رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء باتخاذ المزيد من الإجراءات لاستعادة المنافذ الحدودية الواقعة تحت سيطرة قوات البشمركة الكردية، لكنه أوضح أن ذلك سيتم دون تصعيد. واتهم العبادي في مؤتمره الأسبوعي إقليم كردستان بـ"التراجع عن مسودة الاتفاق الأخير"، مضيفا "سنتخذ اجراء في المستقبل القريب حول المنافذ ولن ننتظر إلى ما لا نهاية". وجاءت تصريحات العبادي بعد تحذيرات سابقة للأمين العام لقوات البشمركة الفريق جبار ياور من انفجار الوضع في خطوط التماس بأي لحظة بسبب ما وصفها بمحاولة بغداد فرض شروطها على كردستان قسريا. وكان وفد عراقي ممثلا عن الحكومة العراقية وآخر كردي ممثل عن حكومة كردستان قد عقدا اجتماعات في الموصل في مسعى يهدف للتوصل إلى حل يقضي بانتشار القوات العراقية عند المنافذ الدولية، غير أن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق. ونفت اربيل اتهامات بغداد بالتراجع عن اتفاق بشأن نشر القوات العراقية في مناطق حدودية وقالت إنه لم يتفق حتى يتنصل. وتريد الحكومة العراقية السيطرة على مناطق واقعة شمال غرب الموصل فضلا عن معبري فيشخابور وابراهيم الخليل الحدوديين مع كل من تركيا وسوريا. وكانت وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق قد اعلنت في بداية نوفمبر/تشرين الثاني، استعدادها لنشر قوات مشتركة من مقاتليها والجيش الاتحادي العراقي على المعابر الحدودية للإقليم. وقال الأمين العام للوزارة جبار ياور، خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل "نحن مستعدون لنشر سرية من البشمركة مع سرية للجيش العراقي لتأمين أمن المعابر الحدودية وإدارتها بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية". وبشأن المناطق المتنازع عليها، ذكر ياور أن الإقليم يرغب في نشر قوات مشتركة بتلك المناطق كما كان متبعا قبل ظهور تنظيم الدولة الاسلامية عام 2014، مشيرا إلى أن بغداد تراجعت عن ذلك، وتريد نشر قوات اتحادية فقط. وحذر من أن استمرار التوتر العسكري بين القوات العراقية والبشمركة "سيسهم في عودة الإرهاب للبلاد". وقال ياور إن "الحوار هو الأساس لمعالجة المشاكل وفق دستور البلاد. المشكلة بين بغداد وأربيل سياسية وليست عسكرية والبشمركة جزء من المنظومة الدفاعية العراقية والإقليم جزء من العراق". وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال في 25 سبتمبر/أيلول، الذي تؤكد الحكومة العراقية "عدم دستوريته". وفرضت القوات العراقية خلال حملة أمنية بدأت في 16 أكتوبر/تشرين الأول السيطرة على الغالبية العظمى من مناطق متنازع عليها بين الجانبين بينها كركوك دون أن تبدي قوات البشمركة مقاومة تذكر.
مشاركة :