الذكاء الاصطناعي لمكافحة الجريمة «يخدش» الخصوصية!

  • 11/13/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تستعد الشرطة في ولاية ديلاوير الأميركية لتزويد سيارات دورياتها بكاميرات «ذكية» لرصد آليات تنقل فارّاً من العدالة أو طفلاً أو متقدّماً في السن مشوّش الذهن، لكنها تثير قلق الناشطين الحقوقيين من إساءة استغلال بياناتها. وسيسهم الذكاء الاصطناعي في تحليل تسجيلات الفيديو للتعرف إلى الآليات بلوحات التسجيل أو سمات أخرى، وسيزوّد عناصر الدورية «بعينين إضافيتين»، كما أفاد ديفيد هينوغوسا من شركة «كوبان تكنولوجيز» التي توفر هذه الأجهزة. وتابع: «إننا نساعد الشرطيين في إبقاء تركيزهم على عملهم»، معتبراً هذه التكنولوجيا بمثابة «كاميرات أمامية ذات عضلات». يندرج هذا البرنامج ضمن توجه متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي البصري لمكافحة الجريمة وتحسين السلامة العامة، لكنه يثير مخاوف ناشطي الحقوق المدنية والمدافعين عن الخصوصية الذين يخشون من إتاحة هذه التكنولوجيا أنشطة «تنميط» سرّية وسوء استغلال البيانات. وتستخدم شركة «ديب ساينس» الأميركية التكنولوجيا ذاتها لمساعدة متاجر البيع بالتجزئة في رصد أي محاولة سطو في شكل آني، عبر كشف وجود أسلحة أو مهاجمين مقنّعين. وتقود «ديب ساينس» مشاريع تجريبية مع عدد من متاجر التجزئة تجيز إطلاق صفارات الإنذار تلقائياً عند السطو أو الحرائق أو غيرها من الأخطار. وتوفر هذه التكنولوجيا مراقبة أكثر فعالية للأخطار بتكلفة أدنى من الحراس البشريين، كما أكد أحد الشركاء المؤسسين لـ «ديب ساينس» شون هافر، المهندس السابق لدى «وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة للدفاع» التي تتولى الأبحاث لمصلحة البنتاغون. وقال إن «المشكلة الشائعة تكمن في أن الحراس البشريين يصيبهم الملل». واستندت التحليلات التنبؤية حتى فترة ليست ببعيدة، إلى إدخال أرقام وبيانات أخرى لتأويل التوجهات. لكن الابتكارات المنجزة على مستوى التعرف البصري باتت حالياً مستخدمة لرصد أسلحة نارية أو آليات أو أفراد معيّنين لمساعدة قوى الأمن والأمن الخاص. يتولى سوراب جايين إدارة المنتجات في شركة «إنفيديا» لرسوم الكمبيوتر، التي تصنع الشرائح المتخصصة لهذا الغرض، وعقدت أخيراً مؤتمراً في واشنطن لشركائها في قطاع التكنولوجيا. أفاد جايين بأن التقنيات البصرية الحاسوبية ذاتها تُستخدم في السيارات الذاتية القيادة والطائرات بلا طيار وغيرها من الأنظمة الذاتية التشغيل، في سبيل التعرف على البيئة المحيطة وتأويلها. بين تلك الشركات، طوّرت شركة «إمبو كمبيوتر فيجن» في كاليفورنيا نظاماً للمراقبة معززاً بالذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه في المدارس والفنادق وغيرها، لتحليل تسجيل الفيديو وإجراء رصد آني لأي اقتحام أو تهديد، ثم إرسال إنذار إلى كمبيوتر حارس أمني أو هاتفه. لكن رئيس مركز المعلومات عن الخصوصية الإلكترونية، مارك روتنبرغ، اعتبر أن هذه التكنولوجيات تضاعف التهديد للخصوصية، وتتطلب تدقيقاً رقابياً لكيفية تخزين البيانات وتطبيقها. وقال إن «عدداً من هذه التقنيات قد يوفر المساعدة. لكن تصميم أنظمة لالتقاط الهوية وإصدار قرارات استناداً إلى بيانات شخصية، يثير إشكاليات هائلة على مستوى الخصوصية». وأوضح أن «هذا ما يطرح إشكاليات التنميط السرّي والانحياز والدقة في الموضوع». كما اعتبر روتنبرغ أن الاستعانة بأنظمة الذكاء الاصطناعي في العدالة الجنائية يتطلب تدقيقاً صارماً لضمان وجود الإجراءات الوقائية والشفافية القانونية والحقوق الإجرائية.

مشاركة :