واجهت اونغ سان سو تشي التي تقود الحكومة المدنية في ميانمار ضغوطاً متزايدة لحل أزمة المُهَجَّرين من أقلية الروهينغا خلال لقاءين في مانيلا مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون. وقال غوتيريس للزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام انه يجب أن يسمح بعودة مئات الآلاف من النازحين الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش لبيوتهم. وذكر بيان للأمم المتحدة مختصراً تصريحات غوتيريس أمام سو تشي إن «الأمين العام شدد على ضرورة تعزيز الجهود لتأمين عودة إنسانية وسالمة وطوعية وكريمة للمهجرين»، مؤكداً أن «مصالحة حقيقية بين مكونات المجتمع أمر أساسي». وجاءت تصريحات غوتيريس بعد ساعات على لقاء عقده مع سو تشي على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا في مانيلا. ويقول مؤيدو سو تشي إنها مضطرة لتحقيق توازن بين مطالب الخارج والشعور الشعبي في البلد ذي الغالبية البوذية الذي يعتقد معظم سكانه بأن الروهينغا دخلاء. وخلال التقاط صور في بداية لقائها مع تيلرسون، تجاهلت سو تشي صحافياً سألها ما إذا كان الروهينغا مواطنين. وبعد الاجتماع، سأل الصحافيون تيلرسون الذي سيزور ميانمار اليوم الأربعاء، ما إذا كان يحمل «رسالة إلى القادة في ميانمار». لكنه تجاهل السؤال واكتفى بالقول «شكراً». في الأثناء، سخرت منظمة العفو الدولية من تحقيق يجريه جيش ميانمار في مزاعم عن ارتكاب فظائع بحق مسلمي الروهينغا ووصفته بأنه محاولة «لتبرئة الساحة»، ودعت للسماح لمحققين من الأمم المتحدة ومحققين مستقلين بدخول البلاد. ويؤكد جيش ميانمار باستمرار على «براءته» ونشر أول من أمس نتائج تحقيق داخلي على صفحة فيسبوك الخاصة بقائد الجيش الجنرال مين أونغ هلينغ. وذكر التقرير إن التحقيق توصل إلى أن الجنود لم يطلقوا النار على «قرويين أبرياء» ولم يغتصبوا أي نساء ولم يعذبوا الأسرى، ونفى أن تكون قوات الأمن قد أحرقت قرى الروهينغا أو استخدمت «العنف المفرط». ورفضت منظمة العفو نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه الجيش ودعت إلى حرية دخول كاملة لمحققين من الأمم المتحدة ومحققين مستقلين لولاية راخين. وقال المدير الإقليمي للمنظمة المختص بدول جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي جيمس جوميز في بيان: «مرة أخرى يحاول جيش ميانمار إخفاء انتهاكات جسيمة ضد الروهينغا». وأكدت المنظمة: «هناك أدلة ساحقة على أن الجيش قتل واغتصب الروهينغا وأحرق قراهم وسواها بالأرض».
مشاركة :