نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصارم تجاه إيران قد يقضي على استثمارات ضخمة في الطاقة، وُقعت قبل أربعة أشهر فقط. وبموجب الاتفاق، اتفقت شركتا توتال والبترول الوطنية الصينية على استثمار مليارات الدولارات في ايران لتطوير حقل غاز بارس الجنوبي العملاق فى شراكة مع شركة بتروبارس الايرانية. وكان هذا أول استثمار من نوعه منذ تخفيف العقوبات المفروضة على إيران في عام 2016 بعد أن وعدت طهران بالتراجع عن برنامجها النووي. وقد هدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، إذا فشل الكونغرس الأمريكي وحلفاء الولايات المتحدة في تقويته. وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" باتريك بوياني: "يمكننا أن نفعل الصفقة بشكل قانوني إذا كان هناك إطار قانوني.. وإذا لم نستطع أن نفعل ذلك لأسباب قانونية، بسبب تغيير نظام العقوبات، فسيكون علينا أن نعيد النظر مرة أخرى". وكشف ترامب النقاب عن سياسة جديدة وشاملة جديدة تجاه إيران الشهر الماضي، متهماً طهران بانتهاك الاتفاق النووي، ومعلناً أنه لن يشهد بعد ذلك أن رفع العقوبات كان فى مصلحة الولايات المتحدة. وبات الاتفاق الآن في مأزق في الوقت الذي يقرر فيه الكونغرس كيفية الرد، ولكن استراتيجية ترامب قد تثير سلسلة من الأحداث قد تنتهي في تعطيل الاتفاق النووي. وأوضح بوياني: "اذا كان هناك نظام للعقوبات [على ايران]، علينا أن ننظر فيه بعناية،" مضيفاً: "نحن نعمل في الولايات المتحدة، لدينا أصول في الولايات المتحدة، واكتسبنا المزيد من الأصول فيها." وقد زادت "توتال" الأسبوع الماضي من حجم تواجدها في الولايات المتحدة، من خلال شراء محفظة من أصول الغاز الطبيعي المسال من شركة "إنجي" للطاقة، بما في ذلك حصة الشركة في مشروع كاميرون للغاز الطبيعي في لويزيانا، وهو أحد أوائل محطات تصدير الغاز الجديدة في أمريكا الشمالية. وهذه الصفقة تزيد من رهانات الشركة الفرنسية، ولكن في الوقت الراهن، فإن العمل كالمعتاد في إيران، إذ أشار بوياني إلى أن "الشركة تعمل على المشروع، وقد أطلقنا المناقصات، وينبغي أن نمنح العقود بحلول يناير،" مضيفاً: "آمل في ذلك الوقت أن يكون لدى الكونغرس إجابة للرئيس وأن على الرئيس أن يجدد أو لا يجدد الشهادة". أما فقدان "توتال" فقد يسبب ضربة قوية لإيران. وتحتاج طهران إلى استثمار أجنبي لتطوير إمكانياتها الهائلة من الطاقة، وقد قامت مؤخراً بتوزيع مشاريع بقيمة 200 مليار دولار، بهدف جذب شركات مثل "BP،" و"غازبروم" الروسية، و"بتروناس" الماليزية.
مشاركة :