رفض أكاديمي سعودي مقولة "زمن الرواية"، مشددا على أهمية الشعر وبقائه "ديوان العرب"، مشيرا إلى أن الشعر كقيمة تراثية التصقت بنشأة وتكوين الإنسان العربي، فهو مذكرة العرب التراثية ومرجعيتهم الثقافية والإيديولوجية والاجتماعية. وشدد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور هاجد الحربي، على أن إشكالية الشعر تكمن في أنه أسير تراكم تراثي كبير لم يستطع الانعتاق منه ليواكب متغيرات العصر ومستجدات الحياة المعاصرة، مرتئيا أن الشعر يحتاج إلى تشكيل آخر وقوالب جديدة وربما نقلة نوعية ليواكب العصر. جاء ذلك أمس خلال ندوة "النادي في خدمة الإبداع والنقد"، في ختام احتفال نادي الرياض الأدبي بمرور أربعين عاما على إنشائه. واتجه هاجد إلى الواقع الآني للشعر عبر ورقة عمل سلط فيها الضوء على اهتمام النادي بالشعر. وأكد أن نادي الرياض الأدبي ينشر الدواوين ويقيم الأمسيات ويحتفي بالمواهب، مختلفا مع الواقع المعاصر والموجة العابرة، واعيا بالقيمة الحقيقية لفن العرب الأصيل، مؤكدا على بقائها وعودتها، عادا ما يحدث في واقعها الآني ليس إلا مرحلة ركود عابرة ستهيئ – بمشيئة الله - إلى مرحلة قادمة قد تكون أكثر قوة وحضورا، معبرا عن شكره الجزيل للنادي على هذا الوقفة الأدبية البصيرة. بعدها استعرض المسرحي نايف البقمي جهود النادي خلال الأربعين عاما، موضحا أنه شهد العديد من الفعاليات والأنشطة المسرحية، كان من بينها عرض مسرحية النص والإنتاج لسليمان الحماد، ومسرحية الأدوار الثانوية ومسرحية الأجراس ومسرحية استراحة العيال ومسرحية الأطفال وجبة سريعة ومحاكمة شكسبير وهاملت. وعبر البقمي عن شكره للنادي على ما تحمله من جهد في سبيل خدمة العروض المسرحية التي كانت عبارة عن مبادرات شخصية عمل النادي على تحقيقها واستضافتها. كما عرج على المطبوعات، منها المسرح السعودي لنبيل عظمة عام 1409 وغيرها من المطبوعات، مشيرا إلى أهمية الاهتمام بالكتاب المسرحي وترجمة بعض الكتب المسرحية، مستعرضا النشاط المنبري الذي يقدم عدة نشاطات منبرية خاصة بالمسرح وقدمت العديد من المسرحيين. كما تحدث الدكتور محمد القسومي في ورقة عمل عن جهود النادي الأدبي بالرياض في خدمة النقد الأدبي، لافتا النظر إلى أن النادي يهدف إلى نشر الأدب والثقافة بين أعضائه ونشر الوعي بين الجماهير، وله أن يتخذ جميع الوسائل لتحقيق هذه الأهداف وفق العقيدة الإسلامية. وسلط الضوء على تلك الجهود التي تمثلت في عقد الندوات والمحاضرات ودعوة مشاهير الكتاب والأدباء والقصصيين وعقد حلقات للبحث والمناقشة في هذه المجالات وإصدار نشرة دورية تحوي روائع الأدب والثقافة النوعية وتنظيم المناظرات ودراسة الكتب الأدبية والثقافية وإجراء البحوث والتأليف في الأدب والثقافة وطبع الكتب المتميزة ؛ مما يساعد على دفع عجلة الثقافة في بلادنا، ومما يشجع الأدباء الناشئين على مواصلة إنتاجهم وإجادته، فضلا عن النشاط المنبري الذي عني به النادي، مؤكدا أن من يطلع على أنشطة النادي الأدبي بالرياض؛ يؤمن بأثر المؤسسة الثقافية في تشكيل ثقافة الأجيال. وفي ختام الندوة التي أدارها الإعلامي محمد عابس، فتح باب الأسئلة والمداخلات للحضور، ثم كرم رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الحيدري، المشاركين في الندوة. يذكر أن افتتاح فعاليات الاحتفاء بأربعينية النادي الثلاثاء الماضي، برعاية أمير مطنقة الرياض، شهدت تكريم جميع رؤساء النادي السابقين وهم، عبد الله بن خميس، وأبوعبدالرحمن الظاهري، وعبدالله بن إدريس، والدكتور محمد الربيع، والدكتور سعد البازعي والدكتور عبدالله الوشمي.
مشاركة :