بالدموع والأسى بعد الفشل في بلوغ نهائيات مونديال كرة القدم 2018، ودع الحارس جانلويجي بوفون مرحلة زاخرة مع المنتخب الايطالي، جعلت منه أحد أفضل حراس المرمى في التاريخ. بعد خمس مشاركات في المونديال رفع خلالها الكأس عام 2006 في ألمانيا، لم يتمكن حارس يوفنتوس بوفون (39 عاما) من تحقيق ما كرر في الأشهر الماضية رغبته في إنجازه: الاعتزال دوليا بعد مشاركة سادسة في البطولة الأغلى عالميا لأي لاعب كرة قدم. وبدلا من ان تنتهي المسيرة تحت أضواء الملاعب الروسية المضيفة لمونديال 2018، وجد بوفون نفسه يكفكف دموعه بعد التعادل السلبي لمنتخب بلاده أمام ضيفه السويدي على ملعب سان سيرو في ميلانو أمس الأول. ووجد بوفون نفسه يتخذ المسار نفسه لاسم إيطالي آخر بارز في حراسة مرمى المنتخب ويوفنتوس هو دينو زوف الذي ودع المسيرة الدولية بعد خسارة أمام السويد. وقال بوفون وهو شبه منهار لقناة "راي" الايطالية "لا أشعر بالأسى تجاه نفسي بل تجاه الكرة الايطالية، لقد فشلنا في أمر يعني الكثير على الصعيد الاجتماعي". وأضاف "أنا واثق من وجود مستقبل لكرة القدم الايطالية لاننا شعب يملك كبرياء وتصميما، وبعد السقوط نجد دائما وسيلة للنهوض". تحت ثلوج العاصمة الروسية موسكو عام 1997، تعرض الحارس السابق للمنتخب جانلوكا باليوكا للاصابة، ودفع مدرب المنتخب حينئذ تشيزاري مالديني، باليافع بوفون. وسأل مالديني بوفون "هل تشعر بأنك قادر على الحلول بديلا؟"، ولم يخيب الحارس الشاب الآمال: لعب، وكان جيدا، كما هو الحال في كل مرة تقريبا وقف بين الخشبات الثلاث. ومنذ ذلك العام، لم يغب بوفون عن المنتخب: بداية كحارس احتياطي، ولاحقا كحارس أساسي، وحامل شارة القيادة في ختام مسيرته. ومع المنتخب، شكل بوفون مفتاحا أساسيا في إحراز لقب كأس العالم 2006، اذ تلقى مرماه هدفين فقط في سبع مباريات، وهو رقم قياسي يتشاركه مع الحارسين السابقين الاسباني إيكر كاسياس والفرنسي فابيان بارتيز، إلا ان بوفون ينفرد عن أقرانه بأنه حارس المرمى الوحيد الذي أحرز جائزة أفضل لاعب التي يمنحها الاتحاد الأوروبي للعبة (2003). وفي مباراته الدولية الأخيرة، ستبقى الدموع الذكرى المحفورة عن بوفون، اضافة الى تقدمه الى منطقة الجزاء السويدية خلال ركلتين ركنيتين لمنتخب بلاده في المراحل الأخيرة من المباراة. وبدأ بوفون الذي يتحدر من عائلة رياضية (والدته كانت رامية للقرص، ووالده رافعا للأثقال) مسيرته مع نادي بارما، وأحرز معه كأس ايطاليا وكأس السوبر الايطالية وكأس الاتحاد الأوروبي، قبل الانضمام الى يوفنتوس عام 2001 في صفقة قدرت بنحو 51 مليون يورو. وأحرز مع "السيدة العجوز" الألقاب المحلية، إلا انه افتقد اللقب القاري الأغلى: دوري أبطال أوروبا الذي بلغ مباراته النهائية مرتين في المواسم الثلاثة الماضية، دون ان يتمكن من إحراز اللقب. يذكر أن بوفون بدأ يزاول كرة القدم كلاعب وسط مهاجم، وانتقل الى حراسة المرمى في سن الثانية عشرة. ورغم اقترابه من سن الأربعين، لايزال يعد أحد أفضل حراس المرمى عالميا، إضافة الى أنه حفر اسمه في سجل أفضل الحراس على مر التاريخ، مع مهارته الكروية، وقوة شخصيته والكاريزما الساحرة التي يتمتع بها، وخبرته المتراكمة.
مشاركة :