بعد الأنباء غير المشجعة التي تلقاها وول ستريت يوم الخميس الماضي حول خطة الإصلاحات الضريبية، ارتد تركيز المتداولين إلى البيانات الاقتصادية، وما تبقى من نتائج الشركات التي سترسم مسار المؤشرات خلال هذا الأسبوع.وكانت تفاصيل تتعلق بتنفيذ خطة الضريبة على الشركات الأمريكية والأفراد أضعفت حماس الأسواق بالكشف عن تنفيذها على مراحل ربما لا تبدأ قبل عام 2019، إضافة إلى التباين بين المسودة التي كشف عنها الجمهوريون في الكونجرس ورؤية البيت الأبيض، وهو ما سحب البساط من تحت الزخم الذي منحته الآمال المعلقة على الخطة وتسبب في تراجع الأسهم لأول مرة عن مسارها التصاعدي منذ تسعة أسابيع. إلا أن المحللين لا يرون في ذلك التراجع مؤشراً على تهديد بالركود وسط الدعم الذي توفره البيانات الاقتصادية القوية ونتائج الشركات المشجعة خاصة في قطاع التقنية. ويقول جو ديوران المحلل لدى شركة «يونايتد كابيتال»: «لا تزال المؤشرات على تعافي الاقتصاد الأمريكي تتمتع بوزن يكفي لمواجهة الإحباط الذي قد تتسبب به الخلافات السياسية حول خطة الضريبة، وهو ما كشف عنه صمود المؤشرات في آخر لحظة في تداولات الجمعة».ووسط البيئة المستجدة في واشنطن باتت ثقة المستثمرين عرضة للزعزعة عند أدنى هزة خاصة وأن موسم أرباح الشركات شارف على نهايته ما يعني أن المستثمرين لم يعد لديهم دوافع واضحة لشراء الأسهم. وما يطمئن الأسواق هو أن الارتداد الأخير في مؤشرات الأسهم جاء بعد مكاسب قوية طال أمدها وكان أول ارتداد منذ 370 يوماً في حين أن المعدل الاعتيادي هو ثلاث مرات في السنة.وكان أداء قطاع التقنية لافتاً منذ بداية العام حيث انتقلت أسهمه من صعود إلى صعود حتى أنه بات يشكل نسبة 24 % من أسهم مؤشر ستاندرد أند بورز 500. ومن هنا يخشى المحللون أن يرتد المستثمرون عن القطاع خشية تعرضه لتصحيح مفاجئ.وتثير ظاهرة تحليق الأسهم وتدني معدلات العائد على السندات بسبب الشكوك التي تحيط برفع أسعار الفائدة، مخاوف متزايدة حول استقرار أسواق الأوراق المالية رغم المهدئات التي تظهر في الجانب السياسي سواء لجهة تكليف جيرمي باول خلفاً لجانيت يلين في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أو التوافق على خطة الإصلاحات الضريبية في الكونجرس.ويترقب السوق هذا الأسبوع عدداً من التقارير الاقتصادية ذات التأثير المباشر في حركة الأسهم من بينها تقرير أسعار المنتجات غداً الثلاثاء وتقرير أسعار المستهلكين الأربعاء وكلاهما على صلة مباشرة بالوضع الاقتصادي وطمأنة المستثمرين على تعافي الاقتصاد في نهاية موسم الأرباح.كما يتلقى السوق تقرير مبيعات قطاع التجزئة وسط متابعة وتركيز بحثاً عما يستجد فيه في ظل اتساع نطاق تهديد التجارة الإلكترونية لشركاته وهيمنة أمازون على عدد من القطاعات التي كان آخرها دخولها قطاع توزيع المواد الصيدلانية.
مشاركة :