ياسمين إبراهيم أدرك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة منذ طفولته قيمة الثقافة والكتاب، فشيد إمارة للمعرفة، باتت بعد أكثر من أربعة عقود من العمل والجهد عاصمة عالمية للكتاب، يتوافد إليها كبار المثقفين والمؤلفين والمفكرين والناشرين وتقود برؤاها مشروع الثقافة العربية لتشرع نوافذ الحوار الإنساني مع العالم، وتكرّس مفاهيم أصيلة للتواصل والمحبة والسلام.تنكشف فصول حكاية الشارقة الحاصلة على لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام ٢٠١٩ بالوقوف عند تاريخ طويل ومستمر من العمل كرّس فيه صاحب السمو حاكم الشارقة سلسلة من المشاريع والمبادرات والبرامج التي ظلت تتنامى وترسم ملامح إمارة الكتاب عاماً تلو آخر، والتي يسرد كل فصل من فصولها حكاية مشروع ثقافي ظل الكتاب بطلها الذي يؤكد أنه إناء المعرفة الأزلي وحجر بنيان الحضارات الصلب.تتجلى صورة الشارقة الثقافية بالوقوف عند مشاريعها السباقة وبرامجها الرائدة، فمنذ اليوم الذي افتتح فيه صاحب السمو حاكم الشارقة الدورة الأولى من معرض الشارقة الدولي للكتاب عام ١٩٨٢، أعلن رهانه على المعرفة، وظل العمل يتواصل على مدار خمسة وثلاثين عاماً، حتى بات المعرض اليوم ثالث أكبر معرض كتاب في العالم.ويكفي المتابع لسيرة الشارقة مع الكتاب المقارنة بين الدورة الأولى لمعرض كتابها ودورته الأخيرة حيث تحول المعرض من خيمة يجتمع فيها بعض الناشرين العرب وقلة من القراء آنذاك إلى مهرجان معرفي يقود المشهد الثقافي العربي ويجمع سنوياً أكثر من مليوني زائر يتوافدون إليه من مختلف أنحاء دولة الإمارات والبلدان المجاورة.وإلى جانب معرض الكتاب وحضوره البارز في الحياة الثقافية تنتشر في إمارة الشارقة اليوم سبع مكتبات عامة تقدم لروادها صنوف المعرفة وألوان الكتب، موفرة لهم البيئة المثالية لبداية رحلتهم مع عالم القراءة الممتع والمفيد من خلال ٦٠٠ ألف وعاء معرفي، تشمل الكتب والدوريات والوثائق والأفلام والمخطوطات والمجلدات وغيرها من المصادر المعرفية باللغتين العربية والإنجليزية ولغات أخرى عديدة.واستناداً إلى هذا التاريخ الحافل بالإنجازات تمكنت الشارقة من الحصول على ثقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) بمنحها لقب «العاصمة العالمية للكتاب لعام ٢٠١٩» بفضل الجهود التي بذلتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين.إن معرض الشارقة الدولي للكتاب درة المعارض وثالثها على مستوى العالم، ولم يتوقف طوال ٣٦ عاماً عن استحداث المبادرات وتوسيع مساحات عرض دور النشر المشاركة واستقطاب الأسماء الإبداعية العربية والأجنبية وتعميق رؤيته ليتحول من معرض سنوي للكتاب إلى مشروع ثقافي متكامل يجعل الشارقة والإمارات مركزاً للفعل المعرفي والثقافي في المنطقة والعالم.
مشاركة :