واشنطن - بعد ايام على اطلاق الجيل الأحدث من هواتف ابل ايفون 10، بدأت عيوب الجهاز الأغلى بين اسلافه تتكشف تباعا. خط الموت الأخضر ونهاية الاسبوع الماضي بدأ المستخدمون في الحديث عن ما اطلقوا عليه "خط الموت الأخضر" في الجهاز. وكما تشير التسمية، ظهر في بعض الاجهزة خط أخضر في الجانب الأيمن على طول الشاشة. ونشر عدد من المستخدمين صور هواتفهم التي ظهر على شاشتها الخط الأخضر، في وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إنه لم يختف حتى مع إعادة تشغيل أجهزتهم أكثر من مرة. وعجت صفحة الدعم الفني لشركة أبل بعشرات الشكاوى التي تحدثت عن المشكلة ذاتها، والتي أعربنن عن خيبة أمل من عدم تلقي أي إجابات حتى الآن. وقال أحد مستخدمي آيفون اكس، الذي يعاني من هذه المشكلة، إنه استبدل هاتفه مجانا في أحد متاجر أبل، الأمر الذي جعل البعض يعتبر أن "خط الموت الأخضر" مشكلة لا يمكن إصلاحها. هشاشة الواجة الأمامية والسطح الخلفي والمشكلة تأتي بعد تقارير واختبارات أظهرت الجهاز على انه الاكثر هشاشة بين هواتف ايفون. وبين أن آيفون 10 سريع العطب عند أول اختبار، لا سيما وأن خاصية شحنه لا سلكياً دفعت الشركة الاميركية إلى جعل جانبي الهاتف من الزجاج. ولتأكيد تلك الفرضية عمد الموقع التقني "Cnet" إلى وضع الأيفون الحديث الولادة أمام اختبارين. وتبين ان مثل معظم هواتف آبل، يعتبر آيفون 10 سهل الخدش، إلا أن سطحه الزجاجي من الجانبين يجعله عرضة أكثر من الهواتف السابقة للخدش، وعلى مساحة أوسع. أما الاختبار الصادم، فكان حين تم إيقاع الهاتف من على علو 3 أقدام، وهنا كانت الكارثة. فقد تحطم الزجاج الأمامي للهاتف من الجهات الثلاث بدرجات متفاوتة، حتى إن الإطار المعدني تضرر في بعض الأماكن، وذلك من السقطة الأولى. وفي الرمية التالية تحطم الجانب الخلفي أيضاً للهاتف. عيوب في الشاشة وفيما تعتبر ابل شاشة الجهاز الجديد من طراز أو.إل.إي.دي أو صمام ثنائي عضوي باعث للضوء مفخرتها أفضل شاشة على الإطلاق بهاتف ذكي، اعرفت مؤخرا وبشكل استباقي بمعاناتها من عيب "احتراق الشاشة" (أو الصورة الشبحية). وكانت تقارير تحدثت عن العيب في هاتف غوغل الجديد بكسل 2 إكس الذي يستخدم ايضا شاشات أولِد، وتجنبا لتعرضها لشكاوى مماثلة، استبقت آبل الأمر بالإقرار بوجود مشكلة في شاشة آيفون إكس في ملف دعم يحمل عنوان "حول شاشة سوبر ريتينا على هاتفك آيفون إكس" قالت فيها: "إذا نظرت إلى شاشة أولِد بزاوية مائلة، فقد تلاحظ تحولات طفيفة في اللون ودرجة اللون (Hue). هذا من سمات أولد وهو سلوك عاد. ومع الاستخدام على المدى الطويل، يمكن لشاشات أولد أيضا أن تُظهر تغييرات بصرية طفيفة. هذا سلوك متوقع أيضا ويمكن أن يشمل استمرار ظهور الصورة أو احتراقه"، حيث تُظهر الشاشة بقايا باهتة من صورة حتى بعد ظهور صورة جديدة على الشاشة". ورغم أنه يمكن حل المشاكل السابقة من خلال برنامج معين (حيث يتوقع أن تطرح آبل تحديثا يحل هذه المسائل خلال الأسابيع القليلة المقبلة)، إلا أن الخصائص الفيزيائية لشاشة أولد في هاتف بكسل لا يمكن تغييرها بسهولة. وتواجه آبل الآن مشكلة مشابهة، ورغم أنها عايرت الشاشة من خلال تقنية "ترو تون" (True Tone) التي تغير توازن الألوان باستمرار استنادا إلى ظروف الإضاءة المحيطة، فإن الشاشة تعاني من فقدان الألوان الدقيقة عند النظر إليها من الجانب واحتمال احتراق (تشبح) الصورة على الشاشة. لا يطيق البرد ومشاكل ايفون اكس الذي رأى النور مع بداية زحف الشتاء تشمل برودة الطقس ايضا. واعلنت أبل مؤخرا انها تسعى لإصلاح عطل غريب نسبيا، في تحديثات نظام التشغيل التي ستطرح لاحقا لهاتفها الجديد بعد شكاوي بعض مستخدمي الهاتف من أنه يتوقف عن العمل في الطقس شديد البرودة، بمجرد خروجهم من منازلهم. وقال أحد المستخدمين على موقع "ريديت": "لاحظت أن شاشة هاتفي لا تتجاوب مع اللمس ما أن أخطو خطوة خارج المنزل. الأمر يستغرق ثانيتين بعد الخروج من البيت إلى الجو البارد حتى تتوقف الشاشة عن العمل". وقالت الشركة الأميركية في بيان "نحن على دراية بأن شاشة آيفون اكس تصبح غير حساسة للمس مؤقتا بعد تغير مفاجئ إلى بيئة باردة. بعد دقائق معدودة تعود الشاشة للعمل مجددا. هذا سيتم إصلاحه في تحديثات نظام التشغيل المقبلة". خداع نظام التعرف على الوجه ليس مستحيلا وامنيا لا يبدو الوضع افضل كثيرا، مع اكتشاف عيوب في نظام التعرف على الوجه الذي يعد المستجد الابر في ايفون الاحدث. ونشر باحثون في السلامة المعلوماتية يعملون ضمن شركة "Bkav" الأمنية الفيتنامية تقرير جديد توضح من خلاله تمكنها من خداع ميزة التعرف على الوجوه في الجهاز والتحايل عليها عبر قناع خاص، حيث تمكنت من تجاوز النظام باستعمال قناع من السيليكون لخداع تكنولوجيا المسح العميق وإطار مطبوع بشكل ثلاثي الأبعاد يستعمل الجلد المصنوع يدويا وصور ثنائية الأبعاد للعيون والفم. وينسف التقرير تفاخر ابل عند إعلانها عن هاتفها الجديد بدرجة حماية ميزة بصمة الوجه والأمان التي توفرها. وقالت الشركة ان الميزة لا يمكن خداعها حتى من قبل الأقنعة ذات الجودة الاحترافية التي توفرها هوليوود، كما ادعت آبل بأن معدل خطأ النظام يبلغ واحد في المليون في ظل الظروف العادية، ولكن يبدو أن لشركة الأمن الفيتنامية رأي آخر مغاير لهذه الفرضية. ونشرت الشركة مقطع فيديو للعملية، حيث يركز أسلوب شركة الأمن على خداع تقنية المسح العميق الخاص بـ"فايس اي دي". وقام الخبراء في البداية بتدريب جهاز آيفون 10 على وجه الشخص الحقيقي، ولم يجري إدخال أي خداع او غش إلى العملية، قبل إنشاء القناع من قبل طابعة ثلاثية الأبعاد لطبع نموذج الوجه ومن ثم استعمال مواد جلدية خاصة بحيث يمكن للميزة التعرف عليها. وتم الجمع بين عملية الطباعة ثلاثية الأبعاد وماكياج الوجه والصور ثنائية الأبعاد جنبا إلى جنب مع بعض العمليات الخاصة على الخدين وحول الوجه حيث توجد مناطق جلدية كبيرة، وذلك في سبيل خداع الذكاء الصناعي الخاص بالتقنية. لكن الاكيد رغم نقاط الضعف في تقنية التعرف على الوجوه انها تبقى آمنة جدا للمستخدمين العاديين خصوصا مقارنة بخاصية مسح البصمات، اذ استغرق صنع القناع خمسة ايام من الخبراء ما يعني ان التقنية قد تطرح هواجس امنية فقط بالنسبة للمشاهير والسياسيين. يأتي آيفون تن بعد عشر سنوات من طرح النسخة الأولى من الآيفون، ذلك المنتج الذي قاد صعود أبل لتصبح أكبر شركة تكنولوجيا في العالم بقيمة سوقية بلغت 862 مليار دولار.
مشاركة :