دربندخان (العراق) (أ ف ب) - غداة ليلة صعبة عاشها الشمال العراقي، استيقظ أهالي قضاء دربندخان في إقليم كردستان العراق قرب الحدود الإيرانية صباح الاثنين تحت تأثير صدمة جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنطقة بفعل الزلزال الذي وقع مساء الأحد. وأسفر الزلزال القوي عن مقتل 328 شخصا في ايران وثمانية آخرين في العراق. ليل الأحد الاثنين، استخرجت أربع جثث بينهم امرأة وطفل، من تحت الانقاض في هذه المدينة، يشكلون نصف عدد الضحايا العراقيين الثمانية الذين قضوا جراء الزلزال الذي ضرب محافظة السليمانية في شمال البلاد حيث يقع قضاء دربندخان. ولا يزال التهديد قائما، بحسب ما يؤكد سكان البلدة الذين يعيشون حالة هلع ويخشون وقوع هزات ارتدادية، إضافة إلى مخاطر ناجمة عن تعرض سد دربندخان الواقع على نهر ديالى إلى شقوق بفعل الزلزال. تجمع كثيرون حول ركام منازل دمرت بالكامل وجدران مبان أخرى تعرضت لدمار جزئي إثر الزلزال الذي بلغت قوته 7,3. قضى نزار عبد الله ليلته مع جيرانه يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنازل مجاورة. فالبيوت ذات الطابقين التي كان قبل يوم قائمة، أصبحت أكواما من الركام الاسمنتي. يقول عبد الله (34 عاما)، وهو من القومية الكردية، لوكالة فرانس برس "كان هناك ثمانية أشخاص في الداخل"، مشيرا إلى أن بعض أفراد العائلة تمكنوا من الهرب في الوقت المناسب، لكن "تم إجلاء الأم وأحد الأطفال من تحت الأنقاض ميتين، من قبل الجيران وأفراد من الدفاع المدني". ووفقا لمصادر رسمية، فقد قتل ما مجموعه ثمانية أشخاص، أربعة منهم في قضاء دربندخان وثلاثة آخرون في مناطق أخرى من محافظة السليمانية ذات الطبيعة الجبلية التي تبعد أنحو 150 كيلومترا شمال بغداد. أما الشخص الثامن، فقد قتل في محافظة ديالى الواقعة إلى جنوب السليمانية، بحسب السلطات. ويقول مسؤول محلي في دربندخان لفرانس برس "لم نر شيئا مماثلا منذ قرن على الأقل". يستذكر لقمان حسين (30 عاما) كيف بدأت الأرض تهتز تحته، عند الساعة 21:18 (18:18 ت غ) من مساء الأحد لحظة وقوع الزلزال، بحسب ما أفاد المرصد الجيولوجي الأميركي الذي أشار إلى عمق الزلزال يقدر بنحو 25 كيلومترا. يقول حسين لفرانس برس إن "الكهرباء انقطعت فجأة. شعرت بهزة عنيفة وخرجت فورا مع أفراد عائلتي من المنزل". -مخاوف من انهيار السد- ورغم أن عبد الله عاد إلى منزله في وقت لاحق، يذكر أكرم والي (50 عاما) أن "عائلات كثيرة تركت منازلها ولجأت إلى منازل أقرباء لها خارج دربندخان". فخلال الليل، حذرت سلطات إقليم كردستان العراق السكان من مخاوف تعرض سد القضاء إلى تصدعات، ودعت سكان الجزء الجنوبي إلى مغادرة مناطقهم. لكن حتى الآن، لا يزال السد صامدا ولم يسجل وقوع أي أضرار بليغة في بنيته، وفق ما يؤكد مسؤولون في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة. ورغم ذلك، يرفض طه محمد (65 عاما) المغادرة، وظل واقفا بلباسه الكردي التقليدي يراقب أطلال منزله الذي سوي بالأرض. يقول محمد "خرجنا جميعا مهرولين، ولم يصب أحد من أفراد عائلتي بأذى"، لكن ماديا خسر الرجل كل شيء. من جهته، يشير جاره ياسين قاسم الذي تعرض منزله لأضرار كبيرة إلى أن "على الحكومة العراقية مساعدة المتضررين، نحن أكراد صحيح، لكننا عراقيون أيضا". وتشهد العلاقات بين بغداد وإقليم كردستان توترا حادا منذ تنظيم أربيل استفتاء على الاستقلال في 25 أيلول/سبتمبر الماضي. في هذا الصدد، أرسلت تركيا المجاورة شمالا، حيث شعر السكان أيضا بالزلزال طائرة تحمل مساعدات إنسانية وطبية إلى السليمانية. وقال المتحدث باسم الحكومة التركية إن أنقرة أرسلت "ألف خيمة وأربعة آلاف بطانية، بينما أرسل الهلال الأحمر التركي ثلاثة آلاف خيمة وثلاثة آلاف بطانية". ورغم أن الزلزال ضرب العراق، فإن إيران المجاورة هي التي سجلت النسبة الأعلى من الضحايا، حيث أعلنت السلطات صباح الاثنين حصيلة جديدة بمقتل 328 شخصا وإصابة 2530 آخرين بجروح.شوان محمد © 2017 AFP
مشاركة :