قامت قوات الجيش الإسرائيلي، أمس، برفع حالة التأهب، على خلفية التقييمات التي تتوقع قيام حركة «الجهاد الإسلامي» بتنفيذ عملية انتقام لتفجير النفق التابع لها وقتل رجالها في غزة. وفي إطار هذه الاستعدادات التي اتخذها الجيش، جرى نشر بطاريات منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ، في مناطق عدة وسط إسرائيل على مقربة من تل أبيب.وتعتبر هذه الخطوة استثنائية، والأولى من نوعها منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي اندلعت في صيف سنة 2014، وحسب مصادر إسرائيلية، فإنه وعلى الرغم من مضي ثلاثة أسابيع على تدمير النفق، فإن «التقييمات بشأن نيات (الجهاد الإسلامي) هي أنها سوف ترد وبشكل مؤكد، بواسطة إطلاق صواريخ من القطاع أو استخدام وسائل أخرى للرد، وأن هذا الرد قد يجري على حدود غزة أو أبعد من ذلك».ويقول الإسرائيليون إن التنظيم يملك مئات من صواريخ «الكاتيوشا» و«غراد» المتطورة، التي يصل مداها إلى أكثر من 40 كلم (يمكنها الوصول إلى أشدود وبئر السبع)، كما يحتمل أنه يملك صواريخ ذات مدى أطول. ويحتفظ التنظيم بقواعد عمل في مناطق عدة في الضفة الغربية، من بينها في منطقة جنين، لكن من غير الواضح ما إذا كان ممكنا لهذه القواعد تنفيذ عمليات في ظل الضغط المضاعف الذي يمارس عليها من قبل أذرع الأمن الإسرائيلية وأجهزة الأمن الفلسطينية.وجرى خلال الأيام الأخيرة تبادل تهديدات بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامي». ويوم السبت نشر منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، الجنرال يوآب مردخاي، شريطا باللغة العربية، حذر فيه «الجهاد» من اللعب بالنار على حساب سكان قطاع غزة وعلى حساب المصالحة الفلسطينية والمنطقة كلها. وهدد بأن إسرائيل سترد بكل قوة ليس فقط على «الجهاد» وإنما على «حماس» أيضا، ونصح قيادة «الجهاد» في دمشق بأخذ زمام الأمور وكبح النشطاء في غزة. كما هدد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد، بالرد بقبضة صارمة على أي محاولة للهجوم على إسرائيل.ورغم مرور هذه المدة الطويلة على تفجير النفق، الذي اجتاز الحدود ووصل إلى مسافة كيلومتر من كيبوتس كيسوفيم، يسود لدى الجهاز الأمني اعتقاد بأن حركة «الجهاد الإسلامي» لم تتخل عن خطتها للانتقام لمقتل نشطائها. ويبدو أن التنظيم يستعد لتنفيذ العملية، وأن النية هي تنفيذ رد مدوٍّ. وتهدد إسرائيل بالرد بشكل شديد عليها، ومن شأن ذلك أن يجعل الطريق إلى الجولة المقبلة من الحرب مع القطاع قصيرة وملموسة جدا، منذ انتهاء الحرب السابقة قبل أكثر من ثلاث سنوات.وحسب عدة مصادر في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن جهودا حثيثة تبذل من أطراف عدة، لكي لا يتم تصعيد الموقف. وحتى «حماس»، التي ما زالت تتولى المسؤولية الأمنية في قطاع غزة، تسعى لمنع التصعيد. ويقولون في إسرائيل إنها تمارس ضغوطا على «الجهاد» كي لا ترد على عملية التدمير.ويقوم الجيش الإسرائيلي بإجراءات علنية لتعزيز قواته في محيط قطاع غزة. وأعلن، أمس الثلاثاء، عن استئناف العمل في بناء الجدار الجديد فوق الأرض وتحتها على طول الحدود مع قطاع غزة.
مشاركة :