«هدنة» بين «داعش» والمعارضة جنوب دمشق واعتبار الأسد العدو الأساسي

  • 9/13/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

توصل تنظيم دولة البغدادي ومقاتلون سوريون معارضون، الى اتفاق لوقف اطلاق النار بينهما في حي الحجر الاسود في جنوب دمشق، واعتبار النظام "العدو الاساسي"، في وقت ارتفعت حصيلة الغارات التي شنها الطيران الحربي على مدينة دوما الى 42 قتيلا بينهم سبعة اطفال. والاتفاق هو الاول من نوعه منذ توسيع التنظيم المعروف بـ"داعش" سيطرته على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها خلال الاشهر الماضية، علما انه يخوض منذ يناير معارك عنيفة ضد تشكيلات من مقاتلي المعارضة في مناطق واسعة من البلاد. وتمكن المقاتلون المعارضون لنظام بشار الاسد خلال يوليو من طرد عناصر التنظيم من بلدات في محيط العاصمة، وانتقل الجهاديون بعدها الى احياء في جنوب دمشق لا سيما منها الحجر الاسود حيث يحظون بوجود "قوي"، بحسب المرصد. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة فإن "اتفاقا تم في منطقة الحجر الاسود في جنوب دمشق، بين تنظيم داعش ومقاتلي الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في المنطقة"، وانه دخل حيز التنفيذ الخميس. ويشمل الاتفاق "وقف اطلاق النار بين الطرفين المتنازعين حتى ايجاد حل للأزمة الحاصلة، وعدم اعتداء اي طرف على الآخر أبدا"، واعتبار "العدو الاساسي لكل الاطراف هو النظام النصيري الرافضي"، بحسب المرصد. ومنذ انسحاب "دولة البغدادي"، دارت معارك متفرقة مع مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون عليه، بحسب المرصد الذي اشار الى ان الحي يتعرض في بعض الاحيان لقصف مدفعي متقطع من قوات النظام. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان الاتفاق "هو الاول منذ بسط دولة البغدادي سيطرتها على مناطق واسعة في شمال سوريا وشرقها" بدءا من يونيو، مشيرا الى انه "غالبا ما كانت تحصل اتفاقات محدودة او مصالحات لوقف اشتباكات في مناطق مختلفة، الا انها المرة الاولى يحصل اتفاق يحتفظ خلاله الطرفان بتواجده وسلاحه". ويشمل الاتفاق "التزام عناصر الطرفين في المنطقة التي يقف عليها وتحديد الدخول والخروج"، وعدم اعتقال اي شخص "الا بعد الرجوع الى قيادته او الهيئة الشرعية المعترف عليها". كما يتضمن الاتفاق "رد جميع المظالم والحقوق للناس عسكريين ومدنيين"، و"عدم تكفير الناس مدنيين كانوا أم عسكريين". وتخوض تشكيلات من المعارضة المسلحة معارك ضد التنظيم الذي يتهمه المعارضون بتطبيقه المتشدد للشريعة، واقدامه على قتل وخطف معارضيه. ويسيطر التنظيم بشكل كامل على محافظة الرقة، وغالبية محافظة دير الزور، بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة وقوات النظام. كما يسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فجر الخميس عزمه شن حملة "بلا هوادة" ضد التنظيم، تشمل توسيع الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات اميركية ضده في العراق منذ الثامن من اغسطس، وشن غارات مماثلة في سوريا، ودعم المعارضة السورية "المعتدلة" في مواجهته. 42 قتيلا من جهة اخرى، ارتفعت حصيلة الغارات التي شنها الطيران الحربي الخميس على مدينة دوما شمال شرق دمشق الى 42 قتيلا بينهم سبعة اطفال، بحسب ما افاد المرصد السوري الجمعة. وقال المرصد "ارتفع إلى 42 هم سبعة اطفال وسيدتان و25 رجلاً، وثماني جثث مجهولة الهوية، عدد الشهداء الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهادهم، جراء تنفيذ طائرات النظام الحربية غارات عدة استهدفت مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية الخميس". وكان المرصد افاد في حصيلة غير نهائية مساء الخميس، عن سقوط 17 قتيلا على الاقل بينهم اربعة اطفال، في القصف على المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان مقاتلين معارضين هم من بين القتلى، دون تحديد عددهم. واشار المرصد الى ان الغارات التي بلغ عددها ست، ادت الى اصابة "عدد كبير" من الاشخاص بجروح بعضها بالغ. وبث ناشطون معارضون اشرطة مصورة على موقع "يوتيوب" الالكتروني، قالوا انها لآثار القصف الجوي على المدينة الواقعة على مسافة 15 كلم شمال شرق دمشق. وتظهر اللقطات اشخاصا يقومون بنقل جثة متفحمة على الاقل محمولة في كيس أزرق اللون، ويحملونها على متن شاحنة صغيرة من نوع "بيك أب" بيضاء اللون. كما يقوم شخص بكشف جثة مدماه موضوعة على الارض، مغطاة بغطاء رمادي اللون، وسط حالة من الهلع واندلاع النيران في الطبقات السفلى للمباني، في حين يعمل رجال إطفاء على اخمادها. وتتعرض المدينة بشكل دوري لغارات من الطيران السوري، غالبا ما يؤدي الى سقوط عدد من القتلى. وادت غارتان جويتان الثلاثاء الى مقتل 25 شخصا بينهم عشرة اطفال وخمس نساء، بحسب المرصد. واعتبر المرصد "المجتمع الدولي شريكاً أساسياً للنظام السوري في هذه المجازر، التي ترتكب بدم بارد بحق أبناء الشعب السوري، لأن هذا المجتمع لم يعمل بشكل جدي (...) لوقف القتل المستمر في سوريا". وفي ريف ادلب قتل تسعة مدنيين صباح الجمعة، جراء قصف جوي على بلدة ترملا ومدينة سراقب، وبحسب وكالة "سمارت" استهدف الطيران الحربي بلدة ترملا، ما أوقع سبعة قتلى، كما قتل مدنيان وجرح خمسة آخرون في غارة جوية على سراقب. وطال قصف جوي مدينة كفرنبل، ما أوقع ستة جرحى، كما استهدف الطيران الحربي قرية أم الصير، وسط قصف مدفعي على بلدة كورين من معسكري القرميد والمسطومة. كما قتل أربعة مدنيين وجرح سبعة آخرون امس جراء غارة جوية استهدفت قرية لطمين في ريف حماة الشمالي، والقى الطيران الحربي على قرية لطمين الصواريخ الفراغية، ما أدى لمقتل أفراد أسرة كاملة، رجل وزوجته وطفلاهما، وجرح سبعة آخرين. كذلك شن الطيران الحربي أربع غارات على مدينة كفرزيتا القريبة، بالتزامن مع خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما خلف أضرارا مادية. وألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على منطقة الزوار، دون وقوع إصابات، كما طال قصف مدفعي لقوات النظام أطراف قرية العوينة، من حاجز تل صلبا. وفي المقابل، ردت كتائب من غرفة عمليات "غزوة بدر الشام الكبرى" بقصف مواقع قوات النظام في قرية سلحب.

مشاركة :