قال علماء، أمس، إن انبعاثات الكربون العالمية ستسجل ارتفاعا جديدا هذا العام بنسبة اثنين في المائة، مما يوجه ضربة للآمال في عدم تخطي الانبعاثات الذروة التي بلغتها بالفعل.وقال العلماء إن مستويات انبعاثات الكربون كانت مستقرة تقريبا بين عامي 2014 و2016، لكنها سترتفع هذا العام فيما يعود بالأساس إلى زيادة الانبعاثات في الصين بعد تراجع لعامين.وكشف العلماء عن هذه النتائج خلال مفاوضات بين ممثلي مائتي دولة في ألمانيا بشأن تفاصيل «اتفاقية باريس للمناخ» المبرمة في 2015.وتمثل النتائج خطوة للوراء في طريق تحقيق الهدف العالمي المتمثل في كبح الانبعاثات لتجنب مزيد من الأمطار الغزيرة والموجات الحارة والارتفاع في منسوب البحار.وجاء في النتائج التي توصل إليها «مشروع الكربون العالمي»، ونقلتها وكالة «رويترز» للأنباء، أمس، الذي يضم 76 عالما من 15 دولة: «لم يكن الارتفاع المسجل العام الماضي ذروة الانبعاثات».وأفادت النتائج بأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الوقود الأحفوري والنشاط الصناعي، وهما المصدران الأساسيان للغازات المسببة للاحتباس الحراري، في طريقها لتسجيل زيادة اثنين في المائة في 2017 مقارنة مع 2016 لتبلغ ارتفاعا قياسيا عند نحو 37 مليار طن.وقال غلين بيترز، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة من «مركز أبحاث المناخ العالمي» في أوسلو، إن الانبعاثات في الصين ستسجل ارتفاعا قدره 3.5 في المائة بسبب زيادة الطلب على الفحم مع نمو اقتصادي أقوى.والصين مصدر 30 في المائة من الانبعاثات على مستوى العالم، وتأتي في المركز الأول، وتليها الولايات المتحدة.وستسجل الانبعاثات في الولايات المتحدة تراجعا نسبته 0.4 في المائة في 2017، وهو تراجع ضئيل مقارنة بالأعوام الأخيرة، ويتسبب فيها أيضا حرق مزيد من الفحم.وقال بيترز للوكالة ذاتها إن الاتجاه المتزايد لاستخدام الفحم يرتبط بارتفاع سعر الغاز الطبيعي الذي جعل استخدام الفحم أرخص في محطات توليد الكهرباء، وليس بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المؤيدة لاستخدام الفحم. ويعتزم ترمب الانسحاب من «اتفاقية باريس».وقال بيترز إنه على مستوى العالم «فإننا على الأرجح نسير في اتجاه تصاعدي للانبعاثات خلال السنوات المقبلة بدلا من الحفاظ على مستوياتها أو تقليلها». وأرجع بيترز ذلك إلى نمو أقوى في الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم.
مشاركة :