الفزع والغضب يسيطران على سكان نيودلهي مع ارتفاع معدلات التلوث

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل تخطي مستويات التلوث المعدلات الآمنة، يفيض الكيل بسكان نيودلهي عندما يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع الهواء الخطر، حتى في الوقت الذي ينتظرون فيه أن تتخذ الحكومة إجراء ما.وليست لدى رئيس وزراء نيودلهي أرفيند كيجريوال، الذي وصف العاصمة بـ«غرفة الغاز» إجابات فورية. ولم يتم اتخاذ أي إجراءات ملموسة مع استمرار أزمة تلوث الهواء سوى إغلاق المدارس.وأحاطت بالمدينة ذات الـ19 مليون نسمة هالة من اليأس خلال الأيام الأخيرة، حيث يرتدي السكان أقنعة الوجه في الوقت الذي تحلق فيه غمامة من الدخان على الطرق والممرات.وتقول سونام شاوداري المدرسة التي لديها طفلان، وتعيش في جنوب دلهي: «الموقف خطير، الدخان كثيف للغاية بحيث تراه يدخل الغرفة. أطفالي في المنزل بعد إغلاق المدرسة وإلغاء تدريبات التنس. هم يبكون لأنني منعتهم من أداء أي نشاط في الخارج».وأضافت: «هم محبوسون في المنزل، مضطرون لمشاهدة التلفزيون، إنه حظر بأمر من التلوث».وقد أعلنت الرابطة الطبية الهندية حالة الطوارئ الصحية، محذرة المواطنين من الخروج. وسجل الأطباء زيادة في أعداد المرضى، خصوصاً الأطفال وكبار السن، الذين يعانون من مشكلات في التنفس.ويقول الطالب جورجوت سينغ: «كل صباح أستيقظ وأنا أشعر بالاختناق. أشعر بحرقان في الأعين إذا بقيت في الخارج لفترة طويلة».ويقوم الكثيرون بشراء منقيات هواء في المنازل، ولكن بسعر لا يقل عن 10 آلاف روبيه (153 دولاراً)، لا يستطيع السكان الأكثر فقراً في المدينة تحمل تكلفة شرائها.ويقول شامبهافي شوكلا من مركز العلوم والبيئة ومقره دلهي، إنه بالإضافة إلى حرق مخلفات المحاصيل في الولايات المجاورة، فإن الرطوبة وغياب الرياح القوية فوق دلهي أسفرا عن «حبس الملوثات» فوق المدينة، وسوف تستغرق عملية تطهير الهواء الخطر على الصحة عدة أيام.ووجه سكان دلهي انتقادات للمسؤولين والسياسيين الذين يبدو أنهم يغضون الطرف عما يطلقون عليه موقفاً طارئاً.وبحسب ما يقوله الأطباء، فإن مستويات التلوث في المناطق الأكثر تضرراً في دلهي تعادل تأثير استنشاق دخان 50 سيجارة يومياً.وربطت دراسة حديثة لصحيفة «لانست» الطبية بين التلوث و2.5 مليون حالة وفاة في الهند عام 2015، من بينها عشرات الآلاف في دلهي، المدينة الأكثر تلوثاً في الهند.وقالت شاوداري: «نحن نستنشق السم، بهذه المستويات نحن سوف نقتل أطفالنا. السلطات كانت على علم بأن الأزمة مقبلة، في ظل احتراق مخلفات المحاصيل خلال الأسابيع الماضية، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء. متى سوف يفيقون؟».ولم تعقد حكومة دلهي حتى الآن أي اجتماعات مع الولايات المجاورة، التي شهدت تحدي المزارعين لقرار أصدرته إحدى المحاكم بحظر حرق مخلفات المحاصيل، حيث يقولون إن معالجة وتخزين مخلفات المحاصيل سوف يمثل استنزافاً كبيراً للأموال والموارد.واتهمت رادهيكا كابور، مؤسسة حملة «ماي رايت تو بريز» (حقي في التنفس) حكومة كيجريوال، بانتهاك تعهدها بالعمل على تطهير دلهي من التلوث، الذي تعهدت به لوفد من الأطفال خلال سحابة الدخان التي طوقت المدينة لمدة أسبوع العام الماضي.وكانت الخطة تنص على تحسين وسائل النقل في المدينة، مع الحد من الازدحام المروري والانبعاثات الصناعية، بالإضافة إلى الحد من حرق القمامة والوقود، ما يسبب التلوث.وقالت كابور: «إنها بداية فصل الشتاء، حيث سوف نشهد كثيراً من مثل هذه الأيام التي يغطيها الدخان في ظل تصاعد وتيرة التلوث. إغلاق المدارس مجرد إجراء اعتيادي، هناك حاجة لاتخاذ خطوات سريعة وحاسمة لمنع حدوث مثل هذا الوضع».وأضافت: «جرت مناقشات كثيرة حول هذا الأمر، الآن حان الوقت لاتخاذ إجراء».وتعتقد كابور أنه يجب تطبيق الإجراءات العاجلة مثل منع كل أنشطة البناء ووقف تنظيف الطرق للحد من التلوث الناجم عن الغبار والتنفيذ الفوري للحد من عدد السيارات على الطرق، خلال أزمة التلوث الحالية.وتقول كابور إن خطة العمل التدريجية التي أطلقت أخيراً، والتي تصف الإجراءات بناء على حدة التلوث، لم تكن ذات أهمية كبيرة بعدما أصبحت المدينة غير صالحة لمعيشة الإنسان.وقال مركز العلوم والبيئة إن الإجراءات المؤقتة لن تفيد في الأيام التي تشهد مثل هذا السوء في نوعية الهواء، كما أن هناك حاجة لكي تتخذ القيادة السياسية «خطوات حاسمة فورية وطويلة المدى».وقالت المدير العام للمركز سونيتا ناراين، إنه يجب إجراء توسع شامل لوسائل النقل العام، من خلال تعزيز خدمات الحافلات وحظر أنواع الوقود التي تسبب التلوث وتغليظ العقوبات بحق من يقومون بحرق النفايات.ويقول ارفيند كوما، مدير معهد الصدر في مستشفى جانجارام بالإضافة لكونه من الناشطين في مجال المطالبة بهواء نظيف، إنه حان الوقت لكي يبدأ الهنود في المطالبة بهواء نظيف كحق أساسي.وأضاف: «للأسف في الهند، يستيقظ السياسيون عندما تصبح القضية انتخابية. على المواطنين أن يجعلوا التلوث والحق في الهواء النظيف قضايا انتخابية الآن». وأوضح: «كل الحديث حول تقدم الهند لتصبح قوة رائدة سوف يكون عديم الفائدة إذا كان نصف مواطني الهند يحملون أسطوانة أكسجين على ظهورهم».

مشاركة :