مظاهر الحياة الطبيعية تعود إلى شوارع القاهرة

  • 8/27/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اعادت معظم محال القاهرة فتح ابوابها الاثنين ودبت الحركة مجددا في شوارع العاصمة المصرية خلال النهار لتستعيد قسما كبيرا من حيويتها المعروفة، مع بداية هذا الاسبوع الذي شهد تراجعا كبيرا في احداث العنف. وفيما كانت تنتظر سيارة اجرة في ميدان التحرير الذي اعادت السلطات فتحه بشكل طبيعي، قالت الموظفة فاتن الجندي لفرانس برس "الامور افضل بكثير، المواصلات عادت طبيعية، واشعر بقدر اكبر من الامان". وقالت فاتن، وهي ام لبنتين وولد "غبت عن عملي لاسبوع خوفا من احداث العنف. كذلك منعت ابنائي من النزول الى الشارع". ولم تشهد القاهرة احداث عنف منذ ان فض الامن المصري اعتصاما صغيرا للاسلاميين في مسجد الفتح في قلب القاهرة في السابع عشر من اغسطس الحالي، لكن الحركة بقيت خفيفة في الشوارع منذ ذلك الحين. وفشلت الى حد كبير تظاهرات نظمها الاسلاميون يوم الجمعة الفائت واقتصرت على بضعة الاف من المتظاهرين فقط. وهو ما تلاه شعور عام بالامان لدى قطاع كبير من المواطنين. وقالت الموظفة ايمان عبد العزيز وهي تشير لباص صغير ممتلىء عن اخره بالركاب "اشعر بالامان كلما اعتقل الجيش قادة الاخوان. اشعر ان العنف سيقل باعتقالهم"، في اشارة منها لاعتقال السلطات المصرية لعدد كبير من جماعة الاخوان المسلمين خلال الايام الماضية بينهم المرشد العام محمد بديع. واغلقت معظم مطاعم القاهرة ومتاجرها ابوابها حتى الاسبوع الفائت تفاديا لاحداث العنف التي خلفت اكثر من الف قتيل عبر البلاد منذ فض اعتصامات الاسلاميين قبل اكثر من اسبوعين. ومنذ الاحد، عاد الزحام المروري المعهود الى القاهرة، واصطفت مئات السيارات والحافلات امام اشارات المرور في مشهد غاب عن الشارع المصري منذ ما قبل 30 حزيران/يونيو الماضي، حين بدات شرارة الاحداث الاخيرة بنزول ملايين المصريين الى الشوارع وهو ما ادى بالنهاية لعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي. وقلت اعداد الاليات العسكرية في الشوارع الرئيسية، فيما بقيت التعزيزات الامنية بكثافة في محيط المنشات الحيوية والامنية. وعادت اللجان المرورية الى الشارع المصري مرة اخرى بشكل طبيعي. وقرر البنك المركزي السبت العودة الى العمل حسب المواعيد الرسمية للبنوك من الثامنة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر. وقال نائب مدير فرع بنك استثمار ان "حركة العملاء عادت طبيعية للغاية بعد اسبوع من التراجع الشديد". وفي شارع البطل احمد عبد العزيز التجاري في ضاحية المهندسين، ازالت كثير من المحال القضبان الحديدية من على واجهاتها الزجاجية، وهو مؤشر كبير على تراجع الاحساس بالخوف من العنف. وقبل اسبوعين، شهد الشارع مواجهات دامية بين الامن المصري وانصار لجماعة الاخوان المسلمين. وظل الشارع، الذي شهد اعمال سلب ونهب، مغلقا بشكل شبه جزئي لنحو عشرة ايام. وفيما كان الشارع ذاته مكتظا بمئات السيارات لاول مرة منذ فترة طويلة، قالت سيدة تدعى وفاء "اشعر بقلق بالغ حين يتظاهر الاسلاميون. حينها ابقى بالمنزل". وقال سامي الدسوقي مدير متجر "الامور عادت طبيعية. مصمم على فتح متجري حتى تعود الامور لطبيعتها"، فيما قال مدير متجر الكترونيات اغلق ابوابه لاسبوع، ورفض ذكر اسمه، "الاسبوع الماضي كان كارثيا. الزبائن تراجعت بنسبة 70%. الان نحن نعمل بشكل طبيعي تقريبا". وعادت حركة البيع بشكل طبيعي الى سلسلة محلات التوحيد والنور في القاهرة بعد نحو اسبوع من الاغلاق لعدد من فروعها، حسب ما قال محمود الهواري مدير احد فروعها. وامام عامود لحم الشاورما المعلق امام محله، اشتكى وليد يوسف مدير مطعم صغير في وسط المدينة من عدم عودة اقبال الزبائن لفترة ما قبل 30 يونيو. وخففت السلطات المصرية السبت الماضي حظر التجول المفروض على القاهرة و13 مدينة اخرى، منذ الرابع عشر من اغسطس، ليسري من التاسعة مساء بدلا من السابعة مساء وذلك حتى السادسة من صباح اليوم التالي. وتتحول القاهرة خلال الليل الى مدينة اشباح، محالها مغلقة وشوارعها خاوية الا من الحواجز الامنية. لكن تخفيف حظر التجوال دفع بالاف المصريين مرة اخرى الى الشوارع والمقاهي حتى التاسعة مساء. وقال مواطنون في اماكن مختلفة لفرانس برس ان تقليص ساعات الحظر اشعرهم "بعودة الامان والحياة الطبيعية للقاهرة".

مشاركة :