استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، البطريرك الماروني بشارة الراعي، في قصر اليمامة في الرياض أمس. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) أنه «تم استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وتأكيد أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم». وحضر الاستقبال وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مساعد بن محمد العيبان، وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر بن سبهان السبهان. والتقى البطريرك الراعي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وجرى، وفق الوكالة السعودية «استعراض العلاقات الأخوية بين المملكة ولبنان وبحث عدد من المواضيع المتعلقة بدور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف بما يحقق الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم». وحضر اللقاء الوزير السبهان. لقاء الحريري وأمير الرياض وزار رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري البطريرك الراعي في مقر إقامته، وعقد اللقاء بعيداً من الإعلام. وأقام أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز مأدبة غداء على شرف البطريرك الراعي والوفد المرافق في قصر الحكم. وحضر المأدبة نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز. كما حضرها وكيل إمارة منطقة الرياض فيصل بن عبدالعزيز السديري والمستشار الخاص المشرف العام على مكتب أمير منطقة الرياض سحمي بن شويمي بن فويز وأمين منطقة الرياض إبراهيم بن محمد السلطان وكبار مسؤولي المنطقة. وقال أمير الرياض للإعلاميين المرافقين للراعي: «نتمنى أن نلتقي في لبنان وأن يعيش لبنان بأمان واستقرار». ولفت إلى أن «الهدف من الزيارات المتبادلة أن نؤسس ونؤكد سياسة جديدة وعملاً جديداً في ظل قائدنا خادم الحرمين الشريفين والإخوة في لبنان». الراعي: لبنان الحيادي وقال الراعي: «تشرفنا بلقاء الملك سلمان وولي العهد وتوجنا الزيارة مع أمير الرياض ونشكره على محبته، وما سمعناه اليوم سواء من الملك أم من ولي العهد، والمطارنة يوافقون معي، هو نشيد المحبة السعودية للبنان، محبة لبنان بكيانه وشعبه وأرضه ولبنان المضياف، لبنان التعددية والتلاقي، ولبنان المنفتح على كل الشعوب، وصديق كل الشعوب، ولبنان الحيادي، وما قرأناه في قلوبهم أن يعود لبنان إلى سابق عهده، إلى ما كان عليه وهذا ما يجمله، أرضه جميلة بحد ذاتها ولكن أرضه مجملة عندما يحافظ الشعب على التقاليد الحلوة. كل الوقت كانوا يحدثوننا عن لبنان والملك لم يتوقف عن الحديث عن لبنان وعبر عن حبه الكبير للبنان وعن رغبته الكبيرة في دعمه الدائم للبنان. وتقديرهم للجالية اللبنانية التي تعمل في المملكة، خصوصاً أنهم نشيطون وأسهموا في بناء المملكة العزيزة على قلبهم وأحبوا قوانينها واحترموها واحترموا تقاليدها». وسئل الراعي عما إذا كان شيء يؤثر في العلاقات بين المملكة ولبنان، فقال: «لا يجب أن يؤثر، ولو مرت ظروف معينة، لكنها لم تؤثر في الصداقة الموجودة، وهذا ما سمعناه اليوم، سواء من الملك أم من ولي العهد وأمير الرياض». ووصف اللقاء مع الحريري بأنه «حلو كتير». وسئل ما إذا كان أكد له العودة إلى لبنان، فقال: «أكيد، وبأسرع ما يمكن، ويمكن الآن ويمكن نحن هنا، وهو مشي». وعما إذا أقنعه الحريري بأسباب الاستقالة، قال الراعي: «ليش أنا مش مقتنع؟ أنا مقتنع كل الاقتناع بأسبابها هو كان يعبر عن شيء بقلبه واختباره». وما إذا تمنى عليه العودة عنها إذا تغيرت الظروف التي طالب بها، قال الراعي: «هو عبّر عن هذا الشيء في كلامه الأحد، وأنه مستعد أن يتابع عمله ويجب أن يصير كلام مع رئيس الجمهورية والقيادات، الرئيس بري، والقيادات اللبنانية في الأمور التي من أجلها قدّم استقالته، ومن أجلها هو مستعد، كما قال الأحد، أن يواصل خدمته هذا الوطن الذي يحبه، وفي منزلهم المرحوم والده الذي كان بالنسبة إليه دعوة لخدمة الوطن». وسئل عما إذا كان في ضوء ما يحصل في لبنان يقرر الحريري عودته، فقال: «يصير عهد جديد ومسيرة جديدة، ودعونا نتطلع إلى الأمام، نحن الآن شاهدنا كيف بنيت الرياض، وعلق الأمير بالقول: انظروا أين كنا وأين أصبحنا. إذاً، بالإرادة الطيبة والعمل والتصميم نسير إلى الأمام وليس إلى الوراء». وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» أن النائب فارس سعيد التقى الوزير السبهان، في مكتبه في الديوان الملكي. وكان السفير اللبناني لدى المملكة عبد الستار عيسى أقام على شرف الراعي حفلة استقبال في دار السفارة في الرياض، شارك فيها ديبلوماسيون والسفير السعودي الجديد لدى لبنان وليد اليعقوب. وحيّا الراعي «المملكة التي وقفت إلى جانب لبنان في أصعب مراحله». أمير الكويت يؤكد لعون دعم سيادة لبنان أكد أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح «دعمه الجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني ميشال عون ليتجاوز لبنان الظرف الدقيق الذي نتج من إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الخارج»، مجدداً «وقوف الكويت إلى جانب سيادة لبنان واستقلاله وحريته». موقف أمير الكويت نقله إلى عون أمس، السفير الكويتي لدى لبنان عبد العال القناعي. وتلقى عون اتصالاً هاتفياً من المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أكدت فيه «متابعتها التطوّرات في لبنان والتي نشأت بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته»، منوهَّة بـ «الدور الذي يلعبه الرئيس عون لإيجاد حل لهذا الوضع». وشددت مركل، وفق بيان المكتب الإعلامي للرئاسة، على «وقوف بلادها إلى جانب لبنان وأنها تجري اتصالات مع الدول الأوروبية لمعالجة هذه الأزمة، انطلاقاً من الحرص على سيادة لبنان واستقلاله ورفض التدخل في شؤونه الداخلية». وكان عون واصل لقاءاته التشاورية مع القيادات السياسية والأحزاب والهيئات والتجمّعات، عارضاً «آخر التطورات المتَّصلة بإعلان الحريري استقالته»، مجدداً تأكيد أن «موقف لبنان من هذه المسألة واحد ويعكس إرادة وطنية جامعة تجلَّت من خلال المواقف التي صدرت ولا تزال عن القيادات السياسية والروحية اللبنانية». ولفت إلى أن «عودة الرئيس الحريري إلى بيروت كما أعلن في مقابلته التلفزيونية ستفسح في المجال أمام مناقشة الأسباب والظروف التي رافقت إعلان الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه». وأعرب عن «ارتياحه لردود الفعل الدولية المؤيدة لسيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه وقراره الوطني الحرّ وعدم التدخّل في شؤونه».
مشاركة :