بعد أيام من البيان الأميركي-الروسي حول سورية، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس الاول، ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سورية والعراق لن يغادر هذين البلدين، ما لم تحرز مفاوضات جنيف للسلام في سورية والتي ترعاها الامم المتحدة تقدما. وقال ماتيس لمجموعة من الصحافيين: «لن نغادر في الحال»، مؤكدا ان قوات التحالف الدولي ستنتظر «احراز عملية جنيف تقدما». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مرتجل في البنتاغون: «يجب القيام بشيء ما بخصوص هذه الفوضى، وليس فقط الاهتمام بالجانب العسكري والقول: حظا سعيدا للباقي». وماتيس، الجنرال السابق في قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز)، ذكّر بأن مهمة قوات التحالف هي القضاء على تنظيم «داعش» وايجاد حل سياسي للحرب الاهلية في سورية. والسبت الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وروسيا انهما اتفقتا في بيان رئاسي مشترك على ان «لا حل عسكريا» في سورية، وذلك بعد لقاء وجيز بين رئيسيهما دونالد ترامب وفلاديمير بوتين على هامش قمة إقليمية في فيتنام. وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على ابقاء القنوات العسكرية مفتوحة لمنع تصادم محتمل حول سورية وحث الاطراف المتحاربة على المشاركة في محادثات سلام برعاية الامم المتحدة في جنيف. وكشف عن اتفاق ثلاثي اميركي-روسي-اردني على انشاء «منطقة خفض التصعيد المؤقتة» في جنوب سورية. وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الاميركية فإن الاتفاق ينص على «التزام الاطراف بالقضاء على وجود قوات اجنبية» في هذه المنطقة. وأضاف المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان «هذا يشمل القوات الايرانية والجماعات المسلحة المدعومة من ايران مثل حزب الله»، مشيرا الى ان الروس وافقوا على العمل مع النظام السوري للوصول الى انسحاب القوات المدعومة من ايران لغاية مسافة محددة من الاراضي الخاضعة لسيطرة المعارضة وحدود الجولان من الجانب الاردني». وأمس الأول، رفض وزير الدفاع الاميركي الإجابة على سؤال بشأن وجود قوات ايرانية في هذه المنطقة. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، أمس، إن بلاده لم تتعهد بضمان انسحاب القوات الموالية لإيران من سورية، مضيفاً أن وجود إيران في سورية شرعي. ورداً على التقارير عن تخلي موسكو عن مؤتمر سوتشي لحل الازمة السورية لمصلحة مؤتمر جنيف، قال لافروف إن الاستعدادات لا تزال جارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري دون ان يحدد موعدا له. ورداً على ماتيس، قالت الخارجية السورية، أمس، ان وجود القوات الاميركية في سورية يمثل اعتداء على سيادتها، ومن شأنه ان يطيل امد الازمة في البلاد، مؤكدة أن ربط تواجدها بعملية تسوية «مرفوض». وقالت الوزارة، في بيان: «لقد ادعت الادارة الأميركية على الدوام بأن تدخل قواتها في سورية كان بهدف مكافحة ما يسمى (داعش) الذي يلفظ انفاسه الاخيرة في سورية، بفضل تضحيات الجيش السوري والحلفاء والقوى الرديفة، وان ربط الوجود الأميركي في سورية الآن بعملية التسوية ما هو الا ذريعة ومحاولة لتبرير هذا الوجود». وأكدت «ان هذا الربط مرفوض جملة وتفصيلا لان الولايات المتحدة وغيرها لن تستطيع فرض اي حل بالضغط العسكري، بل على العكس فإن هذا الوجود لا يؤدي الا الى اطالة امد الازمة وتعقيدها، وهنا يكمن الهدف الحقيقي لهذا الوجود». الى ذلك، أعلنت مجموعات معارضة متنوعة، بينها «هيئة التنسيق» انها ستلبي السعودية الى «اجتماع موسع» لمختلف مجموعات المعارضة السورية من 22 الى 24 نوفمبر الجاري في الرياض. وقالت الحكومة السعودية التي تدعم اللجنة العليا للمفاوضات التي تضم مجموعات معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، في بيان، ان الاجتماع سيوسَّع الى فصائل تدعمها دول اخرى.
مشاركة :