدمه ركلة ركنية نفذها مبارك بوصوفة إلى الشباك من مدى قريب بعد مرور نصف ساعة. وأثر الهدفان على معنويات ساحل العاج، التي يقودها مارك فيلموتس مدرب بلجيكا السابق، بعد أن بات أصحاب الأرض بحاجة لاحراز ثلاثة أهداف من أجل انعاش فرصهم في التأهل. لكن المغرب هو الذي اقترب من التسجيل مجددا فأبعد دفاع ساحل العاج محاولتين من بوصوفة وحكيم زياش كما حرم الحارس غبوهو مهاجم المغرب خالد بوطيب من هز الشباك في الشوط الثاني. طغت أجواء الاحتفالات على شوارع المدن المغربية بعد التأهل التاريخي، وتحولت شوارع المدن، لاسيما الرباط والدار البيضاء، الى ساحة من المد الأحمر، وسط ترداد شعار "ديما مغرب (دائما المغرب)"، وإطلاق العنان لأبواق السيارات والهتافات الاحتفالية ببلوغ المونديال الروسي المقرر انطلاقه في حزيران/يونيو المقبل. وفي الدار البيضاء، غصت الساحات الرئيسية بآلاف المشجعين المحتفلين بالفوز المنتظر، وتحولت الشوارع الرئيسية الى أرتال متواصلة من السيارات المتجهة نحو كورنيش المدينة، أحد أبرز معالم السهر في ليل المدينة الساحلية. وهنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس أعضاء المنتخب، وذلك في برقية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، اعتبر فيها ان المنتخب سجل "صفحة جديدة في سجل أمجاد كرة القدم الوطنية". ووصف الملك التأهل بـ "الإنجاز الرياضي الرائع، الذي أدخل الفرحة والسرور في نفوس المغاربة قاطبة"، مشيدا بـ"الأداء المتميز والروح الرياضية والتنافسية العالية للاعبي المنتخب الوطني". ولم تكن الأجواء الاحتفالية على مواقع التواصل الاجتماعي، مختلفة عن تلك التي شهدتها الشوارع المغربية. وانتشر على نطاق واسع وسم "#ديما_مغرب" على موقع "تويتر". مصر وفي الثامن من تشرين الأول/اكتوبر الماضي، حقق المنتخب المصري لكرة القدم انجازا طال انتظاره لنحو ثلاثة عقود، بضمان التأهل الى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990. وتأهل منتخب مصر لكرة القدم إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا للمرة الاولى منذ 1990 بعد فوزه على نظيره الكونغولي 2-1 على استاد برج العرب في الإسكندرية في الجولة الخامسة قبل الأخيرة. وتتصدر مصر المجموعة برصيد 12 نقطة، بفارق أربع نقاط عن أوغندا التي تعادلت السبت سلبا مع غانا (6 نقاط)، فيما توقف رصيد الكونغو عند نقطة واحدة. وفي مدينة السادس من أكتوبر غرب القاهرة امتلأت الشوارع بالجماهير الذين تابعوا المباراة في المقاهي يلوحون بأعلام مصر ويشعلون الألعاب النارية ويهتفون بأصوات غلب عليها بكاء الفرح "كأس العالم، كأس العالم" عقب انتهاء المباراة. وكادت قلوب المصريين أن تتوقف عندما سجل منتخب الكونغو لكرة القدم هدف التعادل ضد مصر في الدقائق الأخيرة من المباراة الحاسمة التي تطلبت فوز الفريق المصري ليضمن تأهله لكأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما. إلا أن حظ "الفراعنة" كان وافرا هذه المرة واستطاع نجم الفريق اللاعب محمد صلاح إحراز هدف الفوز قبل انتهاء المباراة بدقيقتين مما جعل ملايين المصريين يحتفلون في منازلهم وفي شوارع المحافظات المختلفة بالحدث الذي طال انتظاره وهو أن تلعب مصر في كأس العالم المقرر تنظيمها العام المقبل. وهنأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الفريق المصري عقب الفوز ونشر على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "أتوجه بالتحية والتقدير لرجال المنتخب الوطني على الأداء البطولي وتأهله إلى نهائيات كأس العالم". كما هنأت العديد من وزارات ومؤسسات الدولة المنتخب المصري على نجاحه في التأهل لكأس العالم مثل وزارة الداخلية والدفاع والخارجية. السعودية كانت السعودية في الخامس من أيلول/سبتمبر الماضي، أول المتأهلين العرب الى النهائيات، وذلك للمرة الخامسة في تاريخها والأولى منذ 2006، بعد فوزها على اليابان 1-صفر في الجولة الأخيرة من الدور الثالث الحاسم للتصفيات الآسيوية. وحلت السعودية برصيد 19 نقطة، ثانية خلف اليابان في المجموعة الآسيوية الثانية التي ضمت أيضا استراليا والامارات العربية المتحدة والعراق وتايلاند. وتمكنت المملكة العربية السعودية من تحقيق ست انتصارات من عشر مباريات، مقابل تعادل وثلاث خسارات. وتأهلت السعودية الى المونديال للمرة الأولى عام 1994 في الولايات المتحدة، وبلغت دور الـ 16. كما شاركت في كأس العالم 1998 (فرنسا)، و2002 (كوريا الجنوبية واليابان) و2006 (المانيا)، حيث خرجت في المرات الثلاث من الدور الأول. وعمت الاحتفالات أرض الملعب الممتلىء عن آخره. وأظهرت لقطات عرضت عبر القنوات التلفزيونية، الأمير محمد بن سلمان وهو يرفع شارة النصر مرفقة بابتسامة عريضة وتصفيق. وانتشر سريعا عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي وسم "#عدنا_للمونديال". وقالت رابطة دوري المحترفين "بعد 12 عاما من الغياب، منتخبنا السعودي يعود للتحليق في سماء المونديال للمرة الخامسة في تاريخه". وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم ماجد "عدنا لمقارعة الكبار، عدنا الى المكان الطبيعي لنا، عاد ممثل العرب الأول".

مشاركة :