تناول المزيد من الألياف بعد تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يرتبط بتراجع خطر الوفاة من هذا المرض”. وأضاف تشان في رسالة بالبريد الإلكتروني “يبدو أن ذلك لا علاقة له بكمية الألياف التي جرى تناولها قبل التشخيص”. وفحص تشان وزملاؤه بيانات 1575 بالغا مصابا بسرطان القولون، أكملوا استقصاء لأنظمتهم الغذائية عن كمية الألياف التي تناولوها. وتابع الباحثون حالة نصف المشاركين لثماني سنوات على الأقل توفي خلالها 773 شخصا بينهم 174 توفوا بسبب أورام القولون والمستقيم. وارتبطت أنظمة الغذاء الغنية بالألياف باحتمالات أقل للوفاة. وقال الباحثون في تقرير بدورية جاما لعلم الأورام إنه بالمقارنة مع أقل المشاركين تناولا للألياف فإن كل إضافة مقدارها خمسة غرامات من الألياف ترتبط باحتمالات أقل للوفاة نتيجة سرطان القولون والمستقيم بنسبة 22 في المئة كما ترتبط بتراجع احتمالات الوفاة بنسبة 14 في المئة نتيجة لأسباب أخرى. وبالنسبة إلى تغيير النظام الغذائي بعد تشخيص الإصابة بسرطان القولون والمستقيم توصلت الدراسة إلى أن زيادة الألياف ارتبطت أيضا بزيادة فرص الشفاء. ووجدت الدراسة أن إضافة خمسة غرامات من الألياف للنظام الغذائي بعد التشخيص ارتبطت أثناء الدراسة بتراجع احتمالات الوفاة بسرطان القولون بنسبة 18 في المئة. ويعتمد الأمر أيضا على طبيعة الألياف.الحبوب الكاملة تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، فضلا عن خطر تراجع نوعية البكتيريا في الأمعاء وقال تشان “يبدو أن الألياف الموجودة في الحبوب والأطعمة الغنية بالحبوب الكاملة ترتبط بتراجع خطر الوفاة بسبب سرطان القولون والمستقيم لأدنى حد”. وأفادت الدراسة بأن كل خمسة غرامات إضافية من الألياف الموجودة في الحبوب يتم تناولها يوميا لها علاقة بتراجع احتمال الوفاة بسرطان القولون بنسبة 33 في المئة، فيما كانت نسبة تراجع احتمال الوفاة نتيجة الأسباب الأخرى 22 في المئة. ولم تجد الدراسة صلة بين تناول الألياف الموجودة في الخضر وتراجع يذكر لاحتمال الوفاة بسرطان القولون ولكن كل خمسة غرامات إضافية يوميا من هذه الألياف ارتبطت بتراجع احتمالات الوفاة بشكل عام بنسبة 17 في المئة. ولم تكن هناك صلة بين ألياف الفاكهة وتقليل احتمالات الوفاة بالسرطان أو بأسباب أخرى. وقالت سامانثا هندرين الباحثة بجامعة ميشيغان -والتي لم تشارك في الدراسة- إن عامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان القولون هو تاريخ العائلة المرضي أو التاريخ الخاص بالمريض نفسه مثل إصابته بأورام حميدة أو خبيثة من قبل. وأضافت هندرين في رسالة بالبريد الإلكتروني “نمط الحياة أيضا يمكن أن يؤثر على احتمالات الإصابة… لكن النظام الغذائي مجرد عامل واحد من مخاطر نمط الحياة، فعدم التدخين والوزن الطبيعي وتناول الأسبرين كلها عوامل ترتبط بتراجع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم”. وإلى جانب تقليل احتمال الوفاة جراء سرطان القولون، يساعد استهلاك الكثير من الأغذية الغنية بالحبوب الكاملة، بشكل ملحوظ، في تخفيض خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب تحليلات شملت حوالي 10 دراسات. وصرح تشي صن، الأستاذ المحاضر في هارفرد والمشرف الرئيسي على هذه الأبحاث، “تعزز هذه النتائج التوصيات الغذائية الحالية التي تشدد على أهمية تناول 48 غراما على الأقل من هذه المواد الغذائية كل يوم لتتحسن الصحة بشكل مستدام ولتفادي الوفيات المبكرة”. وقد نشرت هذه الأبحاث في النسخة الإلكترونية من مجلة “سيركولايشن” التابعة للجمعية الأميركية لأمراض القلب.الألياف الموجودة في الحبوب أكثر فعالية وأظهرت تحديدا أن خطر الوفاة ينخفض بنسبة 22 بالمئة عند الأشخاص الذين يستهلكون 70 غراما من الحبوب الكاملة كل يوم، بالمقارنة مع الذين لا يستهلكون هذه الحبوب كثيرا أو بتاتا. ويتراجع خطر الوفاة الناجم عن أمراض القلب والأوعية الدموية خصوصا، بنسبة 23 بالمئة في مقابل 20 بالمئة للسرطان، وفق هذه البحوث. وشملت هذه التحليلات التي أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة هارفرد في بوسطن أكثر من 12 دراسة أجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا والبلدان الاسكندنافية بين 1970 و2010. وشارك فيها أكثر من 786 ألف شخص. وكانت دراسات سابقة قد بينت أن الحبوب الكاملة تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، فضلا عن خطر تراجع نوعية البكتيريا في الأمعاء. ولفت الباحثون إلى أن الحبوب الكاملة تحتوي على الكثير من المواد الحيوية النشطة المفيدة للصحة، كما أنها غنية بالألياف، ما يساعد على تخفيض إنتاج الكوليستيرول. ويوصي القيمون على هذه الأبحاث باستهلاك 16 غراما على الأقل من الحبوب الكاملة كل يوم وبتخفيف استهلاك النشويات. وينشأ سرطان القولون والمستقيم من أنسجة القولون الذي يعد الجزء الأطول من الأمعاء الغليظة، أو المستقيم وهو القسم الأخير من الأمعاء الغليظة قبل الشرج. وتنشأ معظم سرطانات القولون والمستقيم في الطبقة تحت المخاطية للأمعاء. وتشير دراسات إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن سرطان القولون والمستقيم شهد انخفاضًا على مدى الـ 15 سنة الماضية. كما نصحت دراسة فرنسية بضرورة إجراء الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم في سن الـ45، للحد من ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن المرض بين البالغين. وللوصول إلى نتائج الدراسة تابع الباحثون حالة 6027 شخصًا في فرنسا، ووجدوا زيادة بنسبة 400 بالمئة في الأورام الحميدة في أنسجة القولون، التي يمكن أن تتحول إلى أورام خبيثة إذا لم يتم علاجها لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و49 عامًا مقارنة بالمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و44 عامًا.
مشاركة :