أعلنت منظمة العفو الدولية الاثنين أن حصار النظام السوري للسكان المدنيين قبل التوصل إلى اتفاقات "مصالحة" مع المعارضة يشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وفي تقرير حمل عنوان "نرحل أو نموت"، حللت المنظمة أربعة اتفاقات محلية تقول المنظمة الحقوقية إنه قد سبقتها عمليات حصار غير مشروعة وقصف بهدف إجبار المدنيين على ترك منازلهم. وقال التقرير: "عمليات الحصار والقتل غير المشروع والترحيل القسري من قبل قوات النظام هي جزء من هجوم ممنهج وواسع النطاق على السكان المدنيين، وبالتالي فإنها تشكل جرائم ضد الإنسانية". وجاءت اتفاقات المصالحة التي عقدت بين أغسطس 2016 ومارس 2017 بعد عمليات حصار دامت لوقت طويل هاجمت خلالها القوات الحكومية وأيضاً قوات المعارضة المدنيين بدون تمييز. وأورد التقرير أن "الحكومة السورية، وبدرجة أقل جماعات المعارضة المسلحة فرضت حصاراً على مناطق مكتظة سكنياً وحرمت المدنيين من الطعام والدواء وحاجات أساسية أخرى في انتهاك للقانون الإنساني الدولي".وقالت المنظمة الحقوقية إنها اعتمدت في بحثها على الصور عبر الأقمار الصناعية وتسجيلات الفيديو، إلى جانب مقابلات مع 134 شخصاً منهم سكان ومسؤولون في الأمم المتحدة بين أبريل وسبتمبر هذا العام. وناشدت إحالة القضية في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية وطلب حق دخول غير مشروط لهؤلاء الذين يحققون في انتهاكات حقوق الإنسان.في هذه الأثناء، قال زعماء عشائر وسكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال آخر معاقلهم في سورية بعد أن نصبوا كمائن لفصائل مدعومة من إيران، كانت أعلنت الأربعاء الماضي سيطرتها على المدينة، وكبدوها خسائر فادحة مما أجبرها على الانسحاب. وذكر المرصد وسكان أن طائرات يُعتقد أنها روسية كثفت الأحد قصفها لمدينة البوكمال وضواحيها لليوم الثالث مع سقوط ما لا يقل عن 50 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال قتلى منذ الجمعة. وأضاف المرصد إنه رداً على خسائرها قامت الفصائل الإيرانية التي اضطرت للانسحاب بقصف قرى شرقي المدينة كانت مئات الأسر الفارة من البوكمال قد وجدت ملجأً مؤقتاً فيها. وقال خبراء عسكريون وشخصيات من المعارضة السورية إن تصعيد سياسة "الأرض المحروقة" في المحافظة بالغارات الجوية والقصف في الأشهر الأخيرة لضمان انتصار عسكري سريع بأي ثمن. من جهة أخرى، أفادت مصادر في المعارضة السورية بسقوط قتلى وجرحى من قوات النظام جراء تفجير مجموعة من الانتحاريين أنفسهم داخل مطار دير الزور العسكري شرق سورية فجر الاثنين. وقالت المصادر إن مجموعة من الانتحاريين يرجح أنهم من عناصر تنظيم داعش تسللوا إلى المطار، وفجروا أنفسهم داخل المطار، وأوقعوا قتلى وجرحى بين عناصر قوات النظام لم يعرف عددهم، ولكن سيارات الإسعاف التي انطلقت من المدينة باتجاه المطار تشير إلى عدد كبير من القتلى والجرحى.
مشاركة :