رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الثلاثاء في تغريدة على تويتر إلى الهدوء. وقال بعد انقطاع عن التغريد استمر ثمانية أيام، "يا جماعة أنا بألف خير. وان شاء الله أنا راجع هاليومين (عبارة باللغة اللبنانية المحكية تعني خلال وقت قصير جدا) خلينا نروق، وعيلتي قاعدة ببلدها، المملكة العربية السعودية مملكة الخير". وجاءت تغريدة الحريري بعد لقائه في منزله بالرياض مع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أكد بدوره أن رئيس الوزراء المستقيل سيعود إلى لبنان قريبا، مشيرا إلى أنه مقتنع بأسباب الاستقالة. والتقى البطريرك الماروني الثلاثاء أيضا في الرياض بالملك سلمان بن عبدالعزيز وبولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال أول زيارة يقوم بها بطريرك ماروني إلى السعودية. وقال لصحافيين إثر لقاءات عقدها مع مسؤولين سعوديين ردا على سؤال عما اذا كان الحريري يخطط للعودة إلى لبنان "أكيد وبأسرع ما يمكن وربما الآن ونحن هنا". وسئل عن الاستقالة ومدى اقتناعه بها، فقال "هل أنا غير مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها". ووصل الراعي إلى العاصمة السعودية مساء الاثنين في زيارة وصفتها الرياض بالتاريخية. وتوقف الاعلام اللبناني أيضا عند أهمية الزيارة. وكتبت صحيفة النهار اللبنانية أن الزيارة تشكل "مؤشرا قويا بارزا لتغيّرات تحديثية هائلة تشهدها المملكة في كل المجالات، كما تشكل اعتراف أعلى مرجعية اسلامية بدور مميز لمسيحيي لبنان في اطار السعي إلى تضييق المسافات بين المسيحيين والمسلمين في العالم أجمع". واعتبرت أن دعوة الراعي إلى الرياض "لا سابق لها منذ نشوء الاسلام". وأوردت صحيفة "لوريان لوجور" الناطقة بالفرنسية أن "وجود مسؤول ديني مسيحي في السعودية للمرة الأولى، يشكل حدثا غير مسبوق للحوار بين الأديان والعيش المشترك". وكان الحريري أعلن في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد أن تدخل إيران، الخصم الاقليمي للمملكة السعودية، في الشؤون اللبنانية وفي شؤون الدول العربية ووقوف فريق لبناني هو حزب الله إلى جانبها، هو أحد أبرز استقالته. ودعا حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري إلى الانسحاب من نزاعات المنطقة، لا سيما من سوريا واليمن. وأكد أنه مستعد لـ"تسوية نهائية" مع حزب الله في حال تعهده بتحييد لبنان عن نزاعات المنطقة. وأعلن الحريري استقالته من منصبه من الرياض بصورة مفاجئة في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني. وكان الرئيس اللبناني ميشال عون عبر عن ارتياحه لإعلان الحريري عزمه العودة قريبا إلى لبنان بعد بيان سابق أعلن فيه رفضه استقالة الحريري، معتبرا أن الظروف التي يعيشها رئيس الوزراء اللبناني المستقيل في الرياض "تحد من حريته". واستقبل الملك سلمان البطريرك الراعي في مكتبه بقصر اليمامة. وترتدي زيارة الراعي إلى السعودية دلالات رمزية كبيرة نظرا إلى ما يمثله البطريرك من ثقل تمثيلي بالنسبة إلى مسيحيي الشرق وما تمثله المملكة المحافظة بالنسبة إلى مسلمي العالم أجمع لوجود أهم مقدسات المسلمين فيها. وفي السياق ذاته أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني الثلاثاء أنها تتوقع عودة الحريري إلى لبنان "في غضون الأيام المقبلة" وذلك بعد استقالته المفاجئة. وأكدت موغيريني خلال لقاء مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في بروكسل الثلاثاء دعم الاتحاد الأوروبي "لاستقرار ووحدة وسيادة أراضي" لبنان، بحسب بيان صادر عن مكتبها. وقال البيان "ستتواصل الاتصالات عن كثب أيضا مع رئيس الوزراء الحريري من خلال القنوات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي: الممثلة العليا موغيريني تتوقع أن يعود هو وأسرته إلى لبنان في الأيام القادمة". وبعد محادثات مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الاثنين طالبت موغيريني بإبعاد لبنان عن "التدخلات الخارجية".
مشاركة :